اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

من عز النوم ...** هيام ضمرة


“كنَّا توَدَّعْنا وْصَوْتَك غابْ .. ونادَني العمر الفاني
ولمَّا عا حالي سَكّرْتِ البابْ .. لاقيتَكْ بيني وبين حالي
مشلوحى على بحر النِّسْيان .. فارقني النوم وكلّ شي كانْ
وِجَّك ما كان يفارقْني .. وجرِّبْ إسبح ويغرِّقني”

أنت صديقي؛ ممن ألجأ إليهم في محنتي وقسوة الدنيا على قلبي وفكري، ولا أستبدل مودته مهما تقلبت الأيام أو تبدلت قناعتي وتقدَّم عمري. ولو أنه من المؤكد عندي أنك في هذا الوقت، تغط في نوم أرجو أنه عميق ومريح، فأنت لا تسهر حتى هذه الساعة
المتأخرة. ولذلك ينبغي أن ألقي عليك تحية الصباح عوضا عن
أماني المساء، متوقِّعة أن ينحسرَ شرُّ “نورما” هذه الليلة بفيض من خير المطر عند الصباح. نورما التي غدرت بنا وتستحق طلاقا خلعيا لا رجعة فيه.. لكنني قبل هذا وذاك؟ دعني أعتذر عن تأخري بالرد لانشغالي، بالإعداد لأمسيتين شعريتين في عمان.

وأما الفيديو المرفق برسالتي الذي اخترته لك هذه المرة..؟ إن هو إلاّ احتفال للرقص الشركسي في أحدى “فنتزيَّات” الأعراس في الأردن. حيث يقيمون مثل هذه المناسبات للصبايا والشباب العزاب فحسب، وذلك بعد أن تتم عملية اختيار الفتاة وخطفها للزواج. “والفنتزية” هذه إن صحت مفردتها؟ فإنها فرصة بالغة الأهمية ليتعرف كل واحد إلى نصفه الآخر، بدءاً بالرقص فالحب والاختطاف ثم الزواج، وما يلي ذلك من متاعب أو أفراح الدنيا لتعتدل أو تتمادى فينا الحياة في قول أبي نواس: فاحْسُ من ذا ثلاثة واتْلُ من ذاكَ أحْرُفا – خيرُ هذا بِشَرِّ ذا فإذا الله قد عفا

ويقضي العرف باتفاق الشاب مع الفتاة التي راقصها واختارها، أن يخطفها ويستأمنها بيتا موثوقا وأسرة كريمة. ثم يرسل من يبلغ أهل الفتاة، أن ابنتهم قد خطفت لكي يتدبروا أمرهم؟ فيفرح أهلها وينتشر الخبر وتعم البهجة سائر الأحياء المجاورة، ويسارع أهل الفتاة إلى المفاوضات وما يترتب من التفاصيل. وعلى أهل الفتاة أن يوافقوا على العريس معظم الأحيان؟ فعودة الفتاة إلى ذويها بعد الاختطاف مسألة معيبة للغاية؛ وهكذا يبدأ الإعداد للاحتفال.
ومن الأعراف السارية أن لا تزور العروس أهلها، إلا بعد الإنجاب الأول مهما تأخر أو طال بها الزمان. لكن جيل اليوم يحاول تخطي هذه العادة لتغدو الزيارة بعد شهر من الزواج، دون اعتبار الإنجاب شرطا من شروط الزيارة.

في صباي أصرت علي إبنة جيران لنا من الشركس، حينما دعتني مع شقيقتي لحضور فنتزيتهم؟ فقد استعانوا يومها بمساعدتي وخبرتي في تسريح الشعر الشينيون، أو تسريحة فرح ديبا زوجة الشاه تبعا للموضة المعتمدة يومذاك، وهي حرفة أتقنتها في ذلك الوقت؛ وشقيق الفتاة كان سفيرا للأردن في واشنطن، وقد وقعت الفتاة في هوى شاب قريب لنا، كان يقوم بزيارة كبرى شقيقاتي المتزوجات. وكان شكله يوحي بالعرق الشركسي بالتمام والكمال.

كنت وشقيقتي الأخرى نشعر بالإحراج الشديد والخجل، فلم نكن قد تعودنا الاختلاط بالشباب، ولم نكن لنشاركهم الرقص الشركسي بطبيعة الحال؛ وحضرت والدة العروس حيث أقيم الاحتفال في زاوية من حديقة الدارة الفخمة، وهذا التصرف بذاته كان خرقاً لعادات الشركس، ذلك أننا من العرب و محظور علينا حضور الفنتزيات.. كما لا ينبغي للأم أن تصحبنا كما هي عادات الشركس. هكذا دفع بنا الخجل إلى الانزواء في ركن بعيد بمحاذاة الأم نداري خجلنا بالعزلة لئلا يقترب منا شبابهم ويدعونا للرقص، فلا يجوز للفتاة رفض دعوة الشاب بالطريقة التي تظهر في الفيديو.

والحقيقة التي عرفتها بعد مضي وقت من الزمن؟ أنّ الأم وجدت نفسها مع تصرف ابنتها متورطة معنا ونحن “فتاتان جمليتان”، وربما كنا سبباً في ضياع فرص بناتهم في الزواج. وقال بعض الشباب الحضور للأم يومئذ: سامحك الله وأنت تخفين عنا أحلى البنات، ليصيبها ويصيبنا الإرتباك، لكننا وقد وجدنا أنفسنا في جو غريب؟ فقد طلبنا الإذن من الأم بالإنسحاب وغادرنا الاحتفال، فأنقذناهم وأنقذنا أنفسنا من عادات غريبة عنّا ولم نكن قد الفناها بعد.

برد نورما بلغ مني العظام وصوت الريح وغزارة الأمطار في الخارج، تثير الخشية في النفوس والبرد في الأبدان، بالرغم من الملابس الصوفية والتدفئة المتواضعة بطاقة الكهرباء.. وبيان متأخر من وزارة التربية والتعليم، بتعليق الدوام المدرسي عند الصباح، فالمنطقة معرضة على امتداد نهر الأردن، والبحر الميت ووادي عربا إلى حدوث أضرار بالغة لن تسلم منها عمان. هي العاصفة تتحرك من جديد ثم تهدأ لتعود ثانية إلى الغضب والعصيان. صباح الخير يا أحلى الأصدقاء، والصباح الطيب لسوسن همزة الوصل، التي لا غنى عنها لإيصال الرسائل والفديوات.

 *هيام ضمرة 
الأردن

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...