اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

لوحة الذّكريات _ قصة قصيرة | ياسمين الشامي


كانت تتصفح الإنترنت من جوالها للوصول لآخر الأخبار،تتفقد أحداث وطنها المنكوب…
شهداء الوطن ..صفحة تفتحها في اليوم ألف مرة تبحث عن أسماء من غابوا، وانقطعت أخبارهم من الأهل والأقارب.
كانت تقرأ وتترحم عليهم، فجأة استوقفها اسم شهيد توقفت معه برهة مديدة من الزمن… فمرّت أمامها قصة.…


كانت الصديقتان رمزاً للحبّ والوفاء في زمن أصبح الوفاء عملة نادرة
حتى جاء ذلك الصباح المدرسيّ المشؤوم الذي عكّر صفو سماء صداقتهن
- صباح الخير… لماذا تغيبتي عن الحصة الأولى ؟
سألت ليلى صديقتها سعاد
-لم أكن أنوي الحضور، لكنّي جئت لأعطيكِ هذه اللوحة فهي لكِ.
فتحتها ليلى والفضول ينهشها ياللروعة!! ماهذا الإبداع ؟متى؟ وكيف؟ شلال من الأسئلة طرحت على مسامع سعاد ، وكان وجهها مكفّهراً ولسانها يتلعثم بالإجابة. دقات قلبها تتسارع وهي تنظر في عينيها ، كانت وكأنها تتخبط في بحر من اللون الأسود .
هذه أنتِ أليس كذلك..
أنا، أنا … ياإلهي حتى الشامة التي في خدي الأيسر موجودة.. لكن من رسم هذه اللوحة؟!!
سألت ليلى
بتهكم ردت سعاد: أحقا لا تعلمين من رسمها؟… إنه حبيبكِ!!!
وقع الخبر على مسامعها كالصاعقة،
- حبيبيي !!!ماهذا الهراء؟ منذ متى أنا لدي حبيب؟
كفّي عن هذا الهراء ، ألا تكفّين؟ لقد فات على نيسان أكثر من شهر يافتاة ، قلبي الصغير لايحتمل هيا أجيبي
ياالله !! انظري يامجنونة توقيع محمد على اللوحة، تباً لشقاوتك، لماذا أعطيته صورتي ، سامحك الله .. لكن حقا إنها رائعة جداْ.. هل لي أن احتفظ بها..؟
ومن جوف الصمت سمعت ليلى تنهيدة تهز الجبال
رفعت رأسها رأتها بحالة سيئة
حشرج صدرها بالبكاء، وانهارت باكية، اختنقت الكلمات والعبرات وسكتت عن الكلام
ماذا هناك ؟ لماذا تبكين؟ أخبريني لماذا تصمتين ؟
هل هناك خطب ؟
ألقت اللوحة على الأرض وضمتها إلى صدرها
تمتمت سعاد ماذا أقول ؟ ماذا تريدين أن تسمعي؟ أنتِ من يجب أن تخبرني…
لماذا ه. ؟ لماذا محمد دون غيره ياليلى ؟ وأنتِ تعلمين كم أحبه ..
وضعت ليلى يدها على فمها وقالت: لها اصمتي واهدئي…
لا أفهم ما تقولين ..
اجلسي، أخبريني القصة بهدوء، فقلبي صار على الأرض، قولي، أسمعكِ .
-لقد جاء ليلة أمس يحمل بين يديه هدية، خلتُ أنها لي، فإذا هي لوحتگ في ذات اللحظة شكرته وحضنته وأنا في لحظة ذهول… اغتالني ألف سؤال كيف؟ ومتى، وأين" .. فأنتما لم تلتقيا قطّ
سألته: كيف رسمتها؟ ابتسم ، وقال لي : لماذا لاتسأليها هي؟ أليست أعزّ صديقاتك ؟..
تشاجرنا ، وقبل أن يغادر سرد لي قصتكما
لحظة أيةّ قصة؟ يامجنونة"! لايوجد بينا شيء أقسم لكِ بصداقتنا .. فأنتِ أعز صديقاتي وصندوق أسراري، ماهذا التخريف؟
ماذا أخبركِ ؟! هيا قولي بحق السماء
قبل أيام كنا نتجادل فأخبرني أنيّ مخدوعة بثقتي العمياء بكِ ، وهو يعرفك حق المعرفة، فقد كنتِ محبوبته السابقة، تتردين على مكان عمله كلما اتصل بكِ ، وتذهبان إلى الحديقة المجاورة وتجلسان سويا لساعات طويلة، لم أصدقه دافعت عنكِ حد الموت
كان يقول: كل الفتيات تتشابهن، لاتستثني ليلى، وكأنها من سلالة الأنبياء.،.. كان هناك صوت في داخلي يستمر بالدفاع عنكِ أمامه
حتى غادر وهو غاضب
نعم كنت دائما أقول له: ليلى ذكية جداً، واثقة من نفسها، قوية ،عندها قدرة على أن تكون بالمراكز القيادية ، أخت رجال عندها قدرة على تحكيم عقلها ، وبالوقت ذاته هي لطيفة جدا وطيبة، لكن طيبة بذكاء قد تخفي دائما جزءاً من شخصيتها كفتاة تتسم بالغموض لتستكشف دوافع أي شخص يود التقرب منها، ليست مغرورة كما تقول بعض الفتيات، هي
فتاة جميلة جدا ،وواثقة من نفسها في كل المواقف الشخصية والمهنية، وتستفيد من مهاراتها.
كان لايعجبه ماأقول، لا لم يكن يصدق ماأقوله عنكِ فوعدني أنه سيثبت لي أنكِ لستِ كما أصفُكِ،
وحين أحضر اللوحة، قال: اسألي مجنونتك: كيف رسمتها ؟..
كثرت التساؤلات في عقلي، وقد أحتار قلبي,
حاولت أن أكذب كلامه، لكن اللوحة كانت أمامي، أسمع منها ضحكتك، وألمح شقاوتك وخفة ظلك ، وكان في عيونها لمعة، حاولت قراءتها، تارة كنت أقرأ فيها الحب، وتارة كنت أقرأ قصة عن الخيانة… تهت ماعدت أستطيع أن أجمع أفكاري
كانت سعاد تسرد اختلاجات الظنون، وليلى ترتعد خوفا،ً ابتلعت ريقها بأنفاس متسارعة وجسدها يتصبب عرقا ،ويداها ترتجفان مما تسمعه...
كانت في صراع تنظر إلى اللوحة ترى نفسها، فتصدق ماتسمع، وحين تنظرإلى سعاد كانت تختنق من كم ّخيبتها الهائل بها .
- اصمتي، لا تكملي، تعالي معي هياااا ،سننهي هذه المهزلة الآن. قالت ليلى هذا وهي تمسگ بيدها، هيا خذيني إليه الآن ياسعاد..
كيف؟ لن نستطيع المغادرة الآن، وهو يكون في المحل، وثانيا كيف سنأخذ إذن مغادرة من المدرسة؟ فهل نسيتِ التعليمات الجديدة للإدارة؟
لننتظر إلى نهاية الدوام سأخذكِ إلى بيت عمتي(كان محمد حبيبها وابن عمتها)

- لا .الآن إلى مكان عمله، المكان الذي كنت أراوده فيه كما أخبركِ… قالت هذا ،وبركان قهرها يحرق أنفاسها
بالقفز من فوق سور المدرسة هربتا دون الاكتراث بعقوبة الهروب
كانت ليلى تخفي حزنها بابتسامة اللامبالاة، وهي تمسك بيد سعاد
تزفر خوفها بتنهيدة ارتياح مبعدة الأفكار السيئة عن رأسها أياً كان مايجري معهما: مادمت أمسك بيد سعاد فكل شيء سيكون بخير. فشحنت روحها ببقايا القوة التي بدأت تخور. وصلتا إلى المحلّ…
سألت سعاد عنه فأخبرها الصبي( شاب يعمل عند محمد) أنه مازال في البيت تأخر اليوم على غير عادته
صُدمت ليلى..ياإلهي سيطول الوقت على حزن سعاد..
- إذاً إلى بيت عمتك ياسعاد. بخطوات سريعة وطويلة وكأنهما تسابقان الزمن قبل أن يغادر محمد البيت..
أيّ شاب ستواجه؟ وأيةّ معركة تنتطرها ؟كانت تختلس النظر إلى سعاد ،لن تحتمل خسارتها ،هي توأم روحها كما يطلقون عليهما في المدرسة..

سعاد كانت مهزومة مكسورة وكأنها تصارع كابوساً، تهرع إلى عقلها تستجدي منه طوق نجاة.. لاتريد أن تخسر أحدا منهما.. هو حبيبا و هو لروحها الحياة .. ولاتريد أن تخسر ليلى ..فهي الوجه الآخر للحب..
وصلتا إلى البيت.. دخلت سعاد لتخبرهم بأنها في الخارج تنتظر
كانت دقائق قليلة في عقارب الزمن، لكنها روزنامة عمر في انتظار ليلى للمواجهة
خرجت امرأة في العقد الخامس من عمرها، لوحت لليلى وطلبت منها الدخول
أخذت نفساً عميقا بخطواتها الثابتة، والألم يعتصر قلبها، و نظرة الدهشة تتربع على عيونها السوداء، ألقت التحايا على الموجودين في وسط الدار.. كان أخو محمد وزوجته و وسعاد.. بحثت عيون ليلى عنه في أطراف المنزل فلم تجد له أثراً
ياإلهي هل تأخرنا فغادر؟
سؤال كانت تسأله لنفسها،
قطعت الأم سلسلة تهيؤاتها، وانفرجت شفتاها عن ضحكة خجولة قائلة: سامح الله سعاد، فقد تسرعت حين أخبرتك .
أهلا بحبيبة سعاد، هكذا رحبّ أخو محمد بها ، وملامح الغضب تعلو جبينه
فحضنت سعاد ليلى، وقالت: نعم هي حبيبتي وستبقى ..
طلبوا منها الجلوس واحتساء الشاي، وهم يقدمون لها الأعذار على ماحدث.
لم تقرأ المشهد بوضوح مازالت مذهولة، فراحت تنظر إليهم مدهوشة، تستجدي منهم المزيد من الإيضاح
سألت عنه ،فنادته الأم ، وهي تغلف خجلها بابتسامة مزيفة:
- أخرج عليگ الآمان.
فخرج محمد من حجرته يضحك متباهيا، ويظهر سروره وكأنه ملك يجلس على عرشه لأول مرة.
يضع يديه على رأسه:
- أنا قادم لكن ممنوع الضرب… قالها بسخرية يستجدي رضاسعاد،
اندهشت ليلى، وهو يبث شكواه من سعاد
كانت كل مساء تقضي السهرة بسرد انفرادكِ بكل شيء، وكم هي تحبكِ ،وأنكِ مختلفة عن الجميع،
شخصية مثيرة وجذابة ومحط تقدير واهتمام لها ...
نقضي ساعات وهي لاتتحدث إلا عنكِ
فبدأت الغيرة والوساوس تنهش قلبي وأفكاري..
وهي تزم شفتيها وتكظم غيض دهشتها لما سمعته ،قاطعته ليلى بسؤالها:
- واللوحة؟!!
نعم لم يحصل لي شرف لقائك، لكن رأيتك بعيون سعاد فرسمتك.... واليوم اكتشفت موهبة حبيبتي، كانت بارعة جداً في الوصف، فالصورة كانت طبق الأصل ..
تعالت الضحكات وحضن محمد سعاد ، ونثر زهر الياسمين في أحضان الصداقة من جديد..
وفجأة سقط الجوال من يدها… وتصلّب الدّمع في مقلتيها..
بعد أن تأكدت ليلى من الخبر، برؤية صورة محمد في صفحة شهداء الوطن
فأسرعت تسابق الذكريات ،ارتدت وشاحها الأبيض وجلبابها الأسود وذهبت لتقدم التعازي بزوج صديقتها ورسّامها

ياسمين الشامي

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...