حين تآخى الجرحُ و الغرْبةُ بقلبي
حفرْتُ في عيونِ الشمْسِ حقلاً لقصيدة
تسْلخُ نورها كمنديل عزاء
و هيّأتُ لها على لساني سريراً من شهْدِ الكلامِ
شهدٌ من منْجمِ القصص الممزوج بماساتِ الشّروقِ
و شجرٌ من آمال تنام على وعْدِ المطرِ
تروادها خواطرُ نبضي كالفراشاتِ
لتعصفَ على مقلتي فجراً بديلاً
فلا أعيِ إلا ضفيرةً من دخان الصّبْرِ
تمتطي أيـّامي كغيمةٍ تطاردُ نبْعَ العطش
أهو الشّعْرُ يقتبسُ جذوةً من قلبٍ ميّت؟
يعيّدُ بقافية حلماً عجوز الرؤى
يدقُّ أجراسهُ بأحجيةِ المحالِ
فهل يصْلحُ الشّعْرُ هذا الغرُّ في الزّمنِ البليدِ؟
بشفاه قصيدة أضاءَ ذبولها طيشٌ
و أطفاه الوقار
وكأنني من بعد هذا العمر , أوقظ الموتى ..و أفتتح الحصونَ
و أمد أشرعة من بيادر اللقيا ..كي أبقى بموجة خضراء
لا تنام ما بين الحقيقة والقرار
يا قصيدتـي . . . . .
تعالي لقد أوْغلتِ في البئرِ المخيفِ
و لتصعدي نحوي.. إليَّ.. فالقلبُ الصّغيرُ
يترك همّهُ فرساً لديكِ
تعالي فهذا الليلُ يهدأُ فيكِ
أنهضُ في قدومكِ حينَ تكتملين في ثغري
و تكتحلين من عمري ...و تختبئين من خيطِ النّهارِ
تعالي . . . . . .
نعْشقُ مرّةً أخرى.... و نتعبُ مرّةً أخرى
فالعشْقُ أصْعبُ ما يكونُ
حين يموت شاعرٌ عطشاً من قصيدةٍ
تغمضُ عينيها
لتقولَ : دعني معلقةً في هدبِ الدّجى
الشاعر العربي الفلسطيني أحمد عبد الرّزّاق عموري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق