⏪⏬"من سلسلة كتاب يا سيدي*
سِرّ موتي
تتأرجح الكلمات ضاحكة
تهز رأس السطر راقصة
حين قلت : ليس صحيحا أن أقصر الطرق
بين نقطتين هو الخط المستقيم
هكذا علمتني معك !
بين ذبذباتي الصوتية
وبين أمواجك العميقة
الحدس وحده قادني إليك
وهو الذي صرخ بلا صوت
ذات ليل يبتسم ببكاء
ذابت فيه الشموع بارتجاف
وصمتنا..
تسلل الفراق على رؤوس أصابعه خلسة
ليدس سمه في قهوتنا واختفت المنعطفات
هدأت صفعات اللؤم
والفراق يسعل ثم ينفث غبار لفافته في وجوهنا
ذات مرة منحتك قلبي
عاريا كوردة بيضاء
فأخذت تقطف البتلات
وعلى آخر ورقة حررت خطة
اغتيالي لأنني غادرت موتي بك
لم تغفر لي
حين رحلت مع النوارس
نحو البحر
***
يا سيدي
خلف السّتارةِ العائمةِ
أين لي بمدينة لم تعرف القصف يوما لأرحل إليها؟
أين لي بحقول بريئة في الأرض شبْهُ العارية
لم يدفن فيها خلسة قتيل قطعوه بعد موته ؟
أين لي بمدينة لم تعرف الحرب والقصف والموت
أين لي بأرض تقشعر فرحاً إذْ تتلقّى قُبَلَ الشّمس
لأذهب لاجئة إليها ؟
أين لي بغابة لم تردد صوت امرأة على أبنها
الشهيد
أو المخطوف
والريح تحت عتبة قدميها فاءَتْ إلى السكون
لمَ الفضاء صامت والكواكب ما لها تنهال كالرّمل ؟
أين لي بسماء لم تكن شاهدا صامتا
على ظلم أو قسوة أو فكر يغتصب عنوة ؟
يا سيدي
تعبت منك ومن حبك وزمنك
ومن رجال يمتهنون حرفة القسوة ..
تعبت يا سيدي
من رجال مهنتهم الكتابة بحبر ازرق فوق بساط البحر
من قال : أن حب الرجال ليس كالماء في الغربال
***
يا سيدي
في فيافي الأرض البياض الأخير
يتسخ بطرق أقدام غريبة
من يدلني على يديك
مرة كانت يدي عصفوراّ يرتعش داخل كفك
ويرجوك أن لا تطلق سراحه
لأكتشف
أن يدك مشغولة بإطلاق الرصاص
وأخرى بكتابة الشعارات
وهذه أنا حبلى بالوطن والموت معاً
يركض صدى الأيام في كهوف كالأرواح الضالة
وأنا خير من كرست حياتها لرعاية طفل فراقنا
أحرس بهدوء العنكبوت الذي يغزل خيوطه
فوق طيفك في عيني ..
ورذاذ غبار يتطاير على شفتيك ومن مغاور عينيك المسكونة بالخفافيش هي تتدلى داخل معطفك
ينهمر الثلج حتى قاع عظامك
وكل أصيص الزهر التي عاشت معنا زمننا
ألمحها تركض هاربة في الطرقات
وتتسلق الشرفات المجاورة
****
في براري العنف المكهربة
يا سيدي لفظنا الفراق وهو يتناسل
في صقيع ثوب الغربةاعواما ..
تركنا الرياء يكسينا في سهراتنا المخادعة
كيف ارتكبنا خيانة المطر ؟
كيف وأدنّا الصفاء في حانة الملذات ؟
كيف استطعنا أن نغدر الريح
ورحلنا في برودة الستائر
وكذبنا وادعينا أنها أنجبت
الأبنة الفاضلة السيدة الأطلال.. !
وهي تقف ساخرة على حاضرنا ترمقنا
ولا تجدنا أهلا حتى للبكاء !؟
تمد يدها وتسحب غيمة حبلى بالمطر
تعصرها
كأم تغسل طفليها الملطخين بالوحل ..
***
يا سيدي
ها هي المدينة تهبط على سرب المساء
على موجها الأسود ترقدُ النجوم
نساء يبكين بزوايا العتمة وهن يعلقن أطفالهن
ويشهقن في عتمة المطبخ
خيانات رجال يغامرون بالحب والوطن معاً !
ونساء يطرز الشيب الذوائب الخجولة وينسجها بمرارة
وأنا ارمقهم
واطلق عنان فرس تحت المطر
بلا رجل ولا وطن !
وآلاف النوافذ الشرقية
ترمقني بعيونها العدوانية
كأي نفحة متمردة
أركب موج السحاب وأنا أرمق شروق الشمس
وأحيك خيوطها بعيداً عن دروب القطيع
عبثا أحاول أن أرسم بالأفق مصير ثالث !؟
لامرأة قادمة من عالم ثالث ؟
يا سيدي
هل تريد أن تعرف سر قوتي ؟
لم يوجد من أحبني حقا
لكنني
متمردة مصرة على ترك آثار
أقدامي
أقلامي
كلماتي
هذياني
وجنوني
فوق غيمة هاربة !
وبياض الورقة انفرد بصوت قلبي ينتحب
مطعونة بالذاكرة
ومضرجة بالهزائم
وملدوغة بالوطن ...!!!
-
تتأرجح الكلمات ضاحكة
تهز رأس السطر راقصة
حين قلت : ليس صحيحا أن أقصر الطرق
بين نقطتين هو الخط المستقيم
هكذا علمتني معك !
بين ذبذباتي الصوتية
وبين أمواجك العميقة
الحدس وحده قادني إليك
وهو الذي صرخ بلا صوت
ذات ليل يبتسم ببكاء
ذابت فيه الشموع بارتجاف
وصمتنا..
تسلل الفراق على رؤوس أصابعه خلسة
ليدس سمه في قهوتنا واختفت المنعطفات
هدأت صفعات اللؤم
والفراق يسعل ثم ينفث غبار لفافته في وجوهنا
ذات مرة منحتك قلبي
عاريا كوردة بيضاء
فأخذت تقطف البتلات
وعلى آخر ورقة حررت خطة
اغتيالي لأنني غادرت موتي بك
لم تغفر لي
حين رحلت مع النوارس
نحو البحر
***
يا سيدي
خلف السّتارةِ العائمةِ
أين لي بمدينة لم تعرف القصف يوما لأرحل إليها؟
أين لي بحقول بريئة في الأرض شبْهُ العارية
لم يدفن فيها خلسة قتيل قطعوه بعد موته ؟
أين لي بمدينة لم تعرف الحرب والقصف والموت
أين لي بأرض تقشعر فرحاً إذْ تتلقّى قُبَلَ الشّمس
لأذهب لاجئة إليها ؟
أين لي بغابة لم تردد صوت امرأة على أبنها
الشهيد
أو المخطوف
والريح تحت عتبة قدميها فاءَتْ إلى السكون
لمَ الفضاء صامت والكواكب ما لها تنهال كالرّمل ؟
أين لي بسماء لم تكن شاهدا صامتا
على ظلم أو قسوة أو فكر يغتصب عنوة ؟
يا سيدي
تعبت منك ومن حبك وزمنك
ومن رجال يمتهنون حرفة القسوة ..
تعبت يا سيدي
من رجال مهنتهم الكتابة بحبر ازرق فوق بساط البحر
من قال : أن حب الرجال ليس كالماء في الغربال
***
يا سيدي
في فيافي الأرض البياض الأخير
يتسخ بطرق أقدام غريبة
من يدلني على يديك
مرة كانت يدي عصفوراّ يرتعش داخل كفك
ويرجوك أن لا تطلق سراحه
لأكتشف
أن يدك مشغولة بإطلاق الرصاص
وأخرى بكتابة الشعارات
وهذه أنا حبلى بالوطن والموت معاً
يركض صدى الأيام في كهوف كالأرواح الضالة
وأنا خير من كرست حياتها لرعاية طفل فراقنا
أحرس بهدوء العنكبوت الذي يغزل خيوطه
فوق طيفك في عيني ..
ورذاذ غبار يتطاير على شفتيك ومن مغاور عينيك المسكونة بالخفافيش هي تتدلى داخل معطفك
ينهمر الثلج حتى قاع عظامك
وكل أصيص الزهر التي عاشت معنا زمننا
ألمحها تركض هاربة في الطرقات
وتتسلق الشرفات المجاورة
****
في براري العنف المكهربة
يا سيدي لفظنا الفراق وهو يتناسل
في صقيع ثوب الغربةاعواما ..
تركنا الرياء يكسينا في سهراتنا المخادعة
كيف ارتكبنا خيانة المطر ؟
كيف وأدنّا الصفاء في حانة الملذات ؟
كيف استطعنا أن نغدر الريح
ورحلنا في برودة الستائر
وكذبنا وادعينا أنها أنجبت
الأبنة الفاضلة السيدة الأطلال.. !
وهي تقف ساخرة على حاضرنا ترمقنا
ولا تجدنا أهلا حتى للبكاء !؟
تمد يدها وتسحب غيمة حبلى بالمطر
تعصرها
كأم تغسل طفليها الملطخين بالوحل ..
***
يا سيدي
ها هي المدينة تهبط على سرب المساء
على موجها الأسود ترقدُ النجوم
نساء يبكين بزوايا العتمة وهن يعلقن أطفالهن
ويشهقن في عتمة المطبخ
خيانات رجال يغامرون بالحب والوطن معاً !
ونساء يطرز الشيب الذوائب الخجولة وينسجها بمرارة
وأنا ارمقهم
واطلق عنان فرس تحت المطر
بلا رجل ولا وطن !
وآلاف النوافذ الشرقية
ترمقني بعيونها العدوانية
كأي نفحة متمردة
أركب موج السحاب وأنا أرمق شروق الشمس
وأحيك خيوطها بعيداً عن دروب القطيع
عبثا أحاول أن أرسم بالأفق مصير ثالث !؟
لامرأة قادمة من عالم ثالث ؟
يا سيدي
هل تريد أن تعرف سر قوتي ؟
لم يوجد من أحبني حقا
لكنني
متمردة مصرة على ترك آثار
أقدامي
أقلامي
كلماتي
هذياني
وجنوني
فوق غيمة هاربة !
وبياض الورقة انفرد بصوت قلبي ينتحب
مطعونة بالذاكرة
ومضرجة بالهزائم
وملدوغة بالوطن ...!!!
-
*حنان بدران
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق