اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

الوالد ــ قصة قصيرة || خديجة حبيب السعدي

سيكون يوم غدٍ مشمساً. هذا ما قاله مقدِّم النشرة الجوية قبل قليل. في الصباح سأجلس على المقعد المقابل لنافذتي وأقرأ الصحف. ربما أتمشى قليلاً في الحديقة أو أتحدث إلى الرجل المسنّ الذي يجلس هناك كلّ يوم.
نهضتُ باكراً في الصباح على غير عادتي. شربتُ فنجان قهوتي، ارتديت ملابس خفيفة وخرجت على عجل، وكأني على موعد.


بعد أن ابتعتُ صحيفة اليوم، اتّخذتُ مكاني وسط المقعد الوحيد في الحديقة، والذي كان فارغاً. لم يكن الرجل المسنّ هناك. كان طعم القهوة لا يزال في فمي، والصحيفة في يدي لا تزال مطوية.

أخذتُ أجوب أرجاء الحديقة بنظري. كان ثلاثة رجال مسنّين يفترشون العشب ويتمتعون بدفء شمس ذلك اليوم الخريفي الجميل. ما تبقى من الحديقة كان يغرق في هدوء عذب.

لم يظهر رجل المقعد بعد. انتابني نوع من القلق الأمومي لغيابه وامتلأتُ برغبة غريبة لمعرفة السبب. أخذتُ أفتّش عنه في أرجاء الحديقة بنظري، علّي أراه منزوياً في ركن ما، لكن دون جدوى. لم يظهر العجوز المجهول في اليوم التالي أو الذي بعده.

بقيتُ مشغولة البال أراقب المقعد من نافذتي طوال فترات الصباح. بعد حوالي الأسبوع، لمحته من بعيد. كان يمشي بخطوات واهنة والتعب يبدو واضحاً على جسمه النحيل.

لم يكن يتجه إلى الحديقة فخفتُ أن أفقده إلى الأبد. هرولت إلى الأسفل ولحقت به. وقفت أمامه بعد دقائق لاهثة،

وبصعوبة سألت: “لماذا لم تعد تأتي إلى الحديقة في الصباح؟”
بدا الاستغراب على وجهه ولبرهة لم يعرف ما يقول.
“هل أعرفكِ؟ من أنتِ؟”
“آسفة. أنا أسكن قرب الحديقة التي كنت تقصدها صباح كلّ يوم. نافذة غرفتي تطلّ على المقعد الذي كنت تجلس عليه قبل أن تنقطع عن المجيء.” أشرقتْ أساريره.
“هلاّ ساعدتِني على عبور هذا الشارع المزدحم،” قال بإعياء.
“إلى أين أنت ذاهب؟” “إلى البيت؛ لقد تعبت من المشي.”
“إذن توعّك صحتك هو السبب في عدم مجيئك إلى الحديقة؟”
“أجل.إنها بعيدة عن بيتي بعض الشيء،” وأشار بيده إلى باب أزرق على الجانب الآخر من الشارع.
أخذ نفساً عميقاً ثم أضاف: “انظري إلى تلك النباتات على الشرفة.
حينما لا أستطيع المجيء إلى الحديقة، أجلس بجانبها. إنها جزء منّي.. لكنها بدأت تشيخ مثلي.”
“إذن نذهب سويّة ونعتني بها.” وامتدّت يدي اليمنى نحوه. “سأعدّ لك طعاماً لذيذاً وأنظّف الشقّة وأغسل ملابسك. سأهتمّ بك منذ الآن.”
ضحكَ ضحكة خفيفة للهفتي وسأل: “هل تعرفين من أنا؟”
“لا.”
“ربّما أشبه أحداً من أفراد عائلتكِ؟”
“أبداً.”
” ما سرّ كلّ هذا الاهتمام إذن؟”
مجرد تكرار رؤيتي لكَ وأنتَ جالس على المقعد المقابل لنافذتي فتوقعّتُ أن تكون وحيداً.. مثلي.”
” وماذا بعد؟”
” لا شيء. سوف أعتني بكَ وأهتّم بصحتكَ.”
“مقابل ماذا؟”
“دون مقابل. لتكن بمثابة والدي.”
“وأين والدكِ؟”
“خطفتهُ الحرب.”
لم ينبس بكلمة.
نظر إليّ بعينين حزينتين وصمتَ.
خِلتُ للحظة أنّه والدي فعلاً. أمسكت بيده وخطونا باتجاه البيت.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...