اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

بائع الجوافة | قصة قصيرة ...*دعاء عبدالمنعم


⏪⏬
“بكّري عشان ربنا يبارك لنا”، كانت تلك نصيحة “مدام إلهام” صاحبة محل مستحضرات التجميل الذي أعمل به، حتى تزداد مبيعاتنا، وتزداد بالتالي -على حد قولها- نسبتي من الربح.

كانت سيدة غريبة الأطوار، تهاتفني في السادسة صباحًا حتى أستيقظ، ثم تُرسِلُ لي أدعيةً بصوت شيخٍ غير معروف، وتطلب مني أن أقوم بتشغيلها فور أن أقوم بفتح المحل.

“من هذه التي ستستيقظ لتشتري روچ في السابعة صباحًا يا مدام إلهام!” بالطبع لم أستطِع أن أُخبرها بذلك؛ فأنا أعمل معها منذ شهرين فقط.، لا أُخفي أنني أحب المكوث في العمل أطول وقتٍ ممكن؛ فليس لدينا في المنزل مبرد للهواء!

ارتديت ملابسي، ووضعت أحمر الشفاه الوردي الذي أهدتني إياه “مدام إلهام” بعد أن كسرته إحدى العميلات. أخذتُ قداحة أخي، أشعلتها، ولففت النار حول أحمر الشفاه، فالتَأم جرحه، وصار كالجديد تمامًا، حيلةٌ قد رأيتُها سابقًا في إحدى الفيديوهات على الإنترنت. أخذت فطوري الذي أعدته أمي وذهبت إلى العمل.

كان يومًا عاديًا، بخلاف الجَمع الذي تحلّق حول “تروسيكل” يقوده شابٌ في مطلع العشرينات، يبيع الجوافة القشطة “بعشرة جنيه الكيلو يا مدام، الاتنين كيلو بعشرين جنيه، يا معسلة يا جوافة”، هكذا أخذ يصيح وتتجمع النساء حوله أكثر وأكثر.

بحلول العاشرة، كان قد انتهى بائع الجوافة من بيع بضاعته. كنتُ أتابعه باهتمامٍ غريب، هذا الشاب يمتلك شيئًا يجذبك رغم هيئته الرثة. كان يرتدي بنطالًا مُرقّعًا من القماش، وقميصًا مفتوحًا فوق تيشيرت ساده، وتفترش وجهه بقعٌ سوداء من أثر الشمس والحرارة.

انتهى بائع الجوافة من رص الأقفاص الخشبية والقُفف الجريدية؛ التي كان يضع بها الجوافة داخل بعضها. ركب “التروسيكل” ووقف به تمامًا أمام المحل، ثم دخل. طلب مني زجاجتين من المانيكير، وقلم تحديد للعيون، ومصحح للحواجب.

وأخبرني أنه يشتريها لأخته الصغيرة؛ فقد أوصته أن يشتري لها هذه الأشياء التي لا يفهمها؛ لأن ما لديها قد نفد، وغدًا أول أيامها في الجامعة، وقد سُرّ لأنه رأى محلنا مفتوحًا؛ فمحلات مستحضرات التجميل لا تفتح -عادةً- في هذه الأوقات الباكرة.

في اليوم التالي، فتحت المحل في السابعة كما أوصتني “المدام”.

نثرت معطر الجو في الهواء، بعد أن قمت بكنس الأرض، وتنظيف الزجاج. وجلست أرقب المارة.
أتى بائع الجوافة باكرًا اليوم، وانتهى من بيع جوافته، وغادر مُخلِّفًا وراءه هدوءًا لذيذًا.

بنهاية الأسبوع بدأ يخفت نجمه، ولم تعد النساء تتحلق حوله كالأيام السابقة، ظللت أراقبه، وأراه يرص جوافته في تناسقٍ بديع. القفص الخشبي ممتلئ عن آخره، ويرص فوقه الجوافة على شكل هرم، يضع كمية فوق القفص، ثم تتناقص الأعداد في كل صف، وصولًا إلى واحدة تتربع على عرش القمة. وقبل أن يضع الواحدة في الصف، يقوم بمسحها بقميصه الذي أصبح خرقة بالية من الطين. لا أهتم عادة بالباعة المتجولين فما أكثرهم، وأردت أن أتوقف عن متابعة هذا الشاب، الذي لا أعرف حتى اسمه، لكنني لم أستطع.

