كانت تمنّي النفس بالمبلغ الخفيف الذي ادخرته من براثن مصروف البيت ، وبقايا راتبها لشراء ملابس لها وهدية لزوجها تقدمها له يوم تخرجه من الجامعة مهندسا ، اختارت له سبحة كهرمان لطالما تمناها وقفلت عائدة إلى البيت وهي تفكر باستعارة لباسها من صديقة لها رافقتها الاسبوع الماضي لشراء تنورة رائعة بألوان الخريف الراقية وحذاء ارجواني . وإذا لم يتسنى استعارتها ،ستلبس ما يوجد في خزانتها من ثياب جهزتها قبل ست سنوات خلت وما قدمته لها اختها عندما تريد شراء ملابس جديدة .
كان كل شيئ يسير على مايرام سبحة الكهرمان بامبلاج رائع نفضت عن طقم عرسه الذي سيرتديه غبار السنين وإذ بورقة بيضاء سقطت من جيب سترته الداخلية ،مختومة بحكم قاض .. الزوج زوجها ، والزوجة فتاة بعمر الورود . .تهالكت ، تسارع نبضها ، انتفضت أوردتها ، ولم يعد شيئ على قيد الحياة ، بلحظة ضاعت سنوات مثُلت أمامها ك شريط سينمائي، خنقت دمعة كانت لاتزال وليدة في مدمعها ، تذكرت أيام حبهما رفقاء مدرسة درسا بمقعد واحد ، تقاسما فطيرة الزعتر والمصروف ،تعاهدا على الحب وتغنى بحبهما في الأعراس .توّج نجاحهما في الثانوية العامة بفرحة زواجهما ،طائران صغيران بدأا رحلة التعب بتأسيس بيت الزوجية والدراسة . وك عجوز تلملم من أرضها بقايا حطب حاولت ترقيع متطلبات الحياة . تخلت عن مقعدها الذي استحقته بجدارة في كلية الطب لتفسح له مجالا بدراسة الهندسة ولتختار أقصر الطرق لكسب العيش مدرسة بالوكالة تعلّم التلاميذ الصغار لتستطيع الأخذ بيد زوجها في تكاليف دراسته ،وبناء البيت الحلم. كانت تنتشل أحلامها اللازوردية بحبها ووفائها تحاول قدر استطاعتها نفض غبار الألم والتعب عن ملامحها لتبقى ندية على سفح قلبه ، منتظرة انبثاق فجر ينثر بذور العطاء في رحم الحياة
كانت تتصور تنصيبها ملكة متوجة على عرش قلبه يوم تخرجه . كبرياء الانثى وكرامتها قامت بثورة خريف جعلت رياح الفراق تصول وتجول بأرجاء بيتها الذي أصبحت جدرانه باردة ، وتحول عسل صبرها إلى روح مليئة بالغثيان .وك طبيب يسحب رصاصة استقرت قرب قلب مريض ، أو اخراج خنجر نافذ من كبد ، او ك شظية زجاجٍ من بؤبؤ الذاكرة ، قامت .. فأغلقت صنابير الحنين التي كانت تفيض وتتدفق من قلبها ، أزالت الثياب المعلقة في خزانة أحلامها ، نفضت شراشف الوجد ، ومزقت الصور عن حائط الذكريات ، وطلته بألوان خيبتها ، تخلصت من الطحين الذي لطالما خبزت له به فطيرة أوهامها ، سكبت الماء فوق السكر الذي كانت تحلّي به سهراته ، أخذت مرطبان المربى الممزوج بحلاوتها وخفة دمها وضحكاتها ، كسرت طبق الخزف الذي سكبت به أمنياتها ، مسحت الدرابزين الذي كان ينقط لوعة ً ،
وأخيرا غسلت ثياب الذكرى سبعاً لتمحي مابقي من أثر عطرٍ عليها. ولم يعد في البيت أثراً لها، ولكن قبل أن تغادر تركت له هناك على طاولة ورقة زواجه والهدية سبحة الكهرمان ومحبس زواجها ، وخرجت بعد ان محت آثار أقدامها ، وكان بينها وبين عتبة داره عفوا دارها طلقة بائنة لا رجعة فيها ،
هي حدّ الله بينها وبينه
كان كل شيئ يسير على مايرام سبحة الكهرمان بامبلاج رائع نفضت عن طقم عرسه الذي سيرتديه غبار السنين وإذ بورقة بيضاء سقطت من جيب سترته الداخلية ،مختومة بحكم قاض .. الزوج زوجها ، والزوجة فتاة بعمر الورود . .تهالكت ، تسارع نبضها ، انتفضت أوردتها ، ولم يعد شيئ على قيد الحياة ، بلحظة ضاعت سنوات مثُلت أمامها ك شريط سينمائي، خنقت دمعة كانت لاتزال وليدة في مدمعها ، تذكرت أيام حبهما رفقاء مدرسة درسا بمقعد واحد ، تقاسما فطيرة الزعتر والمصروف ،تعاهدا على الحب وتغنى بحبهما في الأعراس .توّج نجاحهما في الثانوية العامة بفرحة زواجهما ،طائران صغيران بدأا رحلة التعب بتأسيس بيت الزوجية والدراسة . وك عجوز تلملم من أرضها بقايا حطب حاولت ترقيع متطلبات الحياة . تخلت عن مقعدها الذي استحقته بجدارة في كلية الطب لتفسح له مجالا بدراسة الهندسة ولتختار أقصر الطرق لكسب العيش مدرسة بالوكالة تعلّم التلاميذ الصغار لتستطيع الأخذ بيد زوجها في تكاليف دراسته ،وبناء البيت الحلم. كانت تنتشل أحلامها اللازوردية بحبها ووفائها تحاول قدر استطاعتها نفض غبار الألم والتعب عن ملامحها لتبقى ندية على سفح قلبه ، منتظرة انبثاق فجر ينثر بذور العطاء في رحم الحياة
كانت تتصور تنصيبها ملكة متوجة على عرش قلبه يوم تخرجه . كبرياء الانثى وكرامتها قامت بثورة خريف جعلت رياح الفراق تصول وتجول بأرجاء بيتها الذي أصبحت جدرانه باردة ، وتحول عسل صبرها إلى روح مليئة بالغثيان .وك طبيب يسحب رصاصة استقرت قرب قلب مريض ، أو اخراج خنجر نافذ من كبد ، او ك شظية زجاجٍ من بؤبؤ الذاكرة ، قامت .. فأغلقت صنابير الحنين التي كانت تفيض وتتدفق من قلبها ، أزالت الثياب المعلقة في خزانة أحلامها ، نفضت شراشف الوجد ، ومزقت الصور عن حائط الذكريات ، وطلته بألوان خيبتها ، تخلصت من الطحين الذي لطالما خبزت له به فطيرة أوهامها ، سكبت الماء فوق السكر الذي كانت تحلّي به سهراته ، أخذت مرطبان المربى الممزوج بحلاوتها وخفة دمها وضحكاتها ، كسرت طبق الخزف الذي سكبت به أمنياتها ، مسحت الدرابزين الذي كان ينقط لوعة ً ،
وأخيرا غسلت ثياب الذكرى سبعاً لتمحي مابقي من أثر عطرٍ عليها. ولم يعد في البيت أثراً لها، ولكن قبل أن تغادر تركت له هناك على طاولة ورقة زواجه والهدية سبحة الكهرمان ومحبس زواجها ، وخرجت بعد ان محت آثار أقدامها ، وكان بينها وبين عتبة داره عفوا دارها طلقة بائنة لا رجعة فيها ،
هي حدّ الله بينها وبينه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق