أدرِكُ أنَ الكِتابة مُنتصف هَذهِ الحياة ، وأدركُ أنَ القارئ لَم يَقرأ ..
لَكن تُثيرني فِكرة أن تُشرِقُ الشَمسُ من رأسي ، أن تَتبَعَثر الحُروفُ بَينَ يَدي ، فَلا أملكُ حَلاً لها سِواها ..
لِذا فَلتَتحَمل نَفسي وِزر ما اكتبْ ..
الآن السَاعةُ الثَالثة والدَقِيقة بَعد مُنتصف الليل ، لا شيء إلاّ شَمعة غَبية في نَعشِها وحَبّةُ رمان ، وطُقوس لَم تَكتمِل ، وأصواتُ كَلمات هُنا وهُناك ، أسمَعُ وَقعَ أقدَامهم في كُلِ لَحظة ، يُحاصِروني بِذكاءِ القَدر ، يَفعَلونَ
ذَلكَ في كُلِ مرة لا أريدُ الكِتابة بِها ، وكأنهم يُحاولونَ مَعصِيتي وأنا مَن سَيَنِفخُ بِهم مِن حِبر ، أنا القَشة عَلى ضِفةِ غَرقِهم ، وأنا مَن سَيُعيدُ بَعثَهم مِن بَعدِ مَوتِهم ..
كَم أتَعَجبُ مِن دَورِ الكاتِب ، تأتيهِ الحُروفُ بِروحِها ، مُتقَمِصة بَرد الشِتاء ، والغُربة واللكَنةِ الحَمقاء ، لتُحييّ ماتَبقى مِن نَدم لَديهِ ، عَذاب كَادَ أن يأكُلَهُ يَوماً ..
والآن أشعرُ أنيّ قِطعةُ خُبز مُبللة ، على رَصيف مَهجور ، يغتَصِبهُ الحَمامُ بِهدوء في كُل مرة ، أشعرُ أنَ السِكون قَد قَدَّ نَفسهُ دَاخلي حَدَ العَفن ، كَما أعرفُ أن الوقتَ قَد أعلنَ الإستسلام .
وَلكن ما الذي سَأقولهُ ، وأنا أدفِنُ السطور التي لَم تُخلق بعد ، مُضحك مُولم مايَحدثُ لي ..
لِماذا يَكونُ الأمرُ بِهذهِ الصعوبة .؟
صدقُوني الأمرُ يُشبهُ أحجية بَسِيطة ، دونَ أدنى حَل ، لاشيء يَستَحِقُ هذا العِذاب ..
إذاً لِماذا تَكتبْ .؟
ربما لأموت ، أو لِيموتَ القَلم داخلي .
18.12.16
طارق ميلم.
لَكن تُثيرني فِكرة أن تُشرِقُ الشَمسُ من رأسي ، أن تَتبَعَثر الحُروفُ بَينَ يَدي ، فَلا أملكُ حَلاً لها سِواها ..
لِذا فَلتَتحَمل نَفسي وِزر ما اكتبْ ..
الآن السَاعةُ الثَالثة والدَقِيقة بَعد مُنتصف الليل ، لا شيء إلاّ شَمعة غَبية في نَعشِها وحَبّةُ رمان ، وطُقوس لَم تَكتمِل ، وأصواتُ كَلمات هُنا وهُناك ، أسمَعُ وَقعَ أقدَامهم في كُلِ لَحظة ، يُحاصِروني بِذكاءِ القَدر ، يَفعَلونَ
ذَلكَ في كُلِ مرة لا أريدُ الكِتابة بِها ، وكأنهم يُحاولونَ مَعصِيتي وأنا مَن سَيَنِفخُ بِهم مِن حِبر ، أنا القَشة عَلى ضِفةِ غَرقِهم ، وأنا مَن سَيُعيدُ بَعثَهم مِن بَعدِ مَوتِهم ..
كَم أتَعَجبُ مِن دَورِ الكاتِب ، تأتيهِ الحُروفُ بِروحِها ، مُتقَمِصة بَرد الشِتاء ، والغُربة واللكَنةِ الحَمقاء ، لتُحييّ ماتَبقى مِن نَدم لَديهِ ، عَذاب كَادَ أن يأكُلَهُ يَوماً ..
والآن أشعرُ أنيّ قِطعةُ خُبز مُبللة ، على رَصيف مَهجور ، يغتَصِبهُ الحَمامُ بِهدوء في كُل مرة ، أشعرُ أنَ السِكون قَد قَدَّ نَفسهُ دَاخلي حَدَ العَفن ، كَما أعرفُ أن الوقتَ قَد أعلنَ الإستسلام .
وَلكن ما الذي سَأقولهُ ، وأنا أدفِنُ السطور التي لَم تُخلق بعد ، مُضحك مُولم مايَحدثُ لي ..
لِماذا يَكونُ الأمرُ بِهذهِ الصعوبة .؟
صدقُوني الأمرُ يُشبهُ أحجية بَسِيطة ، دونَ أدنى حَل ، لاشيء يَستَحِقُ هذا العِذاب ..
إذاً لِماذا تَكتبْ .؟
ربما لأموت ، أو لِيموتَ القَلم داخلي .
18.12.16
طارق ميلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق