قصص أرجوحة الغسق..للقاصة آمال شلهوب.
تحول فراشة رقيقة إلى كينونة فكرية وروحية معاً
يعتبر الإمتاع في القصة القصيرة شرطاً أساسياً فهو الوحيد الذي يمتلك القراء أو المتلقي وجذبه لذلك يتوخى على كاتبها نسجها نسجاً خاصاً في جمالية أدبية ملفته
وربما تحتاج إلى عناية في جمالياتها أكثر من الأجناس الأدبية الأخرى .ويعرفها \ امبرت \ قائلاً:ــ \ هي عبارة عن سرد نثري موجز يعتمد على خيال قصاص تتألف من سلسلة من الوقائع المتشابكة
في حبكة حيث نجد التوتر والاسترخاء في إيقاعهما التدريجي من أجل الإبقاء على يقظة القارىء ثم تكون النهاية مرضية من الناحية الجمالية.\ . وبعد التعريف المقتضب للقصة نحاول رصد بعض السمات الجمالية في مجموعة أرجوحة الغسق \ وهي المجموعة الثانية للقاصة وتقع في مئة وثمانية عشرة صفحة من القطع الصغير .
فعنوان المجموعة أرجوحة الغسق لم يأت من خارج العناوين التي تحملها قصص القاصة فهو عنوان قصة في الصفحة \79\ .وفيها هواجس القاصة المتراقصة على أراجيح روحها وقلبها تنثرها في صوت جهوري وهي الفراشة الرقيقة تتحول من كينونتها المادية لتصبح كينونة فكرية وروحية معاً..وهي أصابت في الاختيار لهذا العنوان لأنه كان أوسع شمولية على ضوء ما حملت القصص الأخرى من مواضيع في المجموعة.
قسمت القاصة آمال مجموعتها لبابين :ــــ
أ ـــــ الباب الأول قصص قصيرة وعددها 18 قصة :ــــ
وسأحاول رصد أهم السمات التي عطرت جوانبها وبشكل مكثف من حيث الإجادة والإخفاق.
1ـــ تنوعت طرق السرد وتقنياته فالقاصة تعتمد على مزج الوقائع بالأحلام وتخلط الأزمنة أو تدمرها.وتجتهد للكشف عما يدور في نفسها من هواجس وشخوصها وما في أذهانهم من أحلام ورؤى.كما في القصة نصف روحي..
2ــ ولدينا في المجموعة قصص الواقعية كما قصة الأمانة وقصة مرّت سنوات.. وقصص الخيال كما في قصة بيت العنكبوت وقصة في وقت قادم... وقصة المكان كما في قصة اشتعال الحنين وقصة تسألني المستحيل.. والقصة الذاتية الخاصة كما في قصة تأخرت كثيرا وقصة نصف روحي.
3ــــ أما اللغة التي ساقتها بريشتها في أقاصيصها القاصة في جوانبها تأخذ الوسيطة من الكثافة والتركيز فكانت في بعض القصص مركزة ومنحوتة بعناية ورشيقة موجزة ودالة ومشحونة بالنقد والفكر المثمر من النفس الملاطمة بالألم كما في قصة اشتعال الحنين... وبعضها تحمل مظاهر التراخي والاستطراد مما يؤدي بالمتلقي إلى التململ والعزوف عن المتابعة كما في قصة تأخرت كثيراً..
4ـــ سيطرة الفكرة على القصص وتأتي في جدل نظري ومناقشات منطقية و فلسفية وهذا بطبيعة الحال يؤدي إلى خبو في الصراع الدرامي وبالتالي تفقد القصة حيويتها وحرارتها كما في قصة ليلة لؤلؤية..........
5ــ تتراوح القصص بين صفحتين كما في قصة لهفة موجعة وقصة مرت سنوات.. وأربع صفحات..كما في قصة بيت العنكبوت وقصة أرجوحة الغسق.
6ـــو البدايات الافتتاحية للقصص ترصد حالة الضيق والتأزم في حياتها وحياة شخوصها كما في قصة ..مرت سنوات..و قبلتها الأخيرة..و ظنون جارحة..ريماس..الدمية
7ـــ النهايات المدرجة للقصص تعددت فمنها النهاية الواضحة والتي تحل العقدة بالقصة دون تعقيد كما في قصة الأمانة و قصة الدمية ..والنهاية الإشكالية والتي تبقى العقدة دون حل وتترك القراء وضع حلا لها .كما في قصة بيت العنكبوت وقصة تسألني المستحيل وقصة ريماس.. والنهاية المفاجئة والغير متوقعة من بطل القصة بحيث يأخذ منحى مخالف عن ذاته وتفكيره كما في قصة محاه السكون وقصة أرجوحة الغسق..
8ــ أخذت من سمات الظاهر الطبيعية وخصائصها كما في قصة ظنون جارحة ..
ب ـــــ الباب الثاني قصص قصيرة جداً وعددها 15 قصة.
وتتضمن مجموعة القاصة آمال قصص قصيرة جدا لا تتجاوز القصة الواحدة عدداً من الأسطر ولحدود الصفحة.وعددها خمسة عشرة قصة .فتحت لها باباً خاصاً في القسم الأخير من المجموعة.وقبل الخوض في فنيات إبداع القاصة في القصة قصيرة جداً لا بد من التذكير التالي بأنه هناك دائماً تحذير للقاص الذي يعتمدها للإبداع فهو عليه العمل كصائغ محترف وعليه الصبر والتركيز وألا ينفذ صبره في البحث حتى يتم من قبله القبض على الكلمة المناسبة الموقع والمعنى في الدلالة والمغزى وبالتالي تخرج القصة القصيرة جداً سبيكة صافية من الشوائب ومشعة أمام الملتقي كلما تناولها وفي كل الأوقات. وبالعودة لمنجز القاصة من الناحية الفنية كانت أغلب العناوين وهي تعتبر من ركائز تشكيل الدلالة للقصة واعتمدت القاصة عناوين يؤتى بها لتشويش الأفكار تارة ً كما قصة .. زفرات الريح ..أو الروائح الشهية .وكذلك هناك عناوين إيحائية كما قصتي شهيد..و صمت ..وهناك عناوين وضعتها القاصة تحيل إلى مضمون القصص بشكل مباشر كما في قصة حلم..و مهاجرة ..ومن أجلك .وبالتالي عناوين القصة لم تخرج عما فكر به المنظرون لهذا النوع من القصة. فهو كلمة أو كلمتان .والعناوين كانت موفقة لدى القاصة وأدت وظيفتها كأي جزء أساسي من عناصر القص.
وأخذت القصص منحى تراوح بين النجاح في بعضها وإخفاق في بعضها الأخر
أـــ قصص حققت الإمتاع وكافة شروط القص من عنوان وتكثيف ونهاية مدهشة كما في قصص ..تذكّر..شوق..عابر
ب ــــ قصص بحاجة إلى عمل أكثر جاءت أشبه ما يكون بالكلام العادي الذي لا فنّ فيه ولا مغزى ولا شغل ولا جمالية وإدهاش و وبالتالي ضعف في الكثافة والتركيز وهما النواحي الأساس في القصص القصيرة جداَ أدى إلى هذه النتيجة. ومنها القصص التالية..من أجلك..و مهاجرة..رحلة ..شهيد.
وأما النهايات بالقصة القصيرة جداً تعتمد الإدهاش والإمتاع في آن واحد تترك المتلقي في حالة من الذهول.بحيث يفاجىء السارد القارىء بحل غير متوقع. والسؤال هل حققت القاصة آمال هذه المعادلة في كما فيقصصها.الروائح الشهية وعابر وشوق الدقيقة الأخيرة نهاية مدهشة
ولكن هناك نهايات غاب عنها التوفيق بالإدهاش كما في قصص.. رحيل وحلم ورحلة.. ..فقد جاءت عادية تماماً.
الشاعر العربي الفلسطيني أحمد عموري
تحول فراشة رقيقة إلى كينونة فكرية وروحية معاً
يعتبر الإمتاع في القصة القصيرة شرطاً أساسياً فهو الوحيد الذي يمتلك القراء أو المتلقي وجذبه لذلك يتوخى على كاتبها نسجها نسجاً خاصاً في جمالية أدبية ملفته
وربما تحتاج إلى عناية في جمالياتها أكثر من الأجناس الأدبية الأخرى .ويعرفها \ امبرت \ قائلاً:ــ \ هي عبارة عن سرد نثري موجز يعتمد على خيال قصاص تتألف من سلسلة من الوقائع المتشابكة
في حبكة حيث نجد التوتر والاسترخاء في إيقاعهما التدريجي من أجل الإبقاء على يقظة القارىء ثم تكون النهاية مرضية من الناحية الجمالية.\ . وبعد التعريف المقتضب للقصة نحاول رصد بعض السمات الجمالية في مجموعة أرجوحة الغسق \ وهي المجموعة الثانية للقاصة وتقع في مئة وثمانية عشرة صفحة من القطع الصغير .
فعنوان المجموعة أرجوحة الغسق لم يأت من خارج العناوين التي تحملها قصص القاصة فهو عنوان قصة في الصفحة \79\ .وفيها هواجس القاصة المتراقصة على أراجيح روحها وقلبها تنثرها في صوت جهوري وهي الفراشة الرقيقة تتحول من كينونتها المادية لتصبح كينونة فكرية وروحية معاً..وهي أصابت في الاختيار لهذا العنوان لأنه كان أوسع شمولية على ضوء ما حملت القصص الأخرى من مواضيع في المجموعة.
قسمت القاصة آمال مجموعتها لبابين :ــــ
أ ـــــ الباب الأول قصص قصيرة وعددها 18 قصة :ــــ
وسأحاول رصد أهم السمات التي عطرت جوانبها وبشكل مكثف من حيث الإجادة والإخفاق.
1ـــ تنوعت طرق السرد وتقنياته فالقاصة تعتمد على مزج الوقائع بالأحلام وتخلط الأزمنة أو تدمرها.وتجتهد للكشف عما يدور في نفسها من هواجس وشخوصها وما في أذهانهم من أحلام ورؤى.كما في القصة نصف روحي..
2ــ ولدينا في المجموعة قصص الواقعية كما قصة الأمانة وقصة مرّت سنوات.. وقصص الخيال كما في قصة بيت العنكبوت وقصة في وقت قادم... وقصة المكان كما في قصة اشتعال الحنين وقصة تسألني المستحيل.. والقصة الذاتية الخاصة كما في قصة تأخرت كثيرا وقصة نصف روحي.
3ــــ أما اللغة التي ساقتها بريشتها في أقاصيصها القاصة في جوانبها تأخذ الوسيطة من الكثافة والتركيز فكانت في بعض القصص مركزة ومنحوتة بعناية ورشيقة موجزة ودالة ومشحونة بالنقد والفكر المثمر من النفس الملاطمة بالألم كما في قصة اشتعال الحنين... وبعضها تحمل مظاهر التراخي والاستطراد مما يؤدي بالمتلقي إلى التململ والعزوف عن المتابعة كما في قصة تأخرت كثيراً..
4ـــ سيطرة الفكرة على القصص وتأتي في جدل نظري ومناقشات منطقية و فلسفية وهذا بطبيعة الحال يؤدي إلى خبو في الصراع الدرامي وبالتالي تفقد القصة حيويتها وحرارتها كما في قصة ليلة لؤلؤية..........
5ــ تتراوح القصص بين صفحتين كما في قصة لهفة موجعة وقصة مرت سنوات.. وأربع صفحات..كما في قصة بيت العنكبوت وقصة أرجوحة الغسق.
6ـــو البدايات الافتتاحية للقصص ترصد حالة الضيق والتأزم في حياتها وحياة شخوصها كما في قصة ..مرت سنوات..و قبلتها الأخيرة..و ظنون جارحة..ريماس..الدمية
7ـــ النهايات المدرجة للقصص تعددت فمنها النهاية الواضحة والتي تحل العقدة بالقصة دون تعقيد كما في قصة الأمانة و قصة الدمية ..والنهاية الإشكالية والتي تبقى العقدة دون حل وتترك القراء وضع حلا لها .كما في قصة بيت العنكبوت وقصة تسألني المستحيل وقصة ريماس.. والنهاية المفاجئة والغير متوقعة من بطل القصة بحيث يأخذ منحى مخالف عن ذاته وتفكيره كما في قصة محاه السكون وقصة أرجوحة الغسق..
8ــ أخذت من سمات الظاهر الطبيعية وخصائصها كما في قصة ظنون جارحة ..
ب ـــــ الباب الثاني قصص قصيرة جداً وعددها 15 قصة.
وتتضمن مجموعة القاصة آمال قصص قصيرة جدا لا تتجاوز القصة الواحدة عدداً من الأسطر ولحدود الصفحة.وعددها خمسة عشرة قصة .فتحت لها باباً خاصاً في القسم الأخير من المجموعة.وقبل الخوض في فنيات إبداع القاصة في القصة قصيرة جداً لا بد من التذكير التالي بأنه هناك دائماً تحذير للقاص الذي يعتمدها للإبداع فهو عليه العمل كصائغ محترف وعليه الصبر والتركيز وألا ينفذ صبره في البحث حتى يتم من قبله القبض على الكلمة المناسبة الموقع والمعنى في الدلالة والمغزى وبالتالي تخرج القصة القصيرة جداً سبيكة صافية من الشوائب ومشعة أمام الملتقي كلما تناولها وفي كل الأوقات. وبالعودة لمنجز القاصة من الناحية الفنية كانت أغلب العناوين وهي تعتبر من ركائز تشكيل الدلالة للقصة واعتمدت القاصة عناوين يؤتى بها لتشويش الأفكار تارة ً كما قصة .. زفرات الريح ..أو الروائح الشهية .وكذلك هناك عناوين إيحائية كما قصتي شهيد..و صمت ..وهناك عناوين وضعتها القاصة تحيل إلى مضمون القصص بشكل مباشر كما في قصة حلم..و مهاجرة ..ومن أجلك .وبالتالي عناوين القصة لم تخرج عما فكر به المنظرون لهذا النوع من القصة. فهو كلمة أو كلمتان .والعناوين كانت موفقة لدى القاصة وأدت وظيفتها كأي جزء أساسي من عناصر القص.
وأخذت القصص منحى تراوح بين النجاح في بعضها وإخفاق في بعضها الأخر
أـــ قصص حققت الإمتاع وكافة شروط القص من عنوان وتكثيف ونهاية مدهشة كما في قصص ..تذكّر..شوق..عابر
ب ــــ قصص بحاجة إلى عمل أكثر جاءت أشبه ما يكون بالكلام العادي الذي لا فنّ فيه ولا مغزى ولا شغل ولا جمالية وإدهاش و وبالتالي ضعف في الكثافة والتركيز وهما النواحي الأساس في القصص القصيرة جداَ أدى إلى هذه النتيجة. ومنها القصص التالية..من أجلك..و مهاجرة..رحلة ..شهيد.
وأما النهايات بالقصة القصيرة جداً تعتمد الإدهاش والإمتاع في آن واحد تترك المتلقي في حالة من الذهول.بحيث يفاجىء السارد القارىء بحل غير متوقع. والسؤال هل حققت القاصة آمال هذه المعادلة في كما فيقصصها.الروائح الشهية وعابر وشوق الدقيقة الأخيرة نهاية مدهشة
ولكن هناك نهايات غاب عنها التوفيق بالإدهاش كما في قصص.. رحيل وحلم ورحلة.. ..فقد جاءت عادية تماماً.
الشاعر العربي الفلسطيني أحمد عموري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق