⏪⏬
تقف عند باب الغرفة فتاة قصيرة القامة، مملوءة الجسم، أخفى فستانها الأسود الطويل انحناءات جسدها، و لكنه لم يستطع إخفاء بطنها البارز الذي كانت تمسكه بيدها اليمنى ،و تمسك بيدها اليسرى إبنها الصغير الذي لم يتجاوز العامين من عمره ، كان وجهها الدائري محدد بحجاب وردي يتناسب و لون وجنتيها ،وما زادها جمالا تلك الشفتين المملوئتين كحبات الكرز ،رغم انسياب الكحل من عينيها العسليتين إلا أن جمالها لم يزول ، تضغط على يد ابنها الصغير من شدة توترها ،تكتفي بدموع تنهمر من مقلتيها، كيف لا و هي تلك الفتاة الغنية الوحيدة التي حاربت أهلها لتتزوج بهذا الشاب الذي أحبته منذ أيام الثانوية ، شاب لا يملك من الجمال ما تملكه هي ،طويل القامة ، زاده مرض السكري نحافة، شعره المتساقط،و وجهه الأصفر الذي تطابق مع لون أسنانه ، و قد طبع عليه الفقر قبلة انغرست على جبينه .تنظر لسنوات من الحب تغادرها، و أعوام من الوفاء و الثقة التي كانت تجمعهما تودعها ، تتحس بعيناها تلك الفتاة التي كانت في سريرها ،و على الزوج الذي منحته حياتها.و ما إن رٱها وقف مرتبكا و تغيرت ملامح وجهه و كسته الحيرة ،فقد أخبرته أنها ستذهب لبيت أهلها ،لكن القدر شاء أن تشهد عليه في خيانته و يشهد هو على برائتها.
-
*نور الهدى ساعد
الجزائر_تيارت
الجزائر_تيارت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق