*كتب: شاكر فريد حسن
صدر حديثًا للكاتب المربي حسني حسن بيادسة، من باقة الغربية، مؤلف جديد بعنوان " أفكار وخواطر "، وهو من سلسلة مكتبة عبق التاريخ والتراث، بالتعاون مع عطاء تطوع والزيتونة للإنتاج الإعلامي، وقام بتحقيقه وتدقيقه الأستاذ أحمد أبو طعمة.
والكتاب عبارة عن خواطر وشطحات ومقالات في التراث والتربية والاجتماعيات، وهوحصيلة ما كتبه المؤلف، ابن الخامسة والثمانين، في ستة عقود ونيف.
ويهدي حسني بيادسة كتابه إلى والديه المرحومين، فلولا بصيرتهم - كما يقول – التي أودعاها في طريقه، ولولا دعواتهم ليلًا ونهارًا، لما تقدم خطوة واحدة.
وفي مستهل الكتاب نتعرف على الأستاذ حسني بيادسة من خلال سيرته الذاتية والحياتية الزاخرة بالنشاط والعمل التربوي والتدريسي والكتابة في الصحافة.
ويحتوي الكتاب، الذي جاء في 113 صفحة من الحجم الكبير، على مقدمتين، الأولى للأستاذ شريف مصاروة، والثانية لمحقق ومدقق النصوص الأستاذ أحمد ابو طعمة، حيث أشار إلى أن" رحلة هذا الكتاب تدمج محطات كثيرة، ومنها التراث، وحكايا الماضي، إلى
المربي حسني حسن بيادسة |
المربي حسني حسن بيادسة جانب الأمثال الشعبية ومعانيها، والنقد البنّاء، وطرح الرأي الشخصي العملي".
وفي كتابه يحكي لنا الأستاذ حسني بيادسة