1
غبار
تلكَ النفس التي ينهشها جفاف
لا تزال تتمسّك بحقول الحبق
لمْ يستطع شيء أنْ يغسلَ
عنها الرغبة في الحياة
أراها تتشبّث
بابتسامة سَماء في يوم ماطر
ونظرات قمر على بستان
وسطه عاشقان
تلك المشاعر
الجياشة
المُتهاطلة
وذلك النبض
وفوضى العطور
ألغاز مُحيّرة
تهزم الضفاف
وتصرع المُستحيل
الذي كانَ وهمه يتفرعن
على مدار عصور
وتشقّ طريقها وريقات هامسة
لينبلج صبح يٌشمّر عن ذراعيه
وينفض الكثير مِن الغُبار
2
حروف
لا ترحلْ
كَانَ بِودّي
أنْ أستطيعَ النطق بها
ولَمْ يُساعدني الخجل
حَسناً لا بأس
راحَ كلّ شيء الآن
وسحبتني أطنابُ
حروف
حيث عوالم
مسكونة بشموس
حملتني سُحب
لامسني قوسُ قزح
حاكيتُ حبيبات مَطر
نجمات ترغبن السهر
تضاحكتْ حولي أشياء
عبيرٌ تراقصَ وسط أثير
يعرف كيفَ يستمتع
سموات وبحور وغابات
تعلمتْ طعمَ الاخضرار
على مدارِ فصول
الكلّ ينصت إلى زقزقة
العشق وصوت ناي
وحفيف غصون
هُنا حيث تتفتح
مَسام راغبة وحواس
وأكمام ورود دمشقيّة
3
هلهلة
تتعذّب أيّها القلب المَنسي
أراكَ مُنهك القوى
لَمْ يُبق الانتظار مِنك سوى
نبضات بلا رغبة تسري
مُدهشٌ يا أنتَ مثل زهرة مُكابرة وسط صقيع
تُذكّرني بعشق الأساطير ونكهة الشِعر المجنون
تنقلني إلى زمن لحظاته انقرضت
مع الرحمة
تعالَ أيّها القلب المحموم دعنا نرحل
حيثُ يقبع عبق واعد لنستنشق رائحة
تراب قَصيّ بينَ حُبيباته ثرثرة تُنادي
يُغريني الغياب الأبدي
تعالَ نترك الصفحات لمن يريد الحياة
وما عليها مِن قلق وفوضى وشجن
علامَ الانتظار أيّها المهزوم والوقتُ يأكل
الأخضر ومَا اصفرّ مِن شرايين
أيّ قدر غامض وضعني هُنا
لا يَهمّ بعد اليوم وريشة مخضوضرة
ملك يميني
علمتني الحياة كيف أمزجُ الحزن مع الأمل
الواقع مع الحلم لأرسم سيرورة أشتهيها
لوحات تُحاكي لحظة أصيل تميل مع همس
عشاق يوشوشون في أذن كون شارد اليقين
تُغافلني روح تتجوّل بين عزف رياح يُغريها
قوس شغب ارتسم بعد أغنية مطر وأهازيج
سموات باكية
بالأمس نفس همستْ حزنها جداول فوضويّة
سمعتْ حواس ولمْ تستطع الوصول إلى بحرها القصيّ
كلّما تدفّق شوق يُعاود نبض حنين يُغمض عين فصول
أزحفُ بشغف طفولي أستنشق بخور وهمي وأسافر
باحثة عن نبض لدفء يتهلهل
4
فسحة
إذا مَشى أمَامي
أخالُ أنّني سأهبط على أرض خرسَاء
لنْ تفهمني روحي تلك التي لا تفتأ
تؤنبني على بساط الاعتراف
بدهاء تسحبني مخيّلتي
هُناك حيث لا أتلفع بضباب
سأنادي وتسمعني أرض وسماء
سيعجبه شالي المُقصّب وفسحة وجداني
وسلاحي تلك النظرة المُمتلئة
بالبوح ومساكب الحبق
سيتوسّل أنْ أهدأ ولا أثير زوبعة
شغب حولنا خوف عواصف العزال
كعادته سوف يعترضه الخجل
يمسح ندى جبين بمنديل
يتخمه الرحيق ويتحوّل بين يديّ
على الفور قيثارة تسمعني اللحن
الهادئ صاحب النبرة الواثقة
المُتشربة أنواع عواطف
سينظر في تفاصيل وجهي المشدوه
يرتجف هارباّ ويعرج بالحديث
عن جرح الوطن
وجمال بساطه النديّ الرحيب
المُزركش بزهور شقائق النعمان
وأشجار لا بدّ لها أنْ تبقى صامدة
بشموخ قاسيون لا تنحني كمَا بردى
لا يزال يسير ليوقظ خضرة أعشاب
مواجع كثيرة ستغرقنا في متاهات
وسينتهي الحلم القصير بقوله الله أكبر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق