في الحقيقة لا أدري من منا التي أخذت طباعها عن الأخرى ، إلا أنها من جعلتني أدمن هذه الشرفة ، وأفتح حوارا صامتا مع الجدران قبالتي...
في اعتقادي ..جل الكائنات لوحات تجريدية ، كلما أطلت النظر إليهم، اتسعت عيون دهشتك، وللا رحمة واحدة من هؤلاء...
كنا نراقبها عن كثب، ترتق أحزانها كل مساء، تنحت وجه ابنها الغائب، بصلصال من عدم، وترفع يدها تتلمسه، تيمم قلبها شطر القبلة، و تجهش بالدعاء ...
ويوما، ضبطتنا نشاركها حزنها، ونموء في سرنا بصوت عال،فساورتني نفسي لما ابتسمت لي، وهرعت إلى الداخل، أن أعبث بخيوط قصتها، وأبتكر لها نهاية أجمل..
..و في صباح بنفسجي اللون والطعم ،استيقظ شارعنا على صخب غير مألوف ، كل الحي يتحدث عن ابن جارتنا، وكيف استطاع أن يكتب، سعيدة، على وجه أمه دون أية أخطاء إملائية، قيل أنه آت من الولاية الذهبية، فكل شيء فيه لامعا ، سيارته،حاملة مفاتيحه ، ونظراته وهو يخفي حزنا يقرفص داخله،و يطل من نافذة عينيه كصبي نزق ...