اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

بِدَاْيَةٌ مُتَعَثِّرَة | عصام أحمد بن مجغاية ـ المغرب

اللقاء
كَانَتْ تَعْلَم أنهُ يَسْتَرق النَظَرَ لَهَا في وجل بِغَفْلةٍ مِنْها ويَرْسُم لها بمخَيِلته مَلامِح رَبَّة البَيْت التي سَتُشَارِكَه حَيَاتَه فَتَغُوصَ بِهَا دَوامَة الأحَلام في عَوالم وَرْدِيَة تجرَّدَتْ مِن غَرَيِزَة البَشر محلِّقَةً عَالِيَا أَيْنَ تُبصِرُ جمال الكَوْن عَلى حَقِيْقَتِه , اليَوم لَيْسَ كَكُل يوم كَأَنه يَتَجَلَّد لِيَبُوحَ لها عَمَا بداخره وَقدْ بَدَى جَلِياً ارتباكه في تَرَدُدٍ خَجِلٍ فهو ابن الريف .


دَفَعَ بِكُرْسِيِه للخلف وسَارَ نحوْها بخطىَ متثاقلة يَتَحَامَل على جَسَدِه النَحِيف وقد نَادَاها بِنَبْرَةٍ بادٍ مِنْهَا التَّكَلُفْ لحظة أختي أمل"..!!.

كَمُزْنٍ برَدِ قَطَرَاتُه كَادَت تحبِسْ أَنْفَاسَهَا فَهو عَلى مَدَارْ الوَقْت يُنَادِيها باسمها لكن هَذِه المَرَّة لها خُصُوصِيتُهَا وقَدُسيتها محملق بِعَيْنَيْهَا الذَاهِلَتَين كأنه يَرَاهمُا لأول مَرّة , تخاطَرَتْ الأرواح في تَسَامٍ يَرْسم أحلى اللَوَحَات العَاطِفِيَّة ,فتجشأ الكلمات يدفعها من بين شفاهه عنوة ,"أمل" ستزوركم اليوم أمي لتشرب عندكم القهوة ومضى دون تريث , غادرها مفجرا خلفه فيض مشاعر جامح.


في بيت عاطف.
عَاد إلى البَيْت تَلْتَهِم أَقْدَامُه الطَريق في عَجلٍ و غِبْطَةٌ جَارِفة تحث خُطَاه يحمِل أخباراً سَارَة لِوَالِدَتِه التي لَيْسَ لها بالدنيا رَجَاءٌ غَير تزويج ابنها الوحيد وسط كتيبة البنات ; دلف بيتهم وقبل يد أمه وفي لهفة صبيانية سرد عليها الخبر لكنه لم يجد منها نشوة البهجة التي ينتظر , رمته بنظرة المحبط في تنهيد طويل وقالت : لطالما تمنيتك أن تتزوج ابنة خالتك فمن نعرفه ليس كمن لا نعرفه لكن لابأس إن كان هذا يريحك , سكك سمعه وحاول تجاوز الموقف وعاودها قائلا أخبري أبي فقد وعدتها أنكم ستزورنهم الليلة.
لم تمضي إلا سويعات قليلة حتى ذاع الخبر الغير سار لبعضهم في البيت وبالجوار "عاطف" سيخطب زميلته في الشغل".
في بيت سي علي.
يَوْم حَافِل بالنِسْبَة لأمَل مَضَتْ لحظَاتُهُ بِسُرْعَة والمسَاء يَزْحَفْ نحوَهَا يحمِل الجَدِيْدَ لحياتِهَا , كان شخص "عاطف" موضوع الساعة بحظرة أعمامها الذين أتو مزيكن مجلس أهل العروس وقد استرسل والدها بالثناء عليه :

أعرفه جيدا إنه شاب خلوق طموح ومحامٍٍٍٍ شاطر لا ارى ما يعيبه , كل هذا على مسمع منها مما رسخ بنظرها بشائر خير بقبول مبدئي , وصل عاطف وأبواه وانضموا للمجلس في دفئ عائلي لا تشوبه برتوكولات او رسميات فسي علي" ليس بالغريب عليه فهو رب عمله , كانوا يتجاذبون أطراف الحديث , لم تكن مواضيعهم تلك لتشغل أبا عاطف ذاك الفلاح البسيط الأمي الذي كان كل همه سعادة ابنه , انتظرهم حتى اتموا كلامهم ليمتطي صهوة المجلس في صوت جهوري صداح "صلوا على النبي" اليوم جئناكم نمني النفس بقربكم وكما تعلم فابني اشتد عوده ووجب على الاطمئنان عليه فيشرفنا مصاهرتكم كانت كلماته بمثابة اختتام للجلسة لم يكن هناك أدنى سبب يجعل "سي على" يرفض , انفض بعدها المجلس وقد افترقوا على التوافق المبدئي ريثما يحددون يوم الزفاف
قبيل الزفاف.
كطفلة صغير ليلة العيد تائهة في مرابعها تنتظر متى يلملم السحر نجومه ويزيح الستار عن إشراقة جديدة ويوم آخر لا تدري ما يحمل بين ثناياه غير أنها شغوفة للآتي وكفى. لم تمضي أسابع كثير حتى حددوا موعد عقد القران وقُبَيِلَه بأيام كانت الحركة دؤوب في الدارين على السواء إلى أن جاء يوم الزفاف المنتظر الذي ستخوض فيه أمل تجربة الحياة عن كثب في بيت العائلة الكبير , كما سارت عليه عادات سكان الريف قبل دخول العروس لمخدعها تتصدر مجلس النساء من أهل البيت والمدعوين لتعرض بعض فساتينها وقد عمت الأفراح والبهجة الأجواء , بتلك الغمرة ومن تحت طرحة الحياء كانت تشعر بتهامس غريب ونظرات غير مريحة من بعض من حضرن الفرح تجاهلت الأمر لأنها لا تريد أن تعكر صفو ليلة العمر ومضت تعانق بهجتها نحو مخدعها بحجرة غير بعيد من ذاك المحفل رفقة حماتها ووالدتها اللتان لم تطيلا المكوث وانصرفن عنها .وفي الخارج قد بدأت تتبدد أصوات الجلبة حتى خمدت إلا من حركة أهل البيت والأقارب المقربين وبعض الهقها الخافتة لعازبات قد تجمعن في بهو البيت الواسع.
النكسة.
لم يمضي من السهاد الكثير بليلة ليست للنوم حتى تعالت اصوات صراخ متواصل من غرفة العرسان أيقظت نوم من كان قد غفا وأعلنت حالة الاستنفار خاصة عند أم "أمل" التي كانت تَعُدُّ اطوار الليل لحظة بلحظة , رهط نساء تكبكب بالرواق المؤدي للغرفة تسلبهن الحيرة والقلق الرشاد إلى أن طرقت أمه الباب ففتح لها فزعا متلعثم اللسان كان أعصب موقف يمر به في حياته حيث امتزج الحياء بالقلق على زوجته وهي في بكاء وصراخ هستيري ولا يدري ما العمل , بقي في الخارج بينما دخلت أمه وحماته عليها ليستجديا فحوى الأمر ورويدا رويدا هدء روعها وانخفض صوتها مما أعاد لعاطف نَفَسَهُ وأرخت ملامح محياه المُكفهر.
خرجت أم عاطف تتلثم غضبا بحيرة, شبه موقنة أنها أعراض سحر ربط وتفرقة وبادرته ستهون يا بني ستهون فدلق بنبرات راعفة ..
كانت عدائية مذ دخلت عليها كأنها لا تريد النظر بوجهي...
وانصرف يطلق لساقيه العنانإلى حيث لا يدري تقاذفه امْواج الضياع , كان غارقا في حيرة متغطرسة إلى أن شق صوت المنادي عتمة الصمت تلك معلنا عن انبلاج فجر يوم جديد عساه يحمل الخير.
دلف المسجد وقد تزي الحياء كأن كل من بالقرية قد علموا بنكسته ...وما إن انقضت الصلاة حتى توجه صوب الإمام وسرد عليه حكايته وإصطحبه للبيت ..
التعويذة.
كان لوَصْوَاصُ البَابِ هَيْزَعَةٌ خالطها أنين وجلبة حوتها جدران الغرفة أصوات غريبة تحاكي ترتيل الإمام يطغى عليها القرآن بين الفينة والأخرى .
مشهد عتي على ذوي القلوب الرهيفة فرعشتها من تحت ذاك النقاب توحي على أن سكرات الموت تصرعها تزيحه تارة ويرده عليها أخرى وهيّ تحدّجُهُ بشخوص غليظة تقطر شررا أخرج يا عدو الله من بين أصابع قدمها وقد احتدم الحوار على لسانها والراقي .
كانت هي تلك ذروة الجلسة العلاجية بعد أن تهاوت مغشيا عليها تعانق البلاط فأسندها عاطف اليه وقد همعت عيونها حرقة كمن عاد إلى الحياة من الجديد.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...