بعد أن يبيع بعض الجوافة، يعيد رصها من جديد، دون كلل أو ملل.

وفي نهاية اليوم، يقود التروسيكل عائدًا إلى منزله. ظل على هذا الحال ما يقارب الشهر.

أنا لا أحب الجوافة، لماذا ذهبت لأشتري منه؟!

– عاوزة نص كيلو جوافة، ونقيها لي على ذوقك.

– ماتاخدي كيلو إلا ربع بخمسة، الجوافة رخيصة النهاردة، وبكرة هاتيجي تشتري مني بعشرة. يكون في علمك، دي جوافة أرضنا، مالهاش زي يعني.

مزحة ثقيلة الظل -إن خرجت من بائع آخر- لكنني ضحكتُ حتى خجل من ارتفاع صوت ضحكتي.

– لعلمك أنا مابحبش الجوافة، بس أما نشوف جوافتك اللي مالهاش زي دي.

– هو حد ما يحبش الجوافة يا أبلة! دي قشطة.

– هنشوف.

عدت إلى المحل وأكلت الجوافة، وأكلت الجوافة، كلها!

لقد كان محقًا!

لقد التهمتها كلها، دفعة واحدة!

لم أدرِ هل أكلتها لأنني أحببتها أم أحببت صاحبها!

ماذا؟ صاحبها؟

ماذا سأقول لصديقاتي؟ أحب بائع جوافة؟ سأصبح مثار سخريتهم إلى أن يشاء الله.

لا لا! لا يمكن أن يُعقل هذا.

في اليوم التالي وجدتني أندفع بغير إرادة مني إلى شراء المزيد من الجوافة. فقط لأتحدث إليه؛ فصوته يفعل شيئًا بقلبي، لا أستطيع أن أصفه!

ظللنا على هذا الحال.

هو يشتري مستحضرات التجميل إلى أخته متى احتاجتها، وزادت حاجتها مؤخرًا!

وأنا أشتري الجوافة التي أدمنتها.

شهر نتبادل فيه الحديث القصير الجميل المقتضب، وكأننا نستقطع وقتًا من العالم لنا، لنا فقط..

– نقي لي وحياة أبوك تلاتة كيلو جوافة أحسن حكيت لماما عنها وقالت لي هاتيها أما أجربها، وأنت بتعرف تنقي الجوافة أوي بصراحة.

– مش الجوافة بس وغلاوتك.

قالها واحمرت وجنتاه -كانت المرة الأولى التي أرى فيها شابًا يحمر وجهه عند الحديث لفتاة! ثم حدث ما كنت أقرأه في الروايات! خيّم علينا صمتٌ محرج، لم يقطعه سوى قوله: “دول التلاتة كيلو للحاجة، ودول بقى نص كيلو، طبعا عارفة علشان مين، النص كيلو دا بقى بره الحساب، تقدري تعتبريه تذكار مني؛ لأن دي آخر جوافة السنة دي، وماعدتش…..”
لم أسمع ما قاله بعد ذلك.
-
*دعاء عبدالمنعم

مرت ثلاثة أشهر، ومدام إلهام تتصل بي أسبوعيًا؛ لتعرف مني لماذا تركت العمل، كانت تقول كل مرة أنني أزورها في المنام، وأصرخ فيها أنّها ظلمتني، قالت كذلك: أنها المرة الأخيرة التي تهاتفني فيها، فهي تريد أن تعوضني عن ذلك؛ حتى لا أقتص منها يوم القيامة. فأخبرتها أنني أحببت الجوافة.. كثيرًا. لكنها لم تفهم، وأغلقت الخط!


ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...