رَغمَ حبّي الكَادِحِ للبُكاءِ ,
مرّةً حين مات أبي
فمَسكَتنِي أُمِّي من قلبي
وضمّتني إلى صَدرها
كيمامةٍ مَطعُونةٍ
وهمستْ لي بصوتٍ مبحبوح
لا تَخَفْ ,
ومرَّةً حينَ وافقتْ للمرَّةِ الوحيدةِ
أن أذهب في رحلةٍ مدرَسِيَّةٍ
فعُدتُ ..
ولم أجِدها ,
مُنذُ ذَاكَ الوقتِ
وأنا أكرهُ الرَّحيلَ والسَّفر
أكرَهُ صوتَ إقلاعَ الطَّائراتِ
مُنذُ ذَاكَ الوقتِ
وأنا أكرَهُ الأياديَ القاسيةَ القلبِ
التي تُلوّحُ من نوافذِ الحافلاتِ المُغادرةِ
كم تمنّيتُ أن أصرُخَ فيهم
رجاءً لا ترحلُوا ,
مُنذُ ذاكَ الوقتِ يا حبيبتي
ورغمَ حبّي الكادح للبُكاءِ
وأنا لا أخافُ شيئاً
سوى البُكاء