اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

صمتُ ضميرٍ وأقنعة | قصة قصيرة ...*شذى الأقحوان المعلم

⏪⏬
أصغى السَّمعَ وهو يَمشي الهُوينى في طريقٍ جانِبيَّةٍ قليلةِ المَنازلِ ، يَملأُ صدرَهُ بهواءٍ عليلٍ ثُمَّ يُطلقُ زفرةَ ارتياحٍ .

يَرفعُ رأسَهُ إلى الأعلى بينما يضعُ يديهِ في سترتِهِ ، يرفعُ قدمَهُ اليُمنى ويترُكُها تهبطُ بقوةٍ على الارضِ ، ثُمَّ يتْبَعُها باليسرى كأنّهُ يريدُ أنْ يَدوسَ كلَّ ما يَعترضُ طريقَهُ .

سمعَ فجأةً صدى أصواتٍ خطواتٍ ضَجيجُها يَكسِرُ صمتَ الدُّروبِ ، يعلو الصوتُ كلما ازدادتْ منهُ اقتراباً .
فَكَّرَ بِقلقٍ :
- كمْ .. ؟ كمْ يَبعدونَ عني .. متر .. متران .. أكثر !!؟
ربما بعيدونَ جداً وربما قريبونَ جداً كما لو كانوا هاجسٌ في عقلي وحدي .

- تَجلَّدْ .. حَذارِ أنْ ترتعدَ فرائصكَ إذا قابلَكَ الضميرٌ في هيئةِ أشباحٍ لهم تحاصرُ راحةَ بالكَ .

هكذا يحاورُ ذاتهُ كلما شربتْ ذاكرتُهُ من سوءِ أفعالهِ وزارهُ الضميرُ معاتباً .

لمْ ينتهِ الضجيجُ فقد استوقفهُ أحدهم قائلاً بصوتٍ كأنه قادمٌ من بعيد :
- إلى أين ؟

تلفّتَ حولهُ فما وجدَ أحداً . تابع سَيرَهُ صامتاً وهو يشعرٌ أنهُ مراقبٌ .
بدأ الخوفُ يأكلُ جسدَه . أرادَ أن يركضَ . تَعثَّرَ ..

امتّدتْ يدٌ و رفعته من سُترتِهِ وهو يلهثُ بشكلٍ محمومٍ .. حينَ تمكنّ من الوقوف ِ ، سَمعَ صوتاً يهدرُ من داخلهِ أو من حوله ، لم يتمكن من التمييز :
- أيُّ قناعٍ تريدُ ؟ .
- لا أريدُ قِناعاُ . قالها من بين أسنانه المصطكة خوفاً .
- ماذا تريدُ إذاً .

وقبلَ أنْ يُلملمَ أجزاءَهُ المبعثرة وهو لا يعي ما يجري حولَهُ .
وضعَ يديهِ على رأسِه ، هصرَهُ بقوة ثمَّ أغمضَ عينيه بشدَّة بينما يقلّبُ في صورِ مزخرفةٍ عتَّقتْها ذاكرته لواقعٍ مزيَّفٍ .

قالَ يُحدّثُ نفسه :
- لا أدري لماذا تأتيني تلكَ الأصواتُ تجتاحُ خلوتي وتوقظُ في الوجدانِ صحوةَ الضميرِ وتغدو جميعُ حساباتي متأرجحةً بخطوات " ربما " و " لعل " .

- أنا .. أنا أريد قلعتي .
قالها وهو ينظرُ حوله مندهشاً حينَ رأى خيالاتٍ تنتصبُ أمامهُ يعكسها على الجدارِ ضوءُ القمرِ .

شعرَ أنّ الجدارَ يقتربُ منه ، بلْ هي الجدرانُ الأربعةُ تطبقُ عليه من كلّ اتجاهٍ بالتوازي مع صدى صوتٍ يتكررُ :
- هذا قناعُكَ حينَ كنتَ موظفاً و حصلتَ على سيارةٍ و شقةٍ فارهة من الرّشاوي التي تَقبضُها .

وهذا أيضاً قناعُكَ حينَ أذعنتَ لزوجتِكَ العَنوتِ وأودعتَ والدَكَ مأوى العَجزة .

تلمَّسَ خدّهُ كمنْ استقبلَ صَفعَةٌ على وجهِهِ و يشعرُ أنّ هناكَ جذوةُ بدأتْ تتقدُ في وجدانِه .
وإذ صهلَ الغضبُ والارتباكُ في داخلهِ صرخَ :
- من أنتم ؟!!
- نحن مرايا تعكسُ ذاتك .

اتسعتْ دائرةُ الحيرةِ في تلكَ البقعةُ المضاءةُ من عقلِهِ وأصبحتْ أفكارُه كصخرةٍ تلاطمُها أمواجُ الضّميرِ ولكنْ قبلَ أن يتوغلَ النورُ في وجدانهِ ؛ فتحَ حقيبتَهُ ، أخرج قناعَ الرجلِ اللامبالي ومضى في طريقه .

*شذى الأقحوان المعلم

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...