يوميات رمضان 3
توقفت السيارة البيضاء بجوار رصيف وحاوية ، الساعة تجاوزت الثالثة بقليل ، يعلو صوت بائع الخضار بجانب عربة عتيقة ، الفرن كان قد أغلق نوافذه آنذاك ، طفل لم يتجاوز التاسعة ، خيمة صغيرة مهترئة تقيه حر الشمس ، ربطات الخبز تقبع أمامه بانتظار القادمين ، سمرة جميلة تضفي
عليه أكثر من إشارة ، بينما ملامح أخرى تخفي خلفها الكثير ، ابتسم بوجهي قبل أن أسأله ، كم ثمن ربطة الخبز اليوم يا ولدي ؟ ...
- مائة ليرة سورية ... قالها ومازالت الابتسامة تعلو شفتيه ...
- لكن التسعيرة أقل بكثير ...
هنا صمت الطفل ، تجهم وجهه ، بدا مرتبكا .
- هكذا قال لي والدي ...
قذفت إليه بورقة نقدية من فئة الخمسمائة ليرة ، أمسكها برعب ، ثم تناول مئتي ليرة ومدها إلي ...
- خذها يا سيدي ...
مسحت من فوق وجنتيه دمعة ساخنة ، أدرت ظهري وغادرت المكان ، عندما وصلت إلى باب منزلي كانت علبة المحارم البيضاء قد تلاشت ...
............
وليد.ع.العايش
توقفت السيارة البيضاء بجوار رصيف وحاوية ، الساعة تجاوزت الثالثة بقليل ، يعلو صوت بائع الخضار بجانب عربة عتيقة ، الفرن كان قد أغلق نوافذه آنذاك ، طفل لم يتجاوز التاسعة ، خيمة صغيرة مهترئة تقيه حر الشمس ، ربطات الخبز تقبع أمامه بانتظار القادمين ، سمرة جميلة تضفي
عليه أكثر من إشارة ، بينما ملامح أخرى تخفي خلفها الكثير ، ابتسم بوجهي قبل أن أسأله ، كم ثمن ربطة الخبز اليوم يا ولدي ؟ ...
- مائة ليرة سورية ... قالها ومازالت الابتسامة تعلو شفتيه ...
- لكن التسعيرة أقل بكثير ...
هنا صمت الطفل ، تجهم وجهه ، بدا مرتبكا .
- هكذا قال لي والدي ...
قذفت إليه بورقة نقدية من فئة الخمسمائة ليرة ، أمسكها برعب ، ثم تناول مئتي ليرة ومدها إلي ...
- خذها يا سيدي ...
مسحت من فوق وجنتيه دمعة ساخنة ، أدرت ظهري وغادرت المكان ، عندما وصلت إلى باب منزلي كانت علبة المحارم البيضاء قد تلاشت ...
............
وليد.ع.العايش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق