اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

قرقرة الإبداع في قصة ـ خواء ـ للأديبة مريم بغيبغ | الشاعر محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

الشاعر  محسن عبد المعطي محمد عبد ربه
النص
"سَلّمَهم آخِر القِلاع... طَوّح السَّجان المَفاتِيح أمَامَه: حُريتك مُقابل أن تُخبِرني بمَا تُفكِّر.
أَعمَل النَّظر ... اعتَصر الذَّاكِرة... أحسَّ بقَرقَرة فِي بَطنِه وَصدَاع فِي رَأسِه...
قَهقَه: لَم تَترُكوا فِي فِكري سِوَى أشكَال دَائريَّة تُشبِه الرَّغِيف"
نبذة عن الكاتبة
"من مواليد الثامن من إبريل عام1983
حاصلة على شهادة الماجستير أدب جزائري حديث ومعاصر من جامعة منتوري بقسطنطينة سنة2010

بصدد تحضير مذكرة الدكتوراه في الأدب الجزائري
أستاذة مساعدة بجامعة محمد الصديق بن يحيى جيجل الجزائر
لديها:
مجموعة قصصية مخطوطة .
نشرت عدة قصص قصيرة في الجرائد الجزائرية .
مجموعة الكترونية في القصة القصيرة جدا عن دار كتابات جديدة للنشر الالكتروني بعنوان{غابرون} .
تكتب القجج .
نشرت العديد من النصوص في مجلات وجرائد عربية"
أبدعت الأديبة المبدعة مريم بغيبغ الجزائر في اختيار عنوان قصتها{خواء} .
وإذا فتشنا في الباحث العربي عن كلمة خواء نجدها كما يلي:
"خَوَتِ الدارُ: تَهَدَّمَتْ وسَقَطَتْ؛ ومنه قوله تعالى: فتلْكَ بُيوتُهم خاوِيَةً، أَي خاليةً كما قال تعالى: فهي خاوِيَةٌ على عروُشها؛ أَي خاليةٌ، وقيل: ساقِطةٌ على سُقُوفها.
وخَوَّتِ الدارُ وخَوِيَتْ خَيّاً وخُوِيّاً وخَواءً وخَوَايَةً: أَقْوَتْ وخَلَتْ من أَهلها.
وأَرضٌ خاويةٌ: خالِيةٌ من أَهلها، وقد تكون خاويةً من المطر.
وخَوَى البيتُ إذا انْهَدَمَ؛ ومنه قول خَنْساء: كان أَبو حَسّانَ عَرْشاً خَوَى مما بَناهُ الدهرُ دانٍ ظَلِيلْ خَوَى أَي تَهَدَّمَ ووَقَع.
وفي حديث سهل: فإذا هم بدار خاوية على عُرُوشِها؛ خَوَى إذا سقط وخَلا، وعُروشُها سُقُوفها؛ ومنه قوله: أَعْجازُ نخلٍ خاويةٍ. قال الله تعالى قي قصَّةِ عادٍ: كأَنهم أََعجازُ نخلٍ خاويةٌ؛ أعجازُ النخل: أُصولُها، وقيل: خاوية نعت للنخل لأَن النخل يذكر ويؤنث.
وقال عز وجل في موضع آخر: كأَنهم أَعجازُ نخل مُنْقَعِر؛ المُنْقَعِرُ: المُنْقَلِعُ عن مَنْبِتِه، وكذلك الخاوية معناها معنى المُنْقَلِعِ، وقيل لها إذا انْقَلَعتْ خاوية لأَنها خَوَتْ من مَنْبِتِها الذي كانت تَنْبُتُ فيه وخوَى مَنْبِتُها منها، ومعنى خَوَتْ أَي خَلَتْ كما تَخْوي الدارُ خُوِيّاً إذا خلت من أَهلها.
وخَوَتِ الدارُ أَي بادَ أَهْلُها وهي قائمة بلا عامِرٍ. الأَصمعي: خَوَى البيتُ يَخْوي خَواءً، ممدود، إذا ما خَلا من أَهله.
ويقال: وقَع عرشُك بخَوٍّ أَي بأَرضٍ خَوَّار (* قوله «أي بأرض خوار إلخ» كذا بالأصل). يُتَعرَّقُ فيه فلا يُخْلقُ.
وخَوَاءُ الأَرض، ممدود: بَراحُها؛ قال أَبو النجم: يَبْدُو خَواءُ الأَرضِ من خَوائِه ويقال: دخل فلان في خَواءِ فرسِه يعني ما بين يديه ورجليه، وأَبو النجم وصف فرساً طويل القوائم.
ويقال لما يَسُدُّه الفرسُ بذَنَبه من فُرْجَةِ ما بين رجليه: خَوَايَةٌ؛ قال الطِّرمّاح: فسَدَّ، بمَضْرَحِيِّ اللَّوْن جَثْلٍ، خَوَايَةَ فَرْجِ مِقْلاتٍ دَهينِ أي سَدَّت ما بين فخذيها بذَنَب مَضْرَحِيِّ اللونِ.
والخَواءُ خُلُوُّ الجَوْفِ من الطعام، يمدّ ويقصر، والقصر أَعلى.
وخَوَى خَوىً وخَواءً: تتابع عليه الجوعُ، وخَوِيَت المرأَةُ خَواً.
وخَوَتْ: ولدت فخَوَي بطنُها أَي خَلا، وكذلك إذا لم تأْكل عند الولادة، وخَوِيَتْ أَجْودُ.
والخَويَّة: ما أَطعمتها على ذلك.
وخَوَّاها وخَوَّى لها تَخْوِيةً؛ الأَخيرة عن كراع: عَمِلَ لها خَوِيَّةً تأْكلها وهي طعام. الأَصمعي: يقال للمرأَة خُوِّيتْ، فهي تُخَوَّى تَخْوِيَةً، وذلك إذا حُفِرَتْ لها حَفِيرةٌ ثم أُوِقدَ فيها، ثم تَقْعُدُ فيها من داء تَجِدهُ.
وخَوَّتِ الإبلُ تَخْوِيةً: خَمُصَتْ بُطونُها وارْتَفعَتْ.
وخَوَّى الرجلُ: تَجافى في سجوده وفَرَّجَ ما بين عَضُدَيْهِ وجَنْبيه، والطائرُ إذا أَرسل جناحيه، وكذلك البعير إذا تَجافى في بُروكِه ومَكَّنَ لثَفِناتِه؛ قال: خَوَّتْ على ثَفِناتِها وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان إذا سَجَدَ خَوَّى؛ ومعناه أَنه جافى بطنَه عن الأَرض ورَفَعَها حتى يَخْوِيَ ما بين ذلك ويُخَوِّي عَضُدَيه عن جنبيه؛ ومنه يقال للناقة إذا بَرَكَتْ فتَجافي بطنُها في بُروكها لضُمْرِها: قد خَوَّتْ؛ وأَنشد أَبو عبيد في صفة ناقة ضامر: ذات انْتِباذٍ عن الحادي إذا بَركَتْ، خَوَّتْ على ثَفِناتٍ مُحْزَئِلاَّتِ ويقال للطائر إذا أَراد أَن يقع فيَبْسُطَ جناحَيه ويَمُدَّ رجليه: قد خَوَّى تَخْوِيةً.
وفي حديث عليّ، رضوان الله عليه: إذا سَجَدَ الرجلُ فلْيُخَوِّ، وإذا سجدت المرأَةُ فلْتَحْتَفِزْ؛ وقوله أَنشده ثعلب: يَخْرُجْنَ من خَلَلِ الغُبارِ عَوَابساً، كأَصابِعِ المَقْرُورِ حَوَّى فاصْطَلى فسره فقال: يريد أَن الخيل قَرُبَتْ بعضُها من بعض.
والخَوَى: الرُّعافُ.
والخَوَاءُ الهَواءُ بين الشيئين، وكذلك الهواء بين الأَرض والسماء؛ قال بِشْرٌ يصف فرساً: يَسُدُّ خَوَاءَ طُبْيَيْها الغُبارُ أَي يَسُدُّ الفَجْوةَ التي بين طُبْيَيها.
وكلُّ فُرْجة فهي خَوَاءٌ.
والخَوِيُّ الوِطاءُ بين الجبلين وهو اللَّيِّنُ من الأَرض.
وقال أَبو حنيفة: الخَوِيُّ بطْنٌ يكون في السَّهْل والحَزْن داخلاً في الأَرض أَعْظَمُ من السَّهْبِ مِنْباتٌ. قال الأَزهري: كلُّ وادٍ واسع في جَوٍّ سَهْلٍ فهو خَوٌّ وخَوِيٌّ.
والخَوِيُّ؛ عن الأَصمعي: الوادي السهل البعيد؛ وقول الطِّرمّاح: وخَوِيّ سَهْل، يُثِيرُ به القَوْ مُ رِباضاً للِعينِ بَعْدَ رِباضِ يقول: يَمرُّ الرُّكْبانُ بالعِينِ في مَرابضها فتُثِيرها منها، والرِّباضُ: البقر التي رَبَضَتْ في كُنُسِها. الأَزهري في هذا الموضع: ابن الأَعرابي الوَخُّ الأَلمُ، والوَخُّ القَصْدُ، والخَوُّ الجُوع.
والخوِيَّةُ: مَفْرَجُ ما بين الضَّرْع والقُبُلِ من الناقة وغيرها من الأَنعام.
وخَوَايَةُ السِّنانِ: جُبَّتُه وهي ما الْتَقَم ثَعْلَبَ الرُّمْحِ.
وخَوَايةُ الرَّحْل: مُتَّسَعُ داخِله.
وخَوَى الزِّنْدُ وأَخْوَى: لم يُورِ.
وخَوَتِ النُّجُومُ تَخْوي خَيّاً وأَخْوَتْ وخَوَّتْ: أَمحَلَتْ، وقيل: خَوَتْ وأَخْوَتْ، وذلك إذا سَقَطتْ ولم تُمْطِرْ في نَوْئِها؛ قال كعب بن زهير: قومٌ إذا خَوَتِ النُّجومُ فإنَّهمْ، للطارِقينَ النازِلينَ، مَقارِي وقال آخر: وأَخْوَتْ نُجومُ الأَخْذِ إلا أَنِضَّةً، أَنِضَّةَ مَحْلٍ ليس قاطِرُها يُثْرِي قوله: يُثْري يَبُلُّ الأَرضَ؛ وقال الأَخطل: فأَنتَ الذي تَرْجُو الصَّعاليكُ سَيْبَهُ، إذا السَّنةُ الشَّهْباءُ خَوَّتْ نُجومُها وخَوَّتْ تَخْوِيةً: مالَتْ للمَغِيب.
وخَوَى الشيءَ خَيّاً وخَوَايةً واخْتَواه: اختَطَفَه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: حتى اخْتَوَى طِفْلَها في الجَوِّ مُنْصَلِتٌ أَزَلُّ منها، كنَصْلِ السَّيفِ، زُهْلُولُ ابن الأَعرابي: يقال اخْتَوَاه واختدَفَه واخْتاتَهُ وتَخَوَّتَهُ إذا اقتَطَعهُ؛ وقال أَبو وَجْزَة: ثم اعْتَمَدْتَ إلى ابن يَحْيَى تَخْتَوي، مِنْ دُونِه، مُتَباعِدَ البُلْدانِ وخَوَايةُ الخَيل: حفيفُ عَدْوِها (* قوله «حفيف عدوها وقوله حفيف انهلاله» كذا بالأصل بإهمال الحاء فيهما، والذي في القاموس بإعجامها فيهما كالحكم)؛ كذلك حكاه ابن الأَعرابي بالهاء.
وخَوَايةُ المطر: حفِيفُ انْهِلاله بالهاء؛ عنه أَيضاً.
وحكى أَبو عبيدة: الخَوَاة الصَّوْتُ. قال أَبو مالك: سمعت خَوايَتَهُ أي سمعت صوته شِبْهَ التَّوَهُّمِ؛ وأَنشد: خَوايَةَ أَجْدَلا يعني صوته.
وفي حديث صِلَةَ: فَسَمِعْتُ كخَوايَةِ الطائِرِ؛ الخَوَايَة: حَفِيفُ الجَناح.
وخَواةُ الرِّيحِ: صَوْتها؛ عن ابن الأَعرابي أَيضاً.والخَوِيُّ: الثابِتُ، طائِيَّة.
والخَاوِيَةُ: الداهِية؛ عن كراع.والخَوُّ: العَسَل؛ عن الزجاجيّ.
ويومُ خَوىً وخُوىً وخُوَيٍّ: معروف.
وخَوِيٌّ: موضع.
ويَومُ خَوٍّ: من أَيام العرب، معروف.
والخَوِيُّ: البَطْنُ السَّهْلُ من الأَرض، على فعيل.
وفي الحديث: فأَخَذَ أَبا جَهْل خَوَّةٌ (* قوله «فأخذ أبا جهل خوة» ضبطت في بعض نسخ النهاية بضم الخاء وفي بعضها بفتحها كالأصل). قلا يَنْطِقُ أَي فَتْرَةٌ؛ ذكره ابن الأَثير، قال: والهاء زائدة.
والخَوَّانِ: واديان معروفان في ديار تميم.
وخَوٌّ: وادٍ لبني أَسد؛ قال زهير: لَئِنْ حَلَلْت بِخَوٍّ في بَني أَسَدٍ، في دينِ عَمْروٍ، وحالَتْ دُونَنا فَدَكُ قال أَبو محمد الأَسود: ومن رواه بالجيم فقد صحَّفه، قال وفيه يقول القائل: وبَيْنَ خَوَّيْنِ زُقاقٌ واسِعُ وخَيْوانُ: بَطنٌ من هَمْدانَ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للأَسود بن يَعْفُر:جُنِّبْتَ خَاوِيَةَ السِّلاحِ وكَلْمَهُ أَبَداً، وجانَبَ نَفْسَكَ الأَسْقامُ ولم يفسر الخَاوِيَةَ، فتأَمله.
والخاء: حرف هجاء، وحكى سيبويه: خَبَّيْت خاءً، وسنذكر ذلك في موضعه"
وهذا المعنى يدل على الخلو من كل شيء وهذا ينعكس على أبطال القصة من سجين وسجان .
"سَلّمَهم آخِر القِلاع:كناية عن أنهم استخرجوا من السجين كل ما في وسعهم من معلومات .
طَوّح السَّجان المَفاتِيح أمَامَه: حُريتك مُقابل أن تُخبِرني بمَا تُفكِّر.
وفقت كاتبتنا الرائعة الأديبة المبدعة مريم بغيبغ الجزائر في استخدام الفعل المضعَّف{طَوَّحَ}على وزن{فَعَّلَ} والتي تدل على المبالغة في إرهاب السجين .
وفقت كاتبتنا الرائعة الأديبة المبدعة مريم بغيبغ الجزائر في استعمال صيغة المبالغة {السجَّان} على وزن {فَعَّال}للدلالة على كثرة تأديته لهذا الفعل{السجن} .
وفقت كاتبتنا الرائعة الأديبة المبدعة مريم بغيبغ الجزائر في استعمال
لفظة{المفاتيح}على وزن{مفاعيل} للدلالة على الزنازين الكثيرة الموجودة في السجن والتي يمتلك السجان مفاتحها .
وفقت كاتبتنا الرائعة الأديبة المبدعة مريم بغيبغ الجزائر في استعمال ظرف المكان {أمامه} للدلالة على محاولة السجان إرهاب السجين وإلقاء الرعب في قلبه بهذا الفعل .
حُريتك مُقابل أن تُخبِرني بمَا تُفكِّر..جملة خبرية الغرض منها الدلالة على المساومة .
أعمَل النَّظر ...اعَتَصر الذَّاكِرة.. تشخيص واستعارتان مكنيتان جميلتان حيث شبهت كاتبتنا الرائعة الأديبة المبدعة مريم بغيبغ الجزائر النظر بآلة يُعملها ويشغلها السجين..كما شبهت الكاتبة الذاكرة بشهد يعصر وهو تشبيه رائع وجميل .
أجادت كاتبتنا الرائعة الأديبة المبدعة مريم بغيبغ الجزائر حسن التقسيم فجعلت القرقرة للبطن والصداع للرأس فوفقت الكاتبة في التعبير عن حالة السجين .
"أحسَّ بقَرقَرة فِي بَطنِه وَصدَاع فِي رَأسِه"
قَهقَه: تعبير يدل على حالة السجين القاسية والتي جعلته يسخر من سجانه ويعيش حالة من الضياع والحزن والألم الذي يخفيه في قلبه الثاني الذي يخبئه ويداري عنه بهذه القهقهة .
أجادت كاتبتنا الرائعة الأديبة المبدعة مريم بغيبغ الجزائر حين استعملت أسلوب القصر بطريق النفي والاستثناء للتعبير والتأكيد على حالة الخواء التي تتملك السجين .
لَم تَترُكوا فِي فِكري سِوَى أشكَال دَائريَّة تُشبِه الرَّغِيف"
والقصر من الموضوعات الهامة في علم البلاغة وهو أحد علوم لغتنا العربية الجميلة
(القصر) هو الحصر والحبس لغة، قال تعالى: (حور مقصورات في الخيام) .
واصطلاحاً هو: تخصيص شيء بشيء، والشيء الأول هو المقصور، والشيء الثاني هو المقصور عليه.
فلو قلت: (وما محمد الا رسول) قصرت محمّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) في الرسالة، بمعنى: أنه ليس بشاعر، ولا كاهن، ولا إله لا يموت... فمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مقصور، والرسالة مقصور عليها.
ولو قلت: (ما الرسول في آخر الزمان إلا محمد صلى الله عليه وآله وسلم) قصرت الرسالة في آخر الزمان على محمد ‏(صلى الله عليه وآله وسلم)، بمعنى: أن (مسيلمة) و(سجاح) ومن لف لفهم، ليسوا بمرسلين، فالرسالة مقصورة ومحمد مقصور عليها.
وللقصر طرق كثيرة: كالإتيان بلفظ (فقط) أو (وحده) أو (لا غير) أو (ليس غير) أو توسّط ضمير الفصل، أو تعريف المسند إليه، أو لفظ (القصر) أو (الاختصاص) أو ما يشتق منهما.. أو نحوها ممّا عدَّها بعضهم إلى أربعة عشر طريقاً.
لكن الأشهر المتداول في كلام العلماء أربعة:
1 ـ القصر بالنفي والاستثناء، قال تعالى: (وما محمّد إلا رسول قد خلت من قبله الرُسُل) .
2 ـ القصر بـ (إنَّما)، قال تعالى: (إنَّما يخشى الله من عباده العلماء) .
3 ـ القصر بحروف العطف: (لا) و(بل) (ولكن) كقوله:
عمر الفتى ذكره لا طول مدَّته وموته خزيه لا يومه الدانـي
وقوله: (ما الفخر بالنسب بل بالتقوى).
4 ـ القصر بتقديم ما حقه التأخير، قال تعالى: (إيَّاك نعبد و إيَّاك نستعين).
ثم إن المقصور عليه في الأول: هو المذكور بعد أداة الاستثناء، كالرسالة.
وفي الثاني: هو المذكور في آخر الجملة، كالعلماء.
وفي الثالث: هو المذكور ما قبل (لا) وهو: ذكره، وخزيه، والمقابل لما بعدها كقوله: (الفخر بالعلم لا بالمال) والمذكور ما بعد (بل) و(لكن) وهو: بالتقوى، وبالأدب.
وفي الرابع: هو المذكور مقدّماً، كـ (إيَّاك).
1 ـ القصر يحدّد المعاني تحديداً كاملاً، ولذا كثيراُ ما يستفاد منه في التعريفات العلمية وغيرها.
2 ـ القصر من هنا أمور ترتبط بالقصر:
ضروب الإيجاز وهو من أهم أركان البلاغة، فجملة القصر تقوم مقام جملتين: مثبتة ومنفية.
3 ـ يفهم من (إنما) حكمان: إثبات للشيء والنفي عن غيره دفعة واحدة، بينما يفهم من العطف الإثبات أوّلاً والنفي ثانياً، أو بالعكس، ففي المثال السابق: الخشية للعلماء دون غيرهم، والفخر للتقوى لا للنسب، مع وضوح الدفعة في الأوَّل، والترتّب في الثاني.
4 ـ في النفي والاستثناء يكون النفي بغير (ما) أيضاً، قال تعالى: (إنْ هذا إلاَّ ملك كريم) .
ويكون الاستثناء بغير (الا) أيضاً، كقوله:
لم يبق سواك نلوذ به مـما نخشاه من المحن
5 ـ يشترط في كل من (بل) و(لكن) أن تسبق بنفي أو نهي، وأن يكون المعطوف بهما مفرداً، وأن لا تقترن (لكن) بالواو، وفي (لا) أن تسبق بإثبات وأن يكون معطوفها مفرداً وغير داخل في عموم ما قبلها.
6 ـ يدلّ التقديم على القصر بالذوق، بينما الثلاثة الباقية تدلّ على القصر بالوضع أعني: (الأدوات).
7 ـ سبق أنّ الأصل هو أن يتأخَّر المعمول عن عامله إلاَّ لضرورة، أهمُّها إفادة القصر، فإنَّ من تتبع كلام البلغاء في تقديم ما من حقِّه التأخير، وجدهم يريدون به القصر والتخصيص عادة.
وفي الختام لا أملك إلا أن أشيد ببراعة كاتبتنا الرائعة الأديبة المبدعة مريم بغيبغ الجزائر لغويا وبلاغيا وإملائيا وأقدم لها ألفين سلام وتحية على هذه القصة الجميلة الرائعة .

الشاعر والروائي/ محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم



ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...