اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

سلمى و سالم _ حكايه - الجزء الثاني | جاد عبدالله


احبك و اعتذر لك عما أصابك .. .. و لكنني كذلك أخشى عليكِ من حياتي ... فأنا اخترت الكلام ... أرفض الصمت ... اخترت المقاومة ... و لن أعود للحياة الطبيعية.... اخترت أن أكون جزءا الوطن بدمي و روحي و لن اكون مجرد عدد فيه................... و لا اجد لرقتك في حياتي الصعبة مكان............. اعذريني.
كلمات كانت ثقيلة جدا على صدر سلمى ... قيود كبلت صوتها .. غابت الرؤية خلف ستار الدموع ... قبل يدها و غادر مسرعا ... سالم.

يعقوب يهرع الى دموع طفلته عله يفهم شيئا و ابو سالم يحاول اللحاق بولده... الفشل كان نصيب الصديقين.
تكاتفت مشاعر الخوف , الشوق , الحب, الكرامة, الثورة , انتصار للوطن دون بقاء في عيون سلمى... تكاتفت كلها تعتصر قلب سالم ... تحاصر روحه و تبني الف ستار و ستار في طريقه ... هنا يحتار و هنا يشتعل يحترق ... هو الوقود و هو النار.
دخل السوق .. حاول الا ينظر الى شيء .. أراد ان يشم عطرها في طريقه و لكن الصور كانت كثيرة و اقوى من سرعته ... صور من ذكريات قريبة تشبثت بمواقع بصره ... يمينا تارة و يسرى في الأخرى ... " آه لا اطيق لا اطيق " يصرخ .. تسمرت روحه في منتصف الطريق وما زال مسرعا يركض .. و تلافيف اللب تغط في سهوة ساعة و ساعة تفيق ... وصل المسجد الأقصى .. اخذ موقعه بين المرابطين .. وجد روحه تسبقه تعانق تكبيرات المصلين.
يهتف الله أكبر و قلبه كسجين في محاكم التفتيش الاسبانية تشده الخيل من طرفين يكاد يتمزق بين عشقيه .. ينظر الى الوجوه حوله فلا يراها ... تصرخ روحه كطفة عربية تحت مقصلة فرنسية.
هل تراها بخير ام اني اشقيتها؟ سؤال يدق قلبه كوتد الصلب في الأقبية الانجليزية ... و لا يملك له اجابة الا الألم.
دموع تسرق خروجها تهرب الى الخد وتخفيها بخفة يد رفها للدعاء الى الله رب البريه.
دموع الشوق الى سلمى ام دموع الغاز أطلقتها العصابات الصهيونية ام الم الهراوات تستنطق صرخات الضلوع .... هو الم في كل مكان ... هو الم يحمل ألف عنوان ... هو الم لم يحمله الجبل و يحمله الإنسان.
يعقوب في المشفى ما زال يراوغ الصمت و الدموع في كينونة سلمى .. يطارد بصرها الذي يعانق تلك الزاوية المظلمة في الغرفة.. دموعه غلبته فاستسلم لها و و اطلق قبلا ليدها ان يابنتي ارحمي ضعفي في حزني عليك و اخبريني ... ماذا يؤلمك؟ ماذا جرى ؟ اين ذهب؟ ... عبثا تلك الدموع تناجي خصوصا حين سرق النوم منه ما تبقى من تركيز سلمى.
ترك يعقوب المشفى متوجها الى بيت صديقه لعل سعيد يملك صورة واضحة لما حدث و لكن عبث ... سعيد قابع عند الباب يراقب الطريق ينتظر ولده.
تستيقظ سيدة هذه الرواية و في عينيها ابتسامة تلمع بقوة كمن وجد النجاة بعد الغرق .. تجهزت و انطلقت تغادر المشفى خلسة مسرعة تسلك خطواته تتمسك بعبقه تحملها بقايا روحه و ترسم لها خارطة الطريق دموعه ... حتى من بعيد رأته بين أيديهم يضربون و يضربون ويشتمون و يهينون شموخا يقاومهم فلا يركع, يزيدون و يكيلون العنف لا يخضع .. الدماء تلون الصورة فلم يعي الا و هي بينه و بينهم ... مخالب الذئاب تحاصرهم و الرصاص الحي علت اصواته ... حتى مات الأزيز في قلبها ... ففارقت روحه الحياة.
اعتقلوا جسده .. وعن جسدها اخذوه ... يظنون انهم ابعدوه ... و زنزانة الوحدة بلا روح اودعوه ... ترافقه دماؤه و دماؤها التي اختلطت .. توسد الجدار و كتب
سلمى يا حبيبتي
احببتك يا قطعه مني
يا ندى صبحي و قمر ليلي
احببت اشراقة شمسك في يومي
احببت همسك
في معزل حبنا
احببت قوة صرختك
برصاصهم وهرواتهم لا تأبهين
كأنك طفلة الامس في حديقة الزهر تلعبين.
احببتك انطقي فلست صمتك اطيق
همسي اصرخي و لكن لا تصمتي
حرك شفاهك بلا صوت اقبل
هيا يا حبيبتى الى اين تذهبين.
فلا الأقصى تحرر
لا الأسير تحرر و لا الشهيد عاد
لا الأرض عادت و لا المعتدي غادر فلسطين
انت ها انت غادرتني , و لكن فلتعلمي فقط الى حين.
احببتك و اعلمي انني على العهد والوعد باقي
و لن تلبثي حتى تستمتعي بلحاقي
فالشوق الى الفداء و الى رؤيتك اشتياقي.
احببتك يا شريكتي في كل حجر و زجاجة مولوتوف
يا صانعة المطر في زمن الخوف
احببتك يا أشرف من على الأرض
في زمن باتت فيه الخيانة دبلوماسية
التخاذل تكتيك
و البيع و الشراء شؤون سياسية.
احببتك و احتضن جسدك الطاهر
تلونه دماء الطهر ثورة في روحي ترسم
انا اليوم اقوى من كسرى و اعظم من قيصر
ان سيد في وطني و الوطن بعفة بناته لا يكسر.
..........
ويبقى سالم في زنزانته وحيداً بلا روح قد تركها هناك في البعيد تسكن جسد سلمى بانتظار أملٍ لا يجده قريب .
-----------------------------------------
نهاية القصة.
*************
جاد عبدالله

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...