⏪⏬" عمر وعبد الله " الحزن الذي لا ينسى
كانت تلك زيارته قبل الأخيرة ، كان في عقده السادس وقد داهمه المرض وضعف البصر ،
كادت سيجارته تلسعني وهو مستلقٍ يضع رأسه بين احضاني ويحدثني وعيناه تحدقان في السقف وكانت المرة الاولى التي يتحدث فيها بهذا الأسلوب ،وهو المشاكس الضاحك والعابث منذ طفولته حتى المشيب .
كلماته خرجت بصعوبة من شدة الحزن والاختناق وكأن ما حدث قبل خمسة عقود يحدث الآن ،
("توسلت له وعفرت التراب على رأسي كي يعفوا عنه ولكنه استمر في صب الكاز على جسده وقام باشعال النار فيه" )....
كانت معتادة على الذهاب للاطمئنان على احوال والدها الشيخ في مدينة بعيدة عنا تستغرق ساعات ذهاباً واياباً مما جعلها تبيت ليليتين او اكثر وتعود على عجل من امرها كونها تترك خلفها كومة صغار ومزرعة دواجن وحيوانات بالإضافة إلى المزروعات الكثيرة واهم امر كان يقلقها هو طابون الخبز الذي يجب ان يبقى عامراً بالجمر طيلة ايام العام و كلما ذهبت لزيارة والدها المُسِّن تنبهنا و توصينا دوماً لا تنسوا الماء للدجاج وعشاء الكلب قبل ان توصينا بالاعتناء بانفسنا واخواننا الصغار ،
هذا الموروث الدافىء والحِمل الثقيل تغلغل في ارواحنا منذ الطفولة وكبرنا وكبر معنا ،
اكبرهم كان عمر الطفل الشقي الحارس الشخصي للبيت ومحتوياته ورفيق والدته الحنون ، ورغم صغر سنه لم يرق له المكوث في البيت بل كان يخرج الى الجبال والوديان ويكتشف الطبيعة بمزاجة يراقب الطيور والحيوانات والصخور والأشجار ويبحث عن كل ما هو غريب وجديد عليه ؛ وحدث مرة ان ترك والدته تجلس وامامها اوعية كبيرة لنقع أكوام الغسيل المكدسة التي كانت تنظفها بالأيدي في كل يوم ،العائلة كبيرة ؛ غافلها عمر وهرب تجاه الجبل والمغاور ولم تفتقد غيابه لانشغالاتها واعتقدت بأنه نائم او يحفر في التراب ويجمع الأكوام الصغيرة يبني بها بيوت وأسوار ويعود لهدمها بأقدامه الحافية ولطالما أغضبها اتساخ ملابسه وهيئته ، قبل العصر عاد عمر الصغير للبيت وكان يحمل بين احضانة جمجمة لقتيل او جندي مدفون في مغارة في بطن الجبل مما اثار مخاوفها عليه ولم يكن قد اتم عامه الثالث ولطالما قامت بربط قدمه بالحبل كي لا يغادر فناء البيت أثناء انشغالها في اعمال المزرعة ،
عندما بلغ العام الخامس من العمر تركهم الوالد قاصداً العمل في مدينة بعيدة يبيت فيها أشهر عديدة فقام جده لابيه بطرد والدته من البيت ليلاً بسبب صراخ طفلها الصغير مما جعلها تبيت وطفلها في العراء ليلة كاملة حيث الخوف والبرد في هذه البقعة الجبلية النائية التي تخلو من السكان ، انتظر عمر حتى غرق جده في النوم و ذهب في عتمة الليل يبحث عن أمه يناديها في وحشة الظلام بين الصخور والحجارة التي تعثر بها وعندما استجابت لنداء صوته اقترب منها يتأتىء ويرتجف قائلاً : أمي لا تخافي يا أمي لقد نام جدي و احضرت لك بطانية ورغيف خبز وسأبقى احرسك حتى الصباح ونعود سوياً للبيت لن يؤذك أحد ،
حب عمر للطبيعة والحيوانات والطيور ازداد كلما تقدم به العمر وأخذ يقضي يومه في صنع الشباك والأقفاص للطيور والعصافير التي يصطادها بمساعدة ابن جيرانه رفيقه عبد الله الذي يكبره بثمانية أعوام ،عبد الله يعيش في بيتٍ واسعٍ يَتكوّن من طبقتين يفصله سلم حجري طويل عن بيت عمومته الملاصق لهم، هذه العائلة الممتدة الكبيرة ذات شأن ورفعة بين الناس ومنزلهم الأنيق محاذي للطريق المسفلت العام ،
حُب عمر للعصافير وتعلقه بها جعله يتمكن من تقليد اصوات زقزقتها وتغاريدها ويحدّثها صباحاً ومساءً مما اثار انتباه رفيقه لهذا الصنيع الجميل والهواية المسلية ليشاركه متعة اقتناء الطيور ، وكان عمر يحافظ على الاقفاص يضعها تبيت في غرفته في الليل خوفاً من اعتداء القطط عليها او تسلل افعى من الحقول المجاورة اثناء الليل ،
، بالاضافة الى تربية الكلاب والاعتناء بها وكانت فرحته شديدة عندما انجبت الكلبة الكبيرة ثلاثة جراء مات اثنان منهم وبقي واحد تولى عمر رعايته يطعمه ويداعبه ويلعب معه بعد عودته وعبدالله من المدرسة وقبل خروجهم في رحلات الصيد العديدة خاصة أيام العطل الأسبوعية ، وذات يوم اختلف عمر وعبدالله اثناء الصيد على عدد العصافير واقتسامها مما جعل عبد الله يترك الوادي والعودة للبيت في غير موعده ،
استغربت الوالدة عودة عبد الله وتأخر عمر فاخبرها عبد الله انه سيعود ويلحق به بعد أن يتناول الطعام ويحمل الماء لرفيقه في الوادي ،
غافلها عبد الله واراد ان ينتقم من رفيقه ولم يذهب لبيتهم بل التف الى الفناء في المكان المخصص للجرو الصغير وحمله وكانت هناك بعض العبوات الصغيرة التي تحتوي على الكاز كانوا يستخدمونها لإشعال القناديل الصغيرة وبوابير الطبخ واشعال الحطب ، سرق عبد الله الجرو وعبوة الكاز قاصداً الطريق الترابي المؤدي لمنزلهم كي يختبىء عن الانظار وفي هذه الأثناء كان عمر عائداً وبحوزته الشباك والاقفاص والعصافير التي اصطادها من مروج الوادي وعندما شاهد رفيقه يحمل الجرو الصغير ويبتعد القى ما معه على الارض ولحقه مسرعاً ينادي بصوت متعب
قف يا عبد الله لماذا تأخذ الكلب الصغير أعده إليّ ولكن عبد الله لم يابه له ابتعد أكثر وأكثر وعمر يركض ويركض وقبل أن يصل إليه
كان عبد الله قد أفرغ عبوة الكاز على رأس الجرو الصغير وأشعل فيه النار حتى احترق ومات ،
جن جنون عمر وبكى بكاء تتزلزل له الارض والسماء حتى سمعت والدته الصراخ وأسرعت لتعرف الأمر ولكنها انصعقت أكثر وبكت حزناً على الجرو وعلى ابنها الصغير ،
مضت سنوات وسنوات كبر الرفيقان ولكن عمر لم يَعد يحدّث رفيقه ولا يشاركه اللعب والدراسة حتى اسمه لم يعد يردده ولا يطيق سماعه وكأنه لم يكن يوماً رفيقاً له وافترقا للأبد .
توالت السنوات وهما على تلك الحال من القطيعة بالرغم من اعتذار عبد الله لوالديّ عمر أكثر من مرة كون العائلتين على علاقة جيدة بحكم الجيرة وقلة عدد السكان ،
ولكن دون جدوى .
و بالرغم من السيرة الحسنة التي تمتع بها عبد الله مع تقدم العمر وتبدل الأحوال فهذا هو الشاب الهادىء المجتهد دمث الخلق حظي بعمل جيد وسمعة طيبة وجمع المال واتصف بتعامله اللطيف مع كل من عرفه ،
مضى على الحادثة خمسة عشر عاماً ولم تُغيّر من موقف عمر شيئاً ،
كبر الصغار جميعاً ونضجت الفتيات تحديداً اكبرهن ذات البشرة البيضاء الهادئة الرقيقة المطيعة كان يراقبها أثناء ذهابها وعودتها للمدرسة بصحبة شقيقاته وبنات عمومته ،
تقدم عبد الله لخطبة شقيقة عمر وتمت موافقة الأهل ولكن عمر رفض بشدة وعمل على انهاء الاتفاق بكل قوته ،
ابتلع ريقه وتنهد وأنا انظر لتقاسيم وجهه وبشرته التي غدت صفراء من المرض والحزن بعد ان تركته زوجته الأوروبية وذَهَْبت الى حيث لا يعلم وانقطعت أخبارها ،
سألته عن سبب رفضه لهذا الزواج روى لي القصة كما حدثتني بها والدتي ....
"لقد توسلت له ولطمت وجهي وعفرت رأسي بالتراب صرخت وبكيت ولكن عبد الله استمر في صب الكاز على الجرو واحرقه امام عينيّ "لقد أحرق كلبي الصغير"
إنه الحزن الذي لا ينسى
مَسَحتُ دموعه وبقيت دموعي ،
كَتَبتُ القصة بعد ما ارسلت لي زوجته طلب صداقة في موقع التواصل وسالتني عن عمر فأخبرتها ان شقيقي توفي منذ اربعة أعوام ، صمتت ولم ترسل شيئاً بعدها .
*مريم حوامدة
كانت تلك زيارته قبل الأخيرة ، كان في عقده السادس وقد داهمه المرض وضعف البصر ،
كادت سيجارته تلسعني وهو مستلقٍ يضع رأسه بين احضاني ويحدثني وعيناه تحدقان في السقف وكانت المرة الاولى التي يتحدث فيها بهذا الأسلوب ،وهو المشاكس الضاحك والعابث منذ طفولته حتى المشيب .
كلماته خرجت بصعوبة من شدة الحزن والاختناق وكأن ما حدث قبل خمسة عقود يحدث الآن ،
("توسلت له وعفرت التراب على رأسي كي يعفوا عنه ولكنه استمر في صب الكاز على جسده وقام باشعال النار فيه" )....
كانت معتادة على الذهاب للاطمئنان على احوال والدها الشيخ في مدينة بعيدة عنا تستغرق ساعات ذهاباً واياباً مما جعلها تبيت ليليتين او اكثر وتعود على عجل من امرها كونها تترك خلفها كومة صغار ومزرعة دواجن وحيوانات بالإضافة إلى المزروعات الكثيرة واهم امر كان يقلقها هو طابون الخبز الذي يجب ان يبقى عامراً بالجمر طيلة ايام العام و كلما ذهبت لزيارة والدها المُسِّن تنبهنا و توصينا دوماً لا تنسوا الماء للدجاج وعشاء الكلب قبل ان توصينا بالاعتناء بانفسنا واخواننا الصغار ،
هذا الموروث الدافىء والحِمل الثقيل تغلغل في ارواحنا منذ الطفولة وكبرنا وكبر معنا ،
اكبرهم كان عمر الطفل الشقي الحارس الشخصي للبيت ومحتوياته ورفيق والدته الحنون ، ورغم صغر سنه لم يرق له المكوث في البيت بل كان يخرج الى الجبال والوديان ويكتشف الطبيعة بمزاجة يراقب الطيور والحيوانات والصخور والأشجار ويبحث عن كل ما هو غريب وجديد عليه ؛ وحدث مرة ان ترك والدته تجلس وامامها اوعية كبيرة لنقع أكوام الغسيل المكدسة التي كانت تنظفها بالأيدي في كل يوم ،العائلة كبيرة ؛ غافلها عمر وهرب تجاه الجبل والمغاور ولم تفتقد غيابه لانشغالاتها واعتقدت بأنه نائم او يحفر في التراب ويجمع الأكوام الصغيرة يبني بها بيوت وأسوار ويعود لهدمها بأقدامه الحافية ولطالما أغضبها اتساخ ملابسه وهيئته ، قبل العصر عاد عمر الصغير للبيت وكان يحمل بين احضانة جمجمة لقتيل او جندي مدفون في مغارة في بطن الجبل مما اثار مخاوفها عليه ولم يكن قد اتم عامه الثالث ولطالما قامت بربط قدمه بالحبل كي لا يغادر فناء البيت أثناء انشغالها في اعمال المزرعة ،
عندما بلغ العام الخامس من العمر تركهم الوالد قاصداً العمل في مدينة بعيدة يبيت فيها أشهر عديدة فقام جده لابيه بطرد والدته من البيت ليلاً بسبب صراخ طفلها الصغير مما جعلها تبيت وطفلها في العراء ليلة كاملة حيث الخوف والبرد في هذه البقعة الجبلية النائية التي تخلو من السكان ، انتظر عمر حتى غرق جده في النوم و ذهب في عتمة الليل يبحث عن أمه يناديها في وحشة الظلام بين الصخور والحجارة التي تعثر بها وعندما استجابت لنداء صوته اقترب منها يتأتىء ويرتجف قائلاً : أمي لا تخافي يا أمي لقد نام جدي و احضرت لك بطانية ورغيف خبز وسأبقى احرسك حتى الصباح ونعود سوياً للبيت لن يؤذك أحد ،
حب عمر للطبيعة والحيوانات والطيور ازداد كلما تقدم به العمر وأخذ يقضي يومه في صنع الشباك والأقفاص للطيور والعصافير التي يصطادها بمساعدة ابن جيرانه رفيقه عبد الله الذي يكبره بثمانية أعوام ،عبد الله يعيش في بيتٍ واسعٍ يَتكوّن من طبقتين يفصله سلم حجري طويل عن بيت عمومته الملاصق لهم، هذه العائلة الممتدة الكبيرة ذات شأن ورفعة بين الناس ومنزلهم الأنيق محاذي للطريق المسفلت العام ،
حُب عمر للعصافير وتعلقه بها جعله يتمكن من تقليد اصوات زقزقتها وتغاريدها ويحدّثها صباحاً ومساءً مما اثار انتباه رفيقه لهذا الصنيع الجميل والهواية المسلية ليشاركه متعة اقتناء الطيور ، وكان عمر يحافظ على الاقفاص يضعها تبيت في غرفته في الليل خوفاً من اعتداء القطط عليها او تسلل افعى من الحقول المجاورة اثناء الليل ،
، بالاضافة الى تربية الكلاب والاعتناء بها وكانت فرحته شديدة عندما انجبت الكلبة الكبيرة ثلاثة جراء مات اثنان منهم وبقي واحد تولى عمر رعايته يطعمه ويداعبه ويلعب معه بعد عودته وعبدالله من المدرسة وقبل خروجهم في رحلات الصيد العديدة خاصة أيام العطل الأسبوعية ، وذات يوم اختلف عمر وعبدالله اثناء الصيد على عدد العصافير واقتسامها مما جعل عبد الله يترك الوادي والعودة للبيت في غير موعده ،
استغربت الوالدة عودة عبد الله وتأخر عمر فاخبرها عبد الله انه سيعود ويلحق به بعد أن يتناول الطعام ويحمل الماء لرفيقه في الوادي ،
غافلها عبد الله واراد ان ينتقم من رفيقه ولم يذهب لبيتهم بل التف الى الفناء في المكان المخصص للجرو الصغير وحمله وكانت هناك بعض العبوات الصغيرة التي تحتوي على الكاز كانوا يستخدمونها لإشعال القناديل الصغيرة وبوابير الطبخ واشعال الحطب ، سرق عبد الله الجرو وعبوة الكاز قاصداً الطريق الترابي المؤدي لمنزلهم كي يختبىء عن الانظار وفي هذه الأثناء كان عمر عائداً وبحوزته الشباك والاقفاص والعصافير التي اصطادها من مروج الوادي وعندما شاهد رفيقه يحمل الجرو الصغير ويبتعد القى ما معه على الارض ولحقه مسرعاً ينادي بصوت متعب
قف يا عبد الله لماذا تأخذ الكلب الصغير أعده إليّ ولكن عبد الله لم يابه له ابتعد أكثر وأكثر وعمر يركض ويركض وقبل أن يصل إليه
كان عبد الله قد أفرغ عبوة الكاز على رأس الجرو الصغير وأشعل فيه النار حتى احترق ومات ،
جن جنون عمر وبكى بكاء تتزلزل له الارض والسماء حتى سمعت والدته الصراخ وأسرعت لتعرف الأمر ولكنها انصعقت أكثر وبكت حزناً على الجرو وعلى ابنها الصغير ،
مضت سنوات وسنوات كبر الرفيقان ولكن عمر لم يَعد يحدّث رفيقه ولا يشاركه اللعب والدراسة حتى اسمه لم يعد يردده ولا يطيق سماعه وكأنه لم يكن يوماً رفيقاً له وافترقا للأبد .
توالت السنوات وهما على تلك الحال من القطيعة بالرغم من اعتذار عبد الله لوالديّ عمر أكثر من مرة كون العائلتين على علاقة جيدة بحكم الجيرة وقلة عدد السكان ،
ولكن دون جدوى .
و بالرغم من السيرة الحسنة التي تمتع بها عبد الله مع تقدم العمر وتبدل الأحوال فهذا هو الشاب الهادىء المجتهد دمث الخلق حظي بعمل جيد وسمعة طيبة وجمع المال واتصف بتعامله اللطيف مع كل من عرفه ،
مضى على الحادثة خمسة عشر عاماً ولم تُغيّر من موقف عمر شيئاً ،
كبر الصغار جميعاً ونضجت الفتيات تحديداً اكبرهن ذات البشرة البيضاء الهادئة الرقيقة المطيعة كان يراقبها أثناء ذهابها وعودتها للمدرسة بصحبة شقيقاته وبنات عمومته ،
تقدم عبد الله لخطبة شقيقة عمر وتمت موافقة الأهل ولكن عمر رفض بشدة وعمل على انهاء الاتفاق بكل قوته ،
ابتلع ريقه وتنهد وأنا انظر لتقاسيم وجهه وبشرته التي غدت صفراء من المرض والحزن بعد ان تركته زوجته الأوروبية وذَهَْبت الى حيث لا يعلم وانقطعت أخبارها ،
سألته عن سبب رفضه لهذا الزواج روى لي القصة كما حدثتني بها والدتي ....
"لقد توسلت له ولطمت وجهي وعفرت رأسي بالتراب صرخت وبكيت ولكن عبد الله استمر في صب الكاز على الجرو واحرقه امام عينيّ "لقد أحرق كلبي الصغير"
إنه الحزن الذي لا ينسى
مَسَحتُ دموعه وبقيت دموعي ،
كَتَبتُ القصة بعد ما ارسلت لي زوجته طلب صداقة في موقع التواصل وسالتني عن عمر فأخبرتها ان شقيقي توفي منذ اربعة أعوام ، صمتت ولم ترسل شيئاً بعدها .
*مريم حوامدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق