... بعيون القلب نظرتُ في مرآتي الصقيلة، كنتُ أبحث عنك بلا هوادة. نجمت لي وجوه بلا عدّ... تأمّلتُها، تفحّصتُها، أصغيتُ إلى دبيبها وهمسها ولمزها... فركتُ عينيّ... أغمضتهما... فتّحتُهما... قرصتُ وجنتيّ... حدّقتُ في كلّ الوجوه... أكلتني الريبة.... صرختُ ملء حنجرتي... ابتلعتِ الأقنعةُ الصّدى، ثمّ تهاوت ! أفزعتني عتمة وجهك، بيْد أنّي ظللتُ أبحث عن نور عينيك فما ظفرتُ بغير مغارتين لوّثهما الطينُ ! كتمتُ فجيعتي
وتلوتُ الفاتحة وصوتٌ يصرخ بي: " لا تتّهمي مرآتك بالصّدإ، إنّما الصّدأ فيكم، فماذا بعد هذا العمى؟ ! "
صفيّة قم بن عبد الجليل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق