قبل ٣٧ عاماً توقف قلب سنديانة فلسطين عبد الكريم الكرمي ( أبو سلمى ) ومضى الى دنياه السماوية .
ورغم رحيله لكنه عصي على النسيان ، ولا يزال حياً بآثاره وأشعاره ومناجاته لفلسطين ، الأم والوطن والتاريخ والهوية والانتماء والوجود والثقافة والحضارة .
عبد الكريم الكرمي لم يكن شاعراً وأديباً فحسب ، وانما كان مناضلاً وثائراً ونواة وعينا السياسي والوطني والانساني ، ومنذ فتوتنا قرأنا وحفظنا قصيدته " غداً سنعود " التي تحمل بين ثناياها أمل العودة والرجوع الى الوطن ، واعطتنا قوة وعزيمة وتفاؤلاً ثورياً وايماناً وتمسكاً أكثر بالحلم الفلسطيني
.
لم يعط ولم يمنح أبو سلمى في حياته التقدير والاهتمام الذي يستحقه لجهوده وعطاءاته الأدبية وأعماله الشعرية ، وكان هناك قصوراً واضحاً وكبيراً ، ولكن التركيز والاهتمام بشعره وحياته وسيرته بدأ أكثر بعد وفاته ، وبعد الاحساس بخسارته ، كيف لا وهو الذي خاطبه شاعرنا الفلسطيني الكبير الراحل محمرد درويش ، فقال : " أنت الجذع الذي نبتت عليه قصائدنا " .
وما زلت اذكر الاجتماع التأبيني الذي أقيم له في الناصرة ، وكنت قد حضرته ، واستمعت الى كلمات الخطباء ، حيث شارك كوكبة من أدبائنا وشعرائنا ومفكرينا ومناضلينا ، تحضرني منهم اسماء : سميح القاسم ، اميل حبيبي ، حنا نقارة ، توفيق زياد ، حلمي حنون ، محمد علي طه ، عبد الحميد أبو عيطه ، ابراهيم الدقاق ، فياض فياض ، اسحق موسى الحسيني ، امين خطيب ، فوزي جريس عبد الله ، علي الخليلي زكي الكرمي وغيرهم .
عبد الكريم الكرمي محارب سار على درب الكفاح الوطني الثوري حتى وافته المنية ، لفت الانظار باشعاره منذ بدايات حياته ، حيث نفث في قصائده أنغام قلبه وصور احلامه ، ومن قصائده الأولى قصيدة تغنى فيها بشاطىء مدينة الأسوار عكا الساحر الجميل ، فقال :
رفعت على الشاطىء الغربي احلامي
واطلقت من حنايا القلب أنغامي
وعبد الكريم الكرمي لم يتوقف عن تطوره الفني والفكري عند محطة واحدة ، بل استطاع استيعاب الجديد النامي ، وطعم به قصيدته دائماً ، وساعده في ذلك وعيه السياسي والطبقي ، وحسه الانساني ، ونجاحه في التحرر من التقاليد الاجتماعية التي طوقته في شبابه ، وقد فاض بالشعر الوطني الثوري والعاطفي الحنيني ، وتميز بصياغته الرقيقة وعبارته الرشيقة ، التي تعتمد السهل الممتنع ، بعيداً عن اللغو والحشو والتكلف والتصنع ، واقتصر على التعبير العفوي ، ودقة الوصف ، واغنى خيال القارىء .
أبو سلمى شاعر أعطى وضحى في خدمة وطنه ، وقدم الكثير لقضية شعبه ، ولم يركض وراء الشهرة والتجارة الفكرية ، وكما قال الشاعر والمفكر المرحوم سالم جبران يوم رحيله : "لم يعش أبو سلمى بالقدر الذي اراد ، والحقيقة أنه عاش ومات وسيدخل تاريخنا الأدبي والقضية ، بوصفه قصيدة لم تتم . وسنذكره ونردد شعره ، في مواجهة كل ألم .. وعلى شرف الفرح العظيم القادم .
أبو سلمى في ذكرى وفاتك نستذكرك ونستحضرك ، ونعود مجدداً الى دواوينك لنقرأ ما فاضت به روحك ، وما جادت به قريحتك الخصبة من أشعار حنينية ووطنية وثورية ، تتغنى بالوطن ، وتهتف للثورة والحرية ، وتنشد للكادحين والعمال المظلومين ، وتبث الأمل في نفوس الشعب ، وسنبقى نردد معك من قصيدتك " المشرد " .. حيث قلت :
يا فلسطين وكيف الملتقى
هل أرى بعد النوى أقدس ترب
وأرى قلبي على شاطئها ناشراً
أحلامه العذراء قربي
وأرى السمراء تلهو بالهوى
تهب النور لعيني كل حب
أيها الباكي وهل يجدي البكاء
بعدما أصبحت في كل مهب
كفكف الدمع وسر في أفق حافل
بالأمل الضاحك رحب
ننثر الأنجم في موكبه
موكب الحرية الحمراء يصبي
يا أخي ما ضاع منا وطن
خالد نحمله في كل قلب
ورغم رحيله لكنه عصي على النسيان ، ولا يزال حياً بآثاره وأشعاره ومناجاته لفلسطين ، الأم والوطن والتاريخ والهوية والانتماء والوجود والثقافة والحضارة .
عبد الكريم الكرمي لم يكن شاعراً وأديباً فحسب ، وانما كان مناضلاً وثائراً ونواة وعينا السياسي والوطني والانساني ، ومنذ فتوتنا قرأنا وحفظنا قصيدته " غداً سنعود " التي تحمل بين ثناياها أمل العودة والرجوع الى الوطن ، واعطتنا قوة وعزيمة وتفاؤلاً ثورياً وايماناً وتمسكاً أكثر بالحلم الفلسطيني
.
لم يعط ولم يمنح أبو سلمى في حياته التقدير والاهتمام الذي يستحقه لجهوده وعطاءاته الأدبية وأعماله الشعرية ، وكان هناك قصوراً واضحاً وكبيراً ، ولكن التركيز والاهتمام بشعره وحياته وسيرته بدأ أكثر بعد وفاته ، وبعد الاحساس بخسارته ، كيف لا وهو الذي خاطبه شاعرنا الفلسطيني الكبير الراحل محمرد درويش ، فقال : " أنت الجذع الذي نبتت عليه قصائدنا " .
وما زلت اذكر الاجتماع التأبيني الذي أقيم له في الناصرة ، وكنت قد حضرته ، واستمعت الى كلمات الخطباء ، حيث شارك كوكبة من أدبائنا وشعرائنا ومفكرينا ومناضلينا ، تحضرني منهم اسماء : سميح القاسم ، اميل حبيبي ، حنا نقارة ، توفيق زياد ، حلمي حنون ، محمد علي طه ، عبد الحميد أبو عيطه ، ابراهيم الدقاق ، فياض فياض ، اسحق موسى الحسيني ، امين خطيب ، فوزي جريس عبد الله ، علي الخليلي زكي الكرمي وغيرهم .
عبد الكريم الكرمي محارب سار على درب الكفاح الوطني الثوري حتى وافته المنية ، لفت الانظار باشعاره منذ بدايات حياته ، حيث نفث في قصائده أنغام قلبه وصور احلامه ، ومن قصائده الأولى قصيدة تغنى فيها بشاطىء مدينة الأسوار عكا الساحر الجميل ، فقال :
رفعت على الشاطىء الغربي احلامي
واطلقت من حنايا القلب أنغامي
وعبد الكريم الكرمي لم يتوقف عن تطوره الفني والفكري عند محطة واحدة ، بل استطاع استيعاب الجديد النامي ، وطعم به قصيدته دائماً ، وساعده في ذلك وعيه السياسي والطبقي ، وحسه الانساني ، ونجاحه في التحرر من التقاليد الاجتماعية التي طوقته في شبابه ، وقد فاض بالشعر الوطني الثوري والعاطفي الحنيني ، وتميز بصياغته الرقيقة وعبارته الرشيقة ، التي تعتمد السهل الممتنع ، بعيداً عن اللغو والحشو والتكلف والتصنع ، واقتصر على التعبير العفوي ، ودقة الوصف ، واغنى خيال القارىء .
أبو سلمى شاعر أعطى وضحى في خدمة وطنه ، وقدم الكثير لقضية شعبه ، ولم يركض وراء الشهرة والتجارة الفكرية ، وكما قال الشاعر والمفكر المرحوم سالم جبران يوم رحيله : "لم يعش أبو سلمى بالقدر الذي اراد ، والحقيقة أنه عاش ومات وسيدخل تاريخنا الأدبي والقضية ، بوصفه قصيدة لم تتم . وسنذكره ونردد شعره ، في مواجهة كل ألم .. وعلى شرف الفرح العظيم القادم .
أبو سلمى في ذكرى وفاتك نستذكرك ونستحضرك ، ونعود مجدداً الى دواوينك لنقرأ ما فاضت به روحك ، وما جادت به قريحتك الخصبة من أشعار حنينية ووطنية وثورية ، تتغنى بالوطن ، وتهتف للثورة والحرية ، وتنشد للكادحين والعمال المظلومين ، وتبث الأمل في نفوس الشعب ، وسنبقى نردد معك من قصيدتك " المشرد " .. حيث قلت :
يا فلسطين وكيف الملتقى
هل أرى بعد النوى أقدس ترب
وأرى قلبي على شاطئها ناشراً
أحلامه العذراء قربي
وأرى السمراء تلهو بالهوى
تهب النور لعيني كل حب
أيها الباكي وهل يجدي البكاء
بعدما أصبحت في كل مهب
كفكف الدمع وسر في أفق حافل
بالأمل الضاحك رحب
ننثر الأنجم في موكبه
موكب الحرية الحمراء يصبي
يا أخي ما ضاع منا وطن
خالد نحمله في كل قلب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق