اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

سنابل العشق | مريم بغيبغ ــ الجزائر


منذ جاء إلى هذه المدينة وهو ينتظر بصبر إنهاء امتحانات الجامعة الأخيرة...ليراها.
تتدفق ينابيع الدّماء إلى وجنتيه كلّما تذكرّها...هذه المدينة العارية بكلّ فاتناتها المنطلقات اللواتي يحترفن الغواية صباحًا ومساءً، لا تساوي عنده نظرة خاطفة من عيني فاطمة من وراء "الملاية والعجار "...يهمس له الكحل فينحني خجلا وحبّا ...تبتسم... في ذلك الممرّالضيّق المؤدّي إلى الحارة، تلتفّ فراشات الفرح حولهما، يتوقّف الزّمن تتلامس الأيدي...بشغف وخفية عن أعين النّاس يدسّ رسالة أشواقه بين يديها ويرجع إلى بيته محمّلا بالأمل في لقاء آخر...

في غرفته الجامعيّة الضيّقة يهجر كراريسه،ويهيم في ذكرياته وفاطمة
:كم تشبهين حبّات القمح!!
:لا يروق لي ذلك.
:لماذا؟
:أريد أن أشبه الوردة؟
يبتسم: ... الوردة يراها الكلّ ويقطفها أحدهم ، تذبل وتجفّ وتموت.
أنت حبّات القمح التّي تمنحيننا الحياة وتهبنا الكثير من سنابل السّعادة.
لاحت إلى ذاكرته لقاءه الأخير بها. .في ذلك الحقل. .وسط السّنابل وشقائق النّعمان...أخبرها بنجاحه و تسجيله في الجامعة...كانت ابتسامتها حزينة:
ولمن سوف تتركني؟
:انتظري سآتيك بشهادة جامعيّة وطوق من الياسمين...
لم تقتنع بكلامي ولأوّل مرّة تنزع العجار عن وجهها الملائكي...أحسست بدقّات قلبي وهي تعزف لحن عشقي وجنوني المكبوت...تأمّلتني بحبّ:
سأنتظر.
مسك كراريسه...تنهّد بعمق. .رسم طريقه وأكمل مسيرة العلم...في الجامعة لم يهتم لأمر زميلته التّي تراوده عن نفسه بنظراتها...وهي تتجه نحوه بثقة:
مبارك لك النّجاح.
:الله يبارك فيك...
كانت تريد اخباره بأمر ما لكنّها اكتفت بدعوته لحفل خطوبتها من زميل له.
تمنى لها السّعادة وتلألأ ت أمامه أحلام اليقظة...في حارته الصّغيرة انطلقت زغاريد النسوة...ورائحة البارود تملأ المكان...رجال ببرانيس بيضاء يرقصون ...ويرحّبون به وهو يختال ببرنوسه المطرّز...يدورون به في حفل خرافيّ...لا يكتمل إلّا برؤية فاطمة تتغنّج على ذلك الحصان الأصيل...بقندورة سطايفي مطرّزة وخلخال من الذهب...يحدث الرّنين كلّما اهتزّ بها مزهوا بها...يحملها في دلال إلى بيته المتواضع في غرفة تفوح برائحة البخور...يجلسها على ذلك المتكّأ الذّي أعدّ لها...عيناه تعِدها بالكثير والكثير...تَقطع أحلامه صوت زميلته:
هل ستأتي...يهمّني كثيرا حضورك.
ينظر إليها ولأوّل مرّة يدقّق النظر في ثغرها وقدّها وشعرها المنساب على كتفيها...تساءل في صمت: لماذا لم أهتمّ لأمرها وفوق جمالها. ..هي مثقّفة...نعم لطالما تناقشنا في مواضيع الحريّة والسّلطة والأدب. ..لطالما راقت لي أفكارها واستصغت أسلوبها في الكتابة، طيلة أربع سنوات ونحن نتبادل روايات الحبّ...
:وماذا عن روايات أحلام مستغانمي؟
:أرى أنّها كتبت رواية واحدة فقط "وهي ذاكرة الجسد "
:وفوضى الحواس وعابر سرير وووو. ..الأسود يليق بك. ..
:تليق بي فاطمة فاطمة...فاطمة أرضي وعرضي وحقلي وحارتي و...
:ومن هي فاطمة. ..هل هي رواية جديدة لأحلام مستغانمي؟! ...كان سيقول لها وبدون عقد فرضتها عليه عادات القبيلة: نعم هي رواية عشقي..هي شهقتي وزفيري...هي حبيبتي لكنّه اكتفى بالصّمت...تنهّد ثمّ قال لها:
أحاول أن أكون من الحاضرين.
هو يعلم أنّه لن يحضر لأنّه يسارع الزّمن للعودة إلى الحيّ وفاطمة... وضع شهادته في إطار يليق بها... جمع ذكرياته والكثير من الأحلام..اشتاق إلى رائحة أشجار البرتقال. ..سئم الضجيج والفوضى...هنا في حارته الصّغيرة البساطة والهواء العليل في ذلك الحقل الواسع...ترنّح في جلسته ...في تلك الحافلة...لامست أفكاره زجاج النّافذة..زفر دخان اللهفة عليه فارتسم قلبه ولها ...يبتسم كلّما تذكّر أمرا يربطه بها..بجانبه جلست امرأة تلتحف الملاية وتضع العجار...تظهر عليها آثار التّعب...بيد تحمل كيسا وبالأخرى تمسك طفلتها..تبكي تريد الرّضاعة...يبدو أنّها تخجل من إرضاعها أمامه. ...يستدير إلى النّافذة تاركا لها المجال. ..تحت الملاية تلتقط الطفلة الحلمة وتهدأ...تسقط الكيس من يدها تتناثر حبّات القمح منها...يسرع في التقاطها تنزع العجار عن وجهها تحاول مساعدته...تلتقي الأعين...
كم تشبه فاطمة حبّات القمح رغم الشّقاء تكتحل الأمل لتهبنا السّعادة.

مريم بغيبغ/ الجزائر

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...