أفلت في الليل نسيم من سجن الوحدة وراح يعبث بمياه الجدول جيئة وذهابا .... حين رأى وجها أصفر على صفحة الماء حاول جاهدا أن يقبض عليه .. أن يضمه .. وحين أعياه الأمر .. جمع أصدقاءه وأخذوا يرقصون جاعلين الماء يصدر لحنا آسرا هز سكون الليل ... وبدا كأنه شدو ناي حزين .. أو كصوت نحيب لقلب أسكره النوى .. ماعرفت العيون طعم الكرى ولا استكانت خطوة مقصوصة الجناح كسيرة .. في أمان دربها ... كم بعيد ايها القمر وكم قريب طيفك ..
ترنح النسيم وقد خلت السماء من النجوم .. عدا نجمة الصبح وحدها كانت تضيء كعينيها ... ينتشي النسيم لألقها فيسافر الى حقول الياسمين يجمع الأريج وينثرها على خطوات دروبها ..... عشتار هي من ارض الشام حبيسة .. لحضورها ابجدية خاصة . ماضمتها كلمات في وصف سحرها . وكم ابتهل القمر لو تصيبه من جمالها شذرات ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق