قال: تكاد شفتاك تلتصقان من الصمت ، مضى على جلوسنا هنا وقتاً ..ونحن السارقون لهذا الموعد كي نكون معا ،تكلمي حبيبتي ..جمالك يُسكتني فأبقى أتأمل وجهكِ لأتوه فيه..لكن مسحة الحزن وحسرة الهموم تقتلني،فأخبريني مابكِ؟
قالت:لم أعد أُطيق الحياة ففي كل مكان حوارات عقيمة ، و لا أحد يفهم ،الكل يثرثر.. يتلفت .. يصرخ،هل تظن ان بامكاننا ان نحلم بالحياة معاً؟
قال: هل تفكرين بادارة الكون ؟ من المحال ان تغيرين انسانا تمرد على عقله وقرر ان يستبيح ذاته فيصير حيوانا ينعم بالصراخ والأكل والشرب والتناسل.ارجوكِ دعينا ننعم ببعض الفرح انه مجرد لقاء بسيط انتظره كل اسبوع .
قالت: حبيبي كم احب ان اعيش معك لكنني أفكر كثيرا وأشعر بالموت يراودني ام ربما هي حالة فصام ، لماذا لا أستطيع ان احب الحياة .. رغم اني احبك واحلم بيوم يجمعني بك؟
قال: قباحة ظروفي هي من تؤجل الأمر عزيزتي ، انك في قمة العقل والطيبة تنظرين الى كل شيء من حولك باحساس انساني متناسية انك لاتمتلكين القدرة على التغيير ، حواراتك وحيدة تقتلها جدران الصمت فلا احد يسمعك ، حتى لاوجود لمعارضين لكِ.انه عالم قتال ونفاق ودفن للاحبة وفي كل مكان موتى بلا اكفان .
قالت:لكن نوافذ البيوت المتهدمة تبقى شاهدة رغم غياب الجدران.الانقاض تتحدث بحرية عن مَنْ دُفن تحتها.
قال: آه يالحظي السيء!
قالت: كرهتني ومللتني ،لن ألومك ان رحلت عني بلا عودة ، لا أنفع للحب وللحياة .
قال:عليكِ ان تعيشي على قدر ما تتحملين من اعباء وما تفكرين فيه غير منطقي ارجوك ِ..انني قلق عليكِ .
(نظرتْ اليه بحب وابتسمتْ .فزال عنه التوتر)
ابتسم قائلا : شكرا لكِ،وهكذا اريدكِ، ستتحسن الاحوال ،ألم تقرأي في التأريخ عن كل ماحصل في كل مكان من العالم على مدى العصور ،انها احداث مكررة وتنتهي دائما فدعينا نعيش ،لايدوم حال . اهتمي بنفسك.
قالت : ﻻبأس ان يظهر من يكتب لنا تاريخنا .. فبيوتنا كلها عورات، عزيزي ﻻحياة لمن تنادي..
فاشل هو التاريخ..فمن يكتبه عُبّاد الطواغيت.
قال: هاقد عُدنا ياويلي !!
اظن انني سازوركم مع اهلي قريبا جدا بل ربما اليوم لأنتهي من مواويل الهموم فتعسًا لظروفي التي هي ليست بأفضل مما ترين من حولك حتى جعلتكِ معقدة التفكير هكذا فحينها ستتكلمين عني فقط ..ها اتفقنا ؟ اليوم سآتي لخطبتك واتمام الامر..فلا تاريخ بعدها ولا جغرافية لقد امتلأت.
......
ابتهال خلف الخياط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق