في ذاكَ المقهى المُرتشي
وفوقَ كُرسيٍّ مُرتجفٍ
عيدانُ القشِّ تُدغدِغُ
مؤخرةَ الرجُلِ المُصطنعة
فنجانٌ أجوفُ يُسدِلُ سِتارته
كأسُ شايٍ مازالَ على قيدِ الحياة
جريدةٌ ملآى بأكاذيبِ العصرِ
قلمٌ أسود ...
وورقة تحاولُ التخفّي
كانَ يجلِسُ خلفَ نظّارتهِ السَكْرَى
اِعتادَ الكذِبَ منْ آخرِ صفعة
هُناك وراءَ القُضبان
الكذِبُ لا يرحمُ
قالَ السجّان ...
دَاريْتُ نفسي كثيراً جداً
حتى الثمالةِ كنتُ أخشاهُ
لا ... لمْ أكنْ أخشاهُ
بلْ يُرعبني ذاكَ القلمُ الأسود
وصديقتهِ البيضاءَ ...
كمْ منْ طفلٍ أمسى بِلا مأوى
كمْ منْ أُنثى أصابتها سِهامُ ذاكَ الأبله
دونَ أنْ تعرِفهُ أو يعرِفُها
مُجردُ اسمٍ
ثُمَّ تَمتلئُ الورقةْ
وتُغادرْ ...
لعلَّهُ لا يعرِفُ اسمي
لعلّهُ نسي لقبي
( كنتُ أقولُ في سرّي )
فَجَّرَنْي ذاكَ الأحمقْ
رَبَتَ على كتفي
ماذا تشربْ !
قلبي تحوّلَ لِمطرقةٍ
ويداي ترتجفانِ
أُناظرِهُ منْ وراءِ عيوني
كانَ يكتِبُ شيئاً
يا الله ما عساهُ أنْ يكتبْ
منذُ دقائقَ بدأ باحتساءِ الخمرِ الأبيض
قَفَزتْ اِبتسامة صفراءَ
إلى صهوةِ ثغري
الورقةُ بيضاءَ
الخمرةُ بيضاءَ
تلكَ الرأسُ كُلّها بيضاءَ
لكنّ القلبُ أسودْ
كظلامِ يومٍ في أواخرِ شهرٍ قمريٍّ
ترنّحَ في جلستهِ العوجاءَ
قفزَ قلبي كالأرنبْ
ماذا عساهُ كَتَبَ
مازالَ يكتبْ ...
نَفثْتُ آخرَ رشفة
منْ سيجارة سوداءَ
خرجتْ معها بقايا أنفاسي
حملَ طاقيتَهُ البيضاءَ
والقلمَ الأسود
ذاكَ الرجلُ الأجردْ
هاجرَ منذُ لحظات
جريدة ... وورقة بيضاء
وبعضُ الخمرة ...
فوقَ طاولةِ التُهْمَةْ
وثبتُ إليها نهِماً
قرأتُ بعضَ سطورٍ سوداء
التقريرُ مازالَ لمْ يبدأ
كتبَ نُكتة ... وبيت شعرٍ
لمْ أفهمهُ ...
حتى في هذا تكذبْ
يا ذاكَ الرجلُ الأبلهْْ
كتبْتُ في أسفلِ ورقتِهِ
( رجاءً لا تكذِبْ )
فإنّكَ داءٌ ما منه شفاءُ
أسررتُ لذاتي
لا تغضب ... لا تغضب
رميتُ بالورقةْ على جثةِ جسدي ...
وغادرتُ مقهى الغُرباء ...
_____
وليد.ع.العايش
28 / 9 / 2016م
وفوقَ كُرسيٍّ مُرتجفٍ
عيدانُ القشِّ تُدغدِغُ
مؤخرةَ الرجُلِ المُصطنعة
فنجانٌ أجوفُ يُسدِلُ سِتارته
كأسُ شايٍ مازالَ على قيدِ الحياة
جريدةٌ ملآى بأكاذيبِ العصرِ
قلمٌ أسود ...
وورقة تحاولُ التخفّي
كانَ يجلِسُ خلفَ نظّارتهِ السَكْرَى
اِعتادَ الكذِبَ منْ آخرِ صفعة
هُناك وراءَ القُضبان
الكذِبُ لا يرحمُ
قالَ السجّان ...
دَاريْتُ نفسي كثيراً جداً
حتى الثمالةِ كنتُ أخشاهُ
لا ... لمْ أكنْ أخشاهُ
بلْ يُرعبني ذاكَ القلمُ الأسود
وصديقتهِ البيضاءَ ...
كمْ منْ طفلٍ أمسى بِلا مأوى
كمْ منْ أُنثى أصابتها سِهامُ ذاكَ الأبله
دونَ أنْ تعرِفهُ أو يعرِفُها
مُجردُ اسمٍ
ثُمَّ تَمتلئُ الورقةْ
وتُغادرْ ...
لعلَّهُ لا يعرِفُ اسمي
لعلّهُ نسي لقبي
( كنتُ أقولُ في سرّي )
فَجَّرَنْي ذاكَ الأحمقْ
رَبَتَ على كتفي
ماذا تشربْ !
قلبي تحوّلَ لِمطرقةٍ
ويداي ترتجفانِ
أُناظرِهُ منْ وراءِ عيوني
كانَ يكتِبُ شيئاً
يا الله ما عساهُ أنْ يكتبْ
منذُ دقائقَ بدأ باحتساءِ الخمرِ الأبيض
قَفَزتْ اِبتسامة صفراءَ
إلى صهوةِ ثغري
الورقةُ بيضاءَ
الخمرةُ بيضاءَ
تلكَ الرأسُ كُلّها بيضاءَ
لكنّ القلبُ أسودْ
كظلامِ يومٍ في أواخرِ شهرٍ قمريٍّ
ترنّحَ في جلستهِ العوجاءَ
قفزَ قلبي كالأرنبْ
ماذا عساهُ كَتَبَ
مازالَ يكتبْ ...
نَفثْتُ آخرَ رشفة
منْ سيجارة سوداءَ
خرجتْ معها بقايا أنفاسي
حملَ طاقيتَهُ البيضاءَ
والقلمَ الأسود
ذاكَ الرجلُ الأجردْ
هاجرَ منذُ لحظات
جريدة ... وورقة بيضاء
وبعضُ الخمرة ...
فوقَ طاولةِ التُهْمَةْ
وثبتُ إليها نهِماً
قرأتُ بعضَ سطورٍ سوداء
التقريرُ مازالَ لمْ يبدأ
كتبَ نُكتة ... وبيت شعرٍ
لمْ أفهمهُ ...
حتى في هذا تكذبْ
يا ذاكَ الرجلُ الأبلهْْ
كتبْتُ في أسفلِ ورقتِهِ
( رجاءً لا تكذِبْ )
فإنّكَ داءٌ ما منه شفاءُ
أسررتُ لذاتي
لا تغضب ... لا تغضب
رميتُ بالورقةْ على جثةِ جسدي ...
وغادرتُ مقهى الغُرباء ...
_____
وليد.ع.العايش
28 / 9 / 2016م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق