ترتطم هذه العبارة بجدار الذاكرة كلما تعرفت بشخص جديد، لترتد إلي حكاية طالبة في صفي كانت تحمل عبئا ثقيلا على كاهلها؛ فقد كانت تمر سني عمرها وهي تعتقد في كل يوم أن اسمها محرم.
كيف لطفلة أن تحيا مع هذا العبء؟! مع هذا الاعتقاد الذي زرعه في ذاكرتها ذووها؟!
ذات لقاء في بداية سنة دراسية جديدة بدأت وطالباتي بالتعارف، وبعد أن تعرفت بأسمائهن طلبت من كل واحدة منهن أن تبحث عبر الانترنت أو في أحد المعاجم عن معنى اسمها؛ حيث أني أردت من هذا الواجب أن أعودهن البحث أولا وثانيا أعزز ثقة كل طالبة بنفسها وتعتز باسمها، وأكون بذلك حاولت أن أمسح عادة سئية منتشرة في
بعض القرى والمدن وهي عدم ذكر اسم المرأة في الدعايات الانتخابية وكذلك في كروت الدعوة للزواج أو مثلا عدم تجرؤ بعض النساء في مواقع التواصل الاجتماعي ذكر اسمها صريحا بل تستعيض عنه بأم فلان أو زوجة فلان أو أحد الألقاب...، فوجئت بإحدى الطالبات ترفع يدها باستياء وتشير إلى نفسها باستسلام قائلة: "أنا اسمي حرام"
كم استأت من هذا المشهد! فسألتها حينها: وما اسمك؟ أجابت: أريان. ثم سألتها: وكيف عرفت أن اسمك حرام؟! فأجابت: أخبرني أهلي. فاستأت أكثر بل صعقت. قلت لها ولجميع الطالبات حينها: ما رأيكن أن نأخذ عهدا على أنفسنا؛ أن لا نصدق ما يقوله الآخرون لنا مهما كانوا حتى نبحث ونسأل ونستقصي عن الحقيقة. ثم قلت لتلك الطالبة: ما رأيك أن نبحث عن معنى اسمك الآن عن طريق الانترنت؟ انفرجت أساريرها وأومأت بالموافقة. وفعلا أمسكت بجوالي وانا أجلس بجوارها وقمت بالبحث عن معنى اسمها، فوجدت له معان كثيرة. فأريتها شاشة الجوال وعندما قرأت المعاني قفزت من الفرح وهي تهتف: "اسمي مش حرام"
وعندها ساد جو من الفرح بين الطالبات وكأنك تقرأ في عيونهن مباركة لزميلتهن.
فحضرت طالبة إلي تطلب مني أن أبحث لها عن معنى اسمها:"معلمتي شو في لي شو معنى اسمي"
وفي هذه الأثناء دخلت المديرة علينا وعندما رأتني أمسك بالجوال وأنظر فيه قالت لي: الجوال ممنوع في الحصة يا سماح. وقتها ابتسمت ونظرت في عينيها متسائلة: ومن أخبرك أنه ممنوع؟!!!!!!...........
الخلاصة: معتقداتنا الخاطئة تورثنا الشك بقدراتنا وتزعزع ثقتنا بأنفسنا وتكبلنا بأوهام ومخاوف لا أساس لها من الصحة، فلنحرر أنفسنا من أوهامنا من مخاوفنا ولنزرع في أبنائنا الثقة والحرية والبحث والاستقصاء وحب الحياة...
كيف لطفلة أن تحيا مع هذا العبء؟! مع هذا الاعتقاد الذي زرعه في ذاكرتها ذووها؟!
ذات لقاء في بداية سنة دراسية جديدة بدأت وطالباتي بالتعارف، وبعد أن تعرفت بأسمائهن طلبت من كل واحدة منهن أن تبحث عبر الانترنت أو في أحد المعاجم عن معنى اسمها؛ حيث أني أردت من هذا الواجب أن أعودهن البحث أولا وثانيا أعزز ثقة كل طالبة بنفسها وتعتز باسمها، وأكون بذلك حاولت أن أمسح عادة سئية منتشرة في
بعض القرى والمدن وهي عدم ذكر اسم المرأة في الدعايات الانتخابية وكذلك في كروت الدعوة للزواج أو مثلا عدم تجرؤ بعض النساء في مواقع التواصل الاجتماعي ذكر اسمها صريحا بل تستعيض عنه بأم فلان أو زوجة فلان أو أحد الألقاب...، فوجئت بإحدى الطالبات ترفع يدها باستياء وتشير إلى نفسها باستسلام قائلة: "أنا اسمي حرام"
كم استأت من هذا المشهد! فسألتها حينها: وما اسمك؟ أجابت: أريان. ثم سألتها: وكيف عرفت أن اسمك حرام؟! فأجابت: أخبرني أهلي. فاستأت أكثر بل صعقت. قلت لها ولجميع الطالبات حينها: ما رأيكن أن نأخذ عهدا على أنفسنا؛ أن لا نصدق ما يقوله الآخرون لنا مهما كانوا حتى نبحث ونسأل ونستقصي عن الحقيقة. ثم قلت لتلك الطالبة: ما رأيك أن نبحث عن معنى اسمك الآن عن طريق الانترنت؟ انفرجت أساريرها وأومأت بالموافقة. وفعلا أمسكت بجوالي وانا أجلس بجوارها وقمت بالبحث عن معنى اسمها، فوجدت له معان كثيرة. فأريتها شاشة الجوال وعندما قرأت المعاني قفزت من الفرح وهي تهتف: "اسمي مش حرام"
وعندها ساد جو من الفرح بين الطالبات وكأنك تقرأ في عيونهن مباركة لزميلتهن.
فحضرت طالبة إلي تطلب مني أن أبحث لها عن معنى اسمها:"معلمتي شو في لي شو معنى اسمي"
وفي هذه الأثناء دخلت المديرة علينا وعندما رأتني أمسك بالجوال وأنظر فيه قالت لي: الجوال ممنوع في الحصة يا سماح. وقتها ابتسمت ونظرت في عينيها متسائلة: ومن أخبرك أنه ممنوع؟!!!!!!...........
الخلاصة: معتقداتنا الخاطئة تورثنا الشك بقدراتنا وتزعزع ثقتنا بأنفسنا وتكبلنا بأوهام ومخاوف لا أساس لها من الصحة، فلنحرر أنفسنا من أوهامنا من مخاوفنا ولنزرع في أبنائنا الثقة والحرية والبحث والاستقصاء وحب الحياة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق