"أمقتُ ربطاتَ العنقِ... الكراسي الدّوارةَ الفارهةَ... المسؤولينَ الضّائعينَ في بزّاتهم الرسميّةَ، أكرهُ الهواتفَ دائمةَ الرّنين... والأوكسجينَ المولعَ بالقلقِ... تعبَ العيونِ... البسماتِ المترهّلةِ والغضب، وفي المقابل فإنّني أعشقُ ككلِّ النّساءِ قوافلَ الوردِ وعنادلَ الكلماتِ"...
سردتُ هذا على مسمعكَ عشرةَ آلافِ مرّةٍ ولو فهمتني لكان لي في ذمّتكَ الآنَ عشرةُ آلافِ وردةٍ، لو فهمتني لناصبتَنِي هَذَرِي، لخرجتَ من مكتبكَ الهادرِ راكضاً وجلستَ مثلي على عشبِ الطّريق، لقطفتَ ورقةً من كلَّ شجرةٍ تمشي فوقكَ وانتحلتَ ككلِّ المجانينِ هيئةَ الشّاعرِ، لكتبتَ قصيدةً في كلِّ فراشةٍ تحرقها أضواءُ الحنينِ أو نحلةٍ وقعت مصادفةً في غرامِ دبّورٍ غريبٍ، لكنكَ لا تنظرُ في وجهِ طفلٍ يلهو بوحلِ الحديقةِ، لا تعرفُ كيفَ تميلُ معي كجنّيةِ ضوءٍ مخمورةٍ في رقصةٍ بيضاءَ معطّرةٍ و لا تحاولُ أن تغنّي، أنتَ تُجيبُ : " لا وقت" عن كلِّ أسئلتي حتّى تلكَ المتعلّقةُ بالأراجيحِ وشرابُ التّوت وتقطيعِ بطّيخةٍ باردةٍ...
أنا اليوم في حدادٍ على الفرح، لا مزاجَ لديَّ لنثرِ النّجومِ في السّماءِ القاتمةِ ولا لرسمِ الحبقِ على تعاسةِ الشّرفاتِ، قمري الوحيدُ معطّلٌ، دكّانُ جنوني مُقفلٌ وكلُّ ما تتخيّلُ من ألوانٍ داخلهُ، سأشعلُ شمعةً بانتظاركَ وألعبُ الشطرنجَ وحدي، سأخسرُ هذهِ المرّة، سأُحطّمُ القلاعَ وأقلبُ الطّاولةَ، سأضمّدُ بالشّاشِ قدمي التي ما جُرحتْ، سأتملّى في مرآتي وجهاً بالأبيضِ والأسودِ ولن أبتسم، سأحاول أن أنامَ مبكّراً كالتّائبينَ، سأبتلعُ ما لديَّ من حبوبِ منوّمةٍ، سأعدُّ خرافَ الإله الرّاعي، سأُعيدُ العدَّ كلّما أخطأتُه، ولن أستسلمَ لغواياتِ الحلمِ، وإذا ما طرقتَ البابَ فلن أترامى إليكَ غزالةً حزينةً لأفتح، سأدَعُكَ تسيرُ إليَّ على أصابعِ دهشتكَ، سأهتفُ إن سألتني "مابكِ ؟" "أنا لستُ بخيرٍ" وحينما بالكادِ تهمسُ "لماذا؟"، سأصرخُ بكلِّ ما أُوتيتُ من وجعٍ : " لأنّي ياعزيزي وحيدة"، ستتسمّرُ على تخومِ البردِ، سيبكيكَ صراخي، ستسيلُ عواطفي على خدّيكَ دافئةً وستشقّقُ أرضيّةَ الدّكانِ السّماويِّ فتنهمرُ البالوناتُ الحمراء و تتهادى فوقنا قصاصاتُ الحكايا المدهشةُ، سيُطلى اللّيلُ بريشةِ قلبي وستسيلُ الألوانُ على جبهتهِ الغامقة، ستجرّني من ذراعي إلى النّافذة وستقولُ مقوّساً للأعلى خطَّ الأفقِ دائمَ الاستقامةِ بينَ شفتيكَ " يا مجنونة اشتريتُ كلَّ أزهارِ المدينة"، سأثورُ وأدورُ سأزقزقُ وسأشهقُ " آه صحيح" ثمَّ أضغطُ زرّاً من أزرارِ الخيالِ السحريّةِ ليهطلَ النّرجسُ والقرنفلُ البلديَّ من شقِّ دكّاني على بيوتِ النّاسِ أجمعها، ثمَّ سأجلس في الزّاوية لأبكي، وستنضمُّ إليَّ شهرياراً مُعتذراً لتفعلّ مثلي، سيكونُ بكاؤنا أجملَ فرحٍ سنحياهُ وأكثره جنوناً...
تدقُّ على البابِ فتوقظهُ، تفلتُ نعجةٌ فضوليّةٌ من خرافي فأُعيدُ من بعدها العدَّ وأهَمَدْ، أسمعُ صوتَ دنوّكَ خافتاً، أشدُّ الملاءاتِ على وجهي فأُخفيهِ، أسحبها ثمَّ أشدّها ثمَّ أسحبها ثمَّ أراكَ أمامي باهتاً و مشدودَ العصب، أفكّرُ أن أنتظرَ سؤالكَ، ثمَّ أسألُ مثلَ كلَّ الحمقاواتِ النسّاءاتِ: " مابكَ؟"، ترمي فردتيّ حذاءَكَ وتتهالكُ على طرفِ السّريرِ، تنهدُّ للخلفِ مستلقياً، تغمغمُ : " أنا لستُ بخيرٍ"، أفكّرُ أن أنتظرَ سؤالكَ من جديدٍ كيما أُعلمكَ بأنّي وحيدةٌ ثمَّ أسألُ من يأسٍ " ولماذا؟"، تجيبني قبلَ أن تغفو " لديَّ يا حبيبتي عشرةُ آلافٍ مشكلةٍ جديدةٍ"...
سردتُ هذا على مسمعكَ عشرةَ آلافِ مرّةٍ ولو فهمتني لكان لي في ذمّتكَ الآنَ عشرةُ آلافِ وردةٍ، لو فهمتني لناصبتَنِي هَذَرِي، لخرجتَ من مكتبكَ الهادرِ راكضاً وجلستَ مثلي على عشبِ الطّريق، لقطفتَ ورقةً من كلَّ شجرةٍ تمشي فوقكَ وانتحلتَ ككلِّ المجانينِ هيئةَ الشّاعرِ، لكتبتَ قصيدةً في كلِّ فراشةٍ تحرقها أضواءُ الحنينِ أو نحلةٍ وقعت مصادفةً في غرامِ دبّورٍ غريبٍ، لكنكَ لا تنظرُ في وجهِ طفلٍ يلهو بوحلِ الحديقةِ، لا تعرفُ كيفَ تميلُ معي كجنّيةِ ضوءٍ مخمورةٍ في رقصةٍ بيضاءَ معطّرةٍ و لا تحاولُ أن تغنّي، أنتَ تُجيبُ : " لا وقت" عن كلِّ أسئلتي حتّى تلكَ المتعلّقةُ بالأراجيحِ وشرابُ التّوت وتقطيعِ بطّيخةٍ باردةٍ...
أنا اليوم في حدادٍ على الفرح، لا مزاجَ لديَّ لنثرِ النّجومِ في السّماءِ القاتمةِ ولا لرسمِ الحبقِ على تعاسةِ الشّرفاتِ، قمري الوحيدُ معطّلٌ، دكّانُ جنوني مُقفلٌ وكلُّ ما تتخيّلُ من ألوانٍ داخلهُ، سأشعلُ شمعةً بانتظاركَ وألعبُ الشطرنجَ وحدي، سأخسرُ هذهِ المرّة، سأُحطّمُ القلاعَ وأقلبُ الطّاولةَ، سأضمّدُ بالشّاشِ قدمي التي ما جُرحتْ، سأتملّى في مرآتي وجهاً بالأبيضِ والأسودِ ولن أبتسم، سأحاول أن أنامَ مبكّراً كالتّائبينَ، سأبتلعُ ما لديَّ من حبوبِ منوّمةٍ، سأعدُّ خرافَ الإله الرّاعي، سأُعيدُ العدَّ كلّما أخطأتُه، ولن أستسلمَ لغواياتِ الحلمِ، وإذا ما طرقتَ البابَ فلن أترامى إليكَ غزالةً حزينةً لأفتح، سأدَعُكَ تسيرُ إليَّ على أصابعِ دهشتكَ، سأهتفُ إن سألتني "مابكِ ؟" "أنا لستُ بخيرٍ" وحينما بالكادِ تهمسُ "لماذا؟"، سأصرخُ بكلِّ ما أُوتيتُ من وجعٍ : " لأنّي ياعزيزي وحيدة"، ستتسمّرُ على تخومِ البردِ، سيبكيكَ صراخي، ستسيلُ عواطفي على خدّيكَ دافئةً وستشقّقُ أرضيّةَ الدّكانِ السّماويِّ فتنهمرُ البالوناتُ الحمراء و تتهادى فوقنا قصاصاتُ الحكايا المدهشةُ، سيُطلى اللّيلُ بريشةِ قلبي وستسيلُ الألوانُ على جبهتهِ الغامقة، ستجرّني من ذراعي إلى النّافذة وستقولُ مقوّساً للأعلى خطَّ الأفقِ دائمَ الاستقامةِ بينَ شفتيكَ " يا مجنونة اشتريتُ كلَّ أزهارِ المدينة"، سأثورُ وأدورُ سأزقزقُ وسأشهقُ " آه صحيح" ثمَّ أضغطُ زرّاً من أزرارِ الخيالِ السحريّةِ ليهطلَ النّرجسُ والقرنفلُ البلديَّ من شقِّ دكّاني على بيوتِ النّاسِ أجمعها، ثمَّ سأجلس في الزّاوية لأبكي، وستنضمُّ إليَّ شهرياراً مُعتذراً لتفعلّ مثلي، سيكونُ بكاؤنا أجملَ فرحٍ سنحياهُ وأكثره جنوناً...
تدقُّ على البابِ فتوقظهُ، تفلتُ نعجةٌ فضوليّةٌ من خرافي فأُعيدُ من بعدها العدَّ وأهَمَدْ، أسمعُ صوتَ دنوّكَ خافتاً، أشدُّ الملاءاتِ على وجهي فأُخفيهِ، أسحبها ثمَّ أشدّها ثمَّ أسحبها ثمَّ أراكَ أمامي باهتاً و مشدودَ العصب، أفكّرُ أن أنتظرَ سؤالكَ، ثمَّ أسألُ مثلَ كلَّ الحمقاواتِ النسّاءاتِ: " مابكَ؟"، ترمي فردتيّ حذاءَكَ وتتهالكُ على طرفِ السّريرِ، تنهدُّ للخلفِ مستلقياً، تغمغمُ : " أنا لستُ بخيرٍ"، أفكّرُ أن أنتظرَ سؤالكَ من جديدٍ كيما أُعلمكَ بأنّي وحيدةٌ ثمَّ أسألُ من يأسٍ " ولماذا؟"، تجيبني قبلَ أن تغفو " لديَّ يا حبيبتي عشرةُ آلافٍ مشكلةٍ جديدةٍ"...
هناك تعليق واحد:
قرأتها مستمتعة شكرا لك
إرسال تعليق