اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

الققج...نحو مقاربة سيميائية. شخصيّة الطّفلة "في قصّة (مرطّبات مرّة) للقاص الفلسطيني (بسام الأشرم ) | بقلم الأستاذة مريم بغيبغ


يقول الكاتب والنّاقد Ahmed Tantawy في مقدّمة لكتاب "القصّة القصيرة جدّا حول العالم "(القصّة القصيرة جدّا هي فنّ الدّهشة والطّرق الهامس على أبواب القلوب والذّهن عن طريق استشارة التّأمّل الفلسفي الشّاعري الجميل والسّعي نحو قوس قزح التماسا لبهاء ألوانه ، وعزفا لأوتار قيثارة سومر الموغلة في القدم ، تلتقي القصّة القصيرة جدّا والقصيدة إذًا في مسعاهما النّهائي كونهما تعبّران عن موسيقي الضّياء والتّوغّل داخل المعنى الإنساني العميق)، ومنه فالققج والقصيدة يتداخلان...وهذا نتيجة لأفكار الرومانسيّة وأثرها على الأدب برفضها لقضيّة "الصّفاء النوعي ".

..لكن الققج تتجاوز القصيدة بسعيها الدّائم للإكتشاف وخوض المغامرة من خلال ماتطرحه من أفكار ورؤى على امتداد الزّمان والمكان ،ولما تطرحه من تساؤلات وما تبعث من رسائل مشفّرة للمتلقّي .
فرغم هذا التّداخل فالققج تعتبر شكلا سرديّا حيث نستطيع استكشافها والتّوغّل فيها. ..والإقتراب من شخصياتها..من خلال طرح أسئلة شائكة ، وفكّ شيفراتها وربطها بالرّاهن.
وبما أنّ السيميائية على حدّ تعبير "رولان بارت "(بأنّها لعبة البدائل أي القدرة على إقامة تعدّدا حقيقيا للأشياءفي اللغة المستعيدة "، بعبارة أخرى السيميائية عنده تكمن في قدرة الشّيء أو المدلول الواحد على خلق دلالات متعدّدة .
ـــــ في النّص الذي بين أيدينا وهو ققج بعنوان "مرطّبات مرّة "للقاص المسرحي الفلسطيني بسام الأشرم :

(مُرطباتٌ مُرّة
يُحيطُها بِذِراعِه مُداعِباً ..
_ اليوم عيدُ ميلادك الخامس عشر .. كَبُرتِ يا صغيرتي ..
تبتسمُ و دِفءُ الدنيا يُجَلِّلها .. و مازالا يسيران وسط أضواء المدينة ..
_ دافىءٌ هذا المكان .. زبائنُ و مُرطباتٌ و ألوان .. لِندخُله يا أبي ..
يكادُ يقفزُ قلبُها هناءً بين مِنضداتِ المكان ..
_ لِنجلس هنا .. يا للروعةِ و الجمال .. !
_ لا لا .. بل هناك بِجوارِ التِلفاز ..
تَشُدُّه الصورة على الشاشةِ .. يقترِب ..
فتاةٌ تحكي و خُدوشٌ على نَحرِها و دموع ..
" عمري خمسة عشر .. هَرَبْتُ مع أسرتي عندَ قَصْفِ بلدتي ..
قَتَلوا أبي إذ حاولَ حِمايتي .. واصطادوني و ... "
تَحَشرَجَ صَوتها و دموعُها أكمَلَتِ الحكاية .)
أوّل ما يثيرنا فيها العنوان الذي يأخذنا إلى عدّة تأويلات وتساؤلات "فكيف للمرطّبات أن تكون مرّة "؟
ولكن ما أثارني في هذه القصّة الرّائعة هي شخصيّة القصّة ، وسنحاول من خلال هذه القراءة البحث عن مدلول الشّخصيّة من خلال تصوّر الناقد "فيليب هامون " للشّخصيّة والتي يعتبرها "بأنّها وحدة دلاليّة وذلك باعتبارها مدلولا منفصلا ، كما يفترض أنّ هذا المدلول قابل للتّحليل والوصف وأنّ الشّخصيّة تولّد المعنى والجمل التي تتلفّظ بها... أن يتلفّظ بها عنها من خلال ذلك، إلى أنّ الشّخصيّة "سندا لحفظ وتحوّلات الحكاية ".
ويمكن أن نتعرّف على شخصيّة قصّة "مرطّبات مرّة "من خلال المقياس النوعي الذي يشير إلى مصدر المعلومات المتعلّقة بالشّخصيّة وعن كيفيّة إلقائها ، والظّاهر أنّ شخصيّة القصّة تظهر بوجهين. ..وجه مباشر ووجه غير مباشر يظهر من خلال التّلفاز.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصف الشّخصيّة/ وقف فيليب هامون موقفا أكثر دقّة حول مفهوم الشّخصيّة باعتبارها العنصر الفعال في العمل السّردي "خاصّة الرّوائي " فهي عنده علامة فارغة تمتلئ بالدلالةمع نهاية قراءة النّص "، وسنحاول التّقرّب من شخصيّة القصّة من خلال نظرة فيليب هامون ، وتظهر شخصيّات القصّة "مرطّبات مرّة "، شخصيّات ذات مرجعيّة اجتماعيّة قد تكون حقيقة موجودة أو غير موجودة لكنّها تحمل ملامح من الحياة العامة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مدلول الشّخصيّة/ ندرك شخصيّة "الطفلة ذات الخمسة عشرة سنة من خلال ماتلفّظ به الراوي والأب والتلفازكأداة مرئية تتلفّظ...حيث تظهر بوجهين في مشهدين يحدث بهما القاص المفارقة داخل النّص:
1/تظهر شخصية الطّفلة في المشهد الأول من خلال المقاطع التّالية:
ــــ يحيطها بذراعيه مداعبا.
ــــ اليوم عيد ميلادها الخامس عشر.
ــــ تبتسم ودفء الدّنيا يجلّلها.
ـــــ يسيران وسط الأضواء.
ــــ يقفز قلبها...
من خلال هذه الملفوظات التّي تلفّظ بها الراوي/ والأب: نستنتج أنّ هذه الشّخصيّة تعيش في مدينة يعمّ فيها الأمن والسّلام وتظهر سعيدة مع أبيها، يظهر السّرور عليه وهو يحتفل بعيد ميلادها الخامس عشر "كبرت ياصغيرتي " فالشخصية تعيش حياة طبيعية وهذا هو الذي يجب أن يكون .

2/تظهر شخصيّة الطفلة ذات الخمسة عشرة سنة في المشهد الثاني من خلال الملفوظات التّاليّة:
ـــــ فتاة...خدوش على نحرها ودموع.
ـــ عمري خمسة عشرة سنة.
ـــ قتلوا أبي ...إذ حاول حمايتي...واصطادوني.
ندرك هذه الشّخصيّة أوّلا من خلال التّلفاز ثمّ من خلال ما تلفّظت به الفتاة للصّحفي ، حيث تظهر طفلة مغتصبة وفي حالة رثّة ،تائهة بدون عائلة بعدما قصفوا بلدتها..
يحاول القاص من خلال هذه المفارقة بين طفلة المدينة الآمنة/ وطفلة البلدة التّي قصفت ، نتيجة الحروب. ..أن يوجّه رسالة للمتلقي والسّؤال الذي يطرحه. .. كيف يمكن أن يحس الإنسان بحلاوة الحياة واخوه يكابد مرارة الحرب....من هنا جاء عنوان القصّة "مرطّبات مرّة ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم الأستاذة مريم بغيبغ.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...