حاتم صاحب الوجه الصلب والإرادة القوية، التحدي والالتزام عنوانه الوحيد... لم الانهزام في النهاية؟
لا يجدر بك الاستسلام كما لا يليق ببطل رواية...
الألم هو ثانية بطبيعة الحال... ثانية واحدة إن شئنا جعلناها أزلية ممتدة لتبتلعنا كما يبتلع حلزن أسود الكون بأكمله فيختفي للأبد!
وإن شئنا نهضنا من جديد بحلة أكثر إشراقنا، أكثر إدراكا وصمودا... لست مع الانهزام، لست مع الخوف والهرب، إحزن قدر ما شئت ما الضرر من شعورك بالخيبة!
ما السوء إن اعتكفت إلى الوحدة والكآبة زمنا مهما طال أو قصر!
لن يضرك أبدا أيها المكلوم... للحزن قداسة، فأحسن استضافته، تعامل معه بلباقة واحتراف كما يجب... إياك ألا تعطيه حقه، إنتحب من البكاء، ولتتناثر في كل الأرجاء لكن إياك أن تغلق باب الروح بوجه الفرح... بوجه الحياة.. خذ الوقت اللازم ثم انهض، عد إلى نفسك، وتابع الطريق... ماذا إن شعرت بالخذلان مرة أو مئة... الحياة مثل كأس مملوءة بشراب لا تعلم كنهه، منذ الولادة نجبر على احتسائه، إذا فلنشربه بتأن، وقبول حتى وإن فقدنا الشهية افتعال الابتسامة هي دواء لكل داء.
رواية تحكي جرحا واحدا وما أكثر جروحك يا وطني!
خيبت ظني يا حاتم ومع هذا لن أتوقف عن القراءة..
ولن أستسلم لأي عثرة أو حفرة في هذه الحياة.. بل سأشرب كأسي المقدر لي منذ ولادتي بكل قبول وأفرح عند التعثر، أحزن إن أتاني الحزن، في وقت الكآبة سأكتئب بشكل يليق بضيفتي، وفي وقت الفرح سأفرح بكل كياني، إن شعرت بالجوع سآكل.. وإن رغبت في البكاء سأبكي، لكنني لن أنهزم مثلك يا حاتم، لن أستسلم وسأبقى عند خط المواجهة مع الحياة وتقلباتها.
زواريب الحياة أكثر ضيقا من زواريب حي شعبي قديم نسيه الزمن... حفر بأحجام مختلفة، بعضها تسكنها الأفاعي والعقارب، وبعضها مليء بالوحل والقذارة، تلك هي طبيعة الحفر بكل الأحوال لكن أيضا هناك حفر مليئة بالجواهر النفيسة نسميها مناجم، ليس الكل يحظى بواحدة منها... أعتقد أنها حفرة الحظ! ربما...
هي فقط تحتاج لمن يمتلك وسائل البحث عنها، وشيئا من تقبل الخيبات من حفر سابقة واعتبارها مجرد تجربة فاشلة وحفرة خاطئة... لا بأس أن نتعثر، أو أن نسقط بواحدة منها أو حتى عشرة أو مئة... ما دمنا نسير في زقاق منسي عند حافة الزمن... تسكنه الأشباح المقنعة!
الأهم من هذا كله أن نقف من جديد، نتلمس طريقنا بخبرة ومعرفة أكثر من السابق...
ما أفعل بدماغي الثرثار هذا!
يلتقط إشارة ما فيبدأ بالصراخ في رأسي المرهق من كثرة الدوران، كيف يتحملون الدوران بأثوابهم البيضاء وحركات أيديهم ورأسهم بتلك الدقة!
كيف لا يتعبون؟
جلال الدين الرومي مبتكر رقص الميلوية او رقص الدراويش بأي حال كان عندما بدأها!
أعتقد أنه خرج من قيد جسده... سمت روحه لحد الانتشاء بفرح الانعتاق عند تحرر روحه بلحظة عشق أفلاطوني...
دماغي كثير الثرثرة وجسدي شديد الإرهاق ما أفعل لأتحرر مثله من وهن الجسد وقيده؟ لست أدري...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق