اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

الوطن المستلب قراءة في المجموعة القصصية "خليلة خضرا" للقاصة المغربية فاتحة سعيد



عن دار الوطن، صدر للقاصة المغربية فاتحة سعيد أضمومة "خليلة خضرا" في ثلاثة وتسعين صفحة من الحجم المتوسط. وتتضمن، إضافة إلى الإهداء تسعة وعشرين نصا قصصيا. هذه النصوص ذات الحجم المتباين تقارب فيها الكاتبة قضايا اجتماعية وسياسية وعاطفية وإنسانية انطلاقا من زوايا مختلفة ورؤى متنوعة تتمثل في" 1. رؤية كاشفة: تسلط الضوء على هذه الظواهر وتبرز معالمها الواضحة والخفية دافعة بالمتلقي إلى الانفعال والتفاعل واتخاذ موقف إيجابي منها بعد أن يحصل لديه الوعي بها، إما انتقادا أو إذانة أو إبداء التعاطف معها. 2. رؤية جدلية: تخاطب الواقع وتحاوره، تطرح عليه الأسئلة الحارقة والمؤرقة وتبحث عن إجابات ـ إذا ما وجدت ـ انطلاقا من إدراك حقيقي بما حدث ويحدث وسيحدث. إنها رؤى تؤشر على حجم الاحباطات التي يعاني منها وعي الكاتبة وانكساراته باستثناء ومضات ناذرة لأمل يلوح سرابيا بين ثنايا حلم جميل بعيد المنال. في أضمومة "خليلة خضرا" نلتقي مع فواعل/شخصيات تقوم بالحدث أو يقع عليها أو تساهم في إحداثه، تنتمي لطبقات اجتماعية متباينة،
ومشارب ثقافية مختلفة، لها طموحاتها الخاصة وأسلوبها في الحياة ونظرتها المميزة لها..أما أفعال هذه الفواعل فيبررها وضعها الاجتماعي والنفسي والثقافي..ولأنه من العسير الاحاطة بكل القضايا التي تناولتها القاصة في أضمومتها، واستعراض كل النماذج الإنسانية التي شكلت جانبا من هموم الكاتبة فسنكتفي بالوقوف على تيمة يبدو أنها نالت الحظ الأوفر من اهتمام الكاتبة وهي "العلاقة بين الكاتبة والوطن" كاشفين عن طبيعة هذه العلاقة وتجلياتها من خلال أقوال وأفعال وعواطف الفواعل التي تجسدت فيها معاناة الكاتبة الآنية وتطلعاتها المستقبلية منفتحين في نفس الآن على عوالم أخرى في المجموعة القصصية متى اقتضت القراءة ذلك. تبدو العلاقة بين الكاتبة ـ ومن خلال الشخصيات ـ ووطنها متوترة جدا نتيجة الإحساس بالغربة في هذا الوطن الذي يغيبها ويضعف لديها حس الإنتماء، ويظهره حلما يصعب القبض عليه، إنه حلم مفقود..وتختلف المسافة التي تقيمها الكاتبة وشخصيات الأضمومة مع هذا الوطن باختلاف التجارب التي مرت بها، ومن تمة تختلف مواقفها وردود أفعالها ورؤاها منه. وفي هذا الإطار من التحليل سنتوقف عند بهض النماذج الدالة. منها: 1. جماعة ترى أن الوطن سماء متربة، وصحراء قاحلة ليس فيها غير القحط والخراب والدمار وتنتظر قدوم أعوام الخصب والعطاء، و"أن تلون عصافير القلب سماء الوطن بالخضرة" (ص 21).إنها تحمل رؤية متشائلة. 2. الساعون إلى استعادة الوطن المغيب، وتربط هذه العودة بهويتها الضائعة التي سرقها الخونة، ولا تملك من خيار " سوى الجري وراء لقمة العيش وسراب الحقوق الضائعة ومسابقة الزمن من أجل وطن حر وعيش كريم تكون فيه المواطنة كاملة" (ص 29) هذا ما جاء على لسان سندريلا وهي تجرب حذائها. 3. الحائرون بين الذهاب في اتجاه المعشوق أو المضي في طريق حب الوطن، هذه الحيرة قادتهم إلى الحلم بحب ضائع في وطن ضائع..وطن اعتقل في جيوب الجلادين والإقطاعيين وسماسرة الدم، ولم يتركوا للكادحين إلا المعاناة من أجل لقمة العيش في أرض ليست لهم، ويحلقون "بلا جناحين بحثا عن وطن مدفون بين الأوطان" (ص 81). 4. طلاب جامعيون معطلون يجربون جميع الوسائل المتاحة والممكنة من أجل أن يحيوا حياة كريمة. منهم من اختار حل الهجرة بعد أن أدار له وطنه وجهه، لكن سرعان ما يكتشفون الحقيقة المرة، وأن الحياة التي كانوا يحلمون بها مجرد وهم فيعودون إلى وطن الخيبات. ومنهم من اختار طريق النضالليجدوا أنفسهم رهن الاعتقال ويكتشفون " أن المواطن رخيص في وطنه" (ص 92). 5. ومنهم من يجد في أشيائه الحميمية ملاذا ومواسيا فيلجأ إليه للبوح والتشكي من جنون حب الوطن وهو يستعرض شريط معاناة الفقراء والأطفال والعمال والشباب والمرافق الاجتماعية المهدمة ومستشفيات بلا دواء ومدارس بلا علم. هذا ما تحدث به البطلة وسادتها. "أنا ووسادتي ص 77). 6. المعتقلون السياسيون الذين زُج بهم في السجون وتعرضوا لشتى أنواع التعذيب ففقدوا إنسانيتهم فتحولوا إلى أجساد متخشبة، أموات بين الأحياء. لقد تم إخصاؤهم بطريقة ما فما عادوا يشعرون بشهوة العشق. لقد عجز الحب على إنقاذهم. إنهم في حكم العدم. حدث كل هذا جراء "قسوة ليالي المعتقل الطويلة وجلسات التعذيب وبين سين وجيم وإهانات الحراس وجوع الأوطان ووجع البعد عن حنان الأهل والأحباب" (ص 12). 7. النساء اللواتي يرفضن أن يكن مجرد بيدق فوق رقعة شطرنج السياسة خصوصا فيما يتعلق بالانتخابات التي تتخذ واجهة مزيفة لتبرير شرعية مشكوك فيها. فالانتخابات لا تفرز إلا الفاسدين والمفسدين الذين لا يعرفون من كلمة الوطن إلا الاسم. هؤلاء النسوة يُدنّ كل الأفكار والأحكام المسبقة التي ترى في المرأة " نصف مواطنة ودين وإرث" (ص 35). ويقررن النضال من أجل حقوق المستضعفين في الوطن ويرفضن أن ينخرطن في كل ما من شأنه ان يتاجر بحقوقهن. تلك بعض النماذج التي تقدم لنا جانبا من طبيعة العلاقة التي تقيمها الكاتبة وشخوصها القصصية مع وطنها، وانطلاقا من هذه العلاقة تعبر عن مواقفها ورؤيتها اتجاه هذا الوطن. عموما تتجاور الموت والحياة في الأضمومة في صراعهما الأبدي، ومع إطلالة الموت تعلن الحياة عن حضورها صامدة تقاوم التلاشي. وبين طيات هذه الثنائية نجد الحب والكره، الخير والشر، الظلم والعدل، الوفاء والغدر، الإخلاص والخيانة، الأمل والألم... قيم تتنافس وتتصارع في فضاء النصوص التي تعلي من القيم الإيجابيةباعتبارها قيما إنسانية عالية هي التي تمدنا بالحلم للعيش في وطن أكثر أمنا وعدلا وإنسانية. لقد صاغت القاصة تجربتها موظفة إمكانيات فنية وتقنية ساهمت في خلق عوالم يتجاور فيها المفيد بالممتع. لقد انتقت لغة شاعرية انزياحية وإيحائية توحي بالمعنى ولا تدل عليه إلا إشارة أو رمزا أو إيماء مستعينة بالمجاز والاستعارة والتمثيل، تقول على لسان رجل غزاوي (نسبة إلى غزة) يتحدث عن علاقته بابنته: "في سماء غزة لمحت وجه ابنتي في القارات البعيدة، في عقيق البحر، كنز من الإشراق يجتاز المدى. حين كنت أراها أهدي أغاني قلبي للرعاة، وأجرد ساعدي الواهن لكي أعيد ترتيب الحياة" (ص 63). إلى جانب هذه اللغة الرومانسية الحالمة تحضر لغة تقريرية مباشرة تسمي الشياء بأسمائه، فوظفت معجما جافا تطبعه القسوة والعنف والتحدي والاحتجاج. تقول: "الزنازين مكدسة بكتل تعكس عذاباتها، فهي جحيم أرضي يحترق بناره كل من يقبع فيها، يقتاتون على الموت ويتجرعون الدموع المالحة جرعة جرعة. حيز ضيق تترعرع فيه أشكال من القمل والبراغيث.." (ص 38). إضافة إلى ارتباط المجموعة القصصية بالواقع فإنها انفتحت على التراث الثقافي الوطني الشعبي في بعده الرمزي والعربي والعالمي، فاستحضرت ـ على سبيل التمثيل وليس الحصر ـ بماركس وجبران خليل جبران وألف ليلة وليلة، وابن حزم وعيشة قنديشة وبغلة القبور..مما يعكس ثقافة متنوعة للكاتبة. وتمثل قصة "خليلة خضرا" نموذجا امتزج فيها التاريخي بالواقعي والأسطوري.. آمل من هذه المقاربة أن أكون قد أضأت جانبا من تجربة القاصة فاتحة سعيد وفتحت شهية القراء لخوض تجربة القراءة بأنفسهم. المصطفى فرحات

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...