جلست قرب نهر الغواية أستحم بدم البشر و أرشف من شلال أوداجهم،فقدم الشيطان يترنم مترنحا و البسمة تعلو شاربه السمج،دنا مني و كأنه لا يعلم أنني من طين و أنه من نار،و أن ناره يمكنها أن تحرقني و أنا لا أملك في بوتقتي قطرة ماء أحسبها تنجيني من تحول صورتي كما أصله،تنحنح و استطرد:كيف حالك يا صديقي؟فقلت:و متى كان الانسان صديقا للشيطان؟فرد:منذ أن اتخذتم شاطئ الغواية عشقكم،و حملتم كؤوس دمائكم نبيذا تتلذذون به أنى شئتم.فقلت:أنت من جعلتنا نسبح في ذنوبنا يا هذا.فقال:بل أنتم من
اتخذتموني خليلا،فأنا بريء منكم يا معشر الإنس.و أردف:مشكلتكم أنكم تدعون العفاف في مجالسكم و في دياناتكم،فكم من مسوح رهبان لوثتم و كم من عباءة إمام دنستم،ترشدون إلى الحق الذي لم يعرف طريقا إلى صدوركم،و ليت شعري إن ضللتم سبيلي و اتبعتم ما تدعون،تعبدون أنفسكم و أموالكم و دنياكم و توهمون غيركم بالعبادة و الطاعة لربكم،و لعمرك يا إنسان ما ستعرف الراحة و السعادة،ما دمتم في نفاقكم تعبدوني و تمشون على نهجي،بئس المخلوق صرت بعدما فضلك الخالق و بئس ما تقترف أيديكم و تقولون أنه من صنع الشيطان،كنت أسمعه و أعرف أنه كان صادقا فيما قال و لكنني قلت:لا بل هذا من عند الشيطان.
بقلم الأديب:بن عمارة مصطفى خالد...تيارت/الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق