بعد ليلة كاملة الدسم و الرومنسية ، اقترب أكثر من زوجته العجوز وقد أغرق في دغدغتها و إضحاكها ، وفي المشفى تهامس الطبيب مع المحقق بصوت خافت ، ثم وقف المحقق فوق رأسها ، يقرأ التقرير الطبي وهو يقلّب وريقاته برويّة . وبالقرب منه تسمّر الزوج واضعاً يديه في جيوبه ولا زالت آثار الدموع ترسم خطوط ناشفة على خديه .
إقترب منه المحقق ، وقد بانت على وجهه الأبيض البض ابتسامة مواساة :
- ما إسمك وما عمرك وماذا تعمل ?
- إبراهيم الخليل ، في الثانية والثلاثين ، أعمل كاتب صحفي في مجلة "الوجه الآخر" .
- والزوجة ?
- إسمها 'إيمان سلامة' ، في التاسعة والخمسين ، وهي صاحبة المجلة التي أعمل به.
- أها ، جميل ، أعرفها إنها مجلة نسوية ، أنا أيضاً أكتب في مجلة "الجندي العربي" ومجلة "جيش الشعب" التي تصدرهما وزارة الدفاع ، بالتأكيد سمعت بهما ، فليس لشاب سوري لم ينخرط في الخدمة الإلزامية لا يعرفهما . نحن زملاء إذاً رغم أني لا أحبذ ما تطرحونه في مجلتكم . لا أعرف لما تبالغون في مديحكم للنساء ، إنكم تمنحون المرأة قيمة تدفعها للتمرد على الزوج بطريقة هدّامة تفوق المعدل الطبيعي لها ، أنتم "النسويون" غريبون فعلاً ، أنا لست ضد المرأة ، و لا أفكر في ذلك حتى ، لكن لما لا تعترفوا أنه لترتقي المرأة لمرتبتنا عليها التوقف عن طلي وجهها بالمساحيق ، وأن تتأقلم مع صلعة صغيرة وشاربان عريضان وكرش ذو هيبة ، وعندما تفكر في تطبيق ذلك سينقرض العنصر العربي بالتأكيد. كما أن هناك حقيقة تتغاضون عنها ، إن من تطلقون عليهنّ في مجلتكم إسم "النساء الكبار" في تاريخ بلادنا تعايشن مع تلك الحقيقة حتى نِلنَّ المجد والسمعة . أنا دائماً أقول لزوجتي ذلك ، فهي ليست عنصراً دونياً نافقاً بلا قيمة ، بل عليها أن تعترف أننا نحن المتفوقون بالفطرة ، وهو تفوق منحه الله لنا صيانة لمصلحتها . أظن أن اعترافاً كهذا هو ما جعل علاقتي بزوجتي مميزة ونلت معها سعادة مطلقة .
وكمن أحس أنه بالغ في ثرثرته وبحديثه خارج سياق القضية ، توقف قليلاً ثم أكمل بإطراء :
- أنت رجل طيب يا هذا ، و أعتقد أنكما عشتما ثلاثة شهور جميلة مع بعضكم البعض رغم فارق السن . لكن أليست زوجتك من تعرضت لمحاولتي قتل في بيتها خلال الشهرين الماضيين دون معرفة الجاني ?
- نعم سيدي
بانت على وجه المحقق ملامح التأسف ، اقترب منه أكثر ، طبطب على كتف الزوج :
- يبدو أن قدرك أن تكون أرملاً وقدر زوجتك أن تموت من الضحك ، وسيتحتم عليك مسؤولية كبيرة في إدارة مجلتها وأموالها .
إقترب منه المحقق ، وقد بانت على وجهه الأبيض البض ابتسامة مواساة :
- ما إسمك وما عمرك وماذا تعمل ?
- إبراهيم الخليل ، في الثانية والثلاثين ، أعمل كاتب صحفي في مجلة "الوجه الآخر" .
- والزوجة ?
- إسمها 'إيمان سلامة' ، في التاسعة والخمسين ، وهي صاحبة المجلة التي أعمل به.
- أها ، جميل ، أعرفها إنها مجلة نسوية ، أنا أيضاً أكتب في مجلة "الجندي العربي" ومجلة "جيش الشعب" التي تصدرهما وزارة الدفاع ، بالتأكيد سمعت بهما ، فليس لشاب سوري لم ينخرط في الخدمة الإلزامية لا يعرفهما . نحن زملاء إذاً رغم أني لا أحبذ ما تطرحونه في مجلتكم . لا أعرف لما تبالغون في مديحكم للنساء ، إنكم تمنحون المرأة قيمة تدفعها للتمرد على الزوج بطريقة هدّامة تفوق المعدل الطبيعي لها ، أنتم "النسويون" غريبون فعلاً ، أنا لست ضد المرأة ، و لا أفكر في ذلك حتى ، لكن لما لا تعترفوا أنه لترتقي المرأة لمرتبتنا عليها التوقف عن طلي وجهها بالمساحيق ، وأن تتأقلم مع صلعة صغيرة وشاربان عريضان وكرش ذو هيبة ، وعندما تفكر في تطبيق ذلك سينقرض العنصر العربي بالتأكيد. كما أن هناك حقيقة تتغاضون عنها ، إن من تطلقون عليهنّ في مجلتكم إسم "النساء الكبار" في تاريخ بلادنا تعايشن مع تلك الحقيقة حتى نِلنَّ المجد والسمعة . أنا دائماً أقول لزوجتي ذلك ، فهي ليست عنصراً دونياً نافقاً بلا قيمة ، بل عليها أن تعترف أننا نحن المتفوقون بالفطرة ، وهو تفوق منحه الله لنا صيانة لمصلحتها . أظن أن اعترافاً كهذا هو ما جعل علاقتي بزوجتي مميزة ونلت معها سعادة مطلقة .
وكمن أحس أنه بالغ في ثرثرته وبحديثه خارج سياق القضية ، توقف قليلاً ثم أكمل بإطراء :
- أنت رجل طيب يا هذا ، و أعتقد أنكما عشتما ثلاثة شهور جميلة مع بعضكم البعض رغم فارق السن . لكن أليست زوجتك من تعرضت لمحاولتي قتل في بيتها خلال الشهرين الماضيين دون معرفة الجاني ?
- نعم سيدي
بانت على وجه المحقق ملامح التأسف ، اقترب منه أكثر ، طبطب على كتف الزوج :
- يبدو أن قدرك أن تكون أرملاً وقدر زوجتك أن تموت من الضحك ، وسيتحتم عليك مسؤولية كبيرة في إدارة مجلتها وأموالها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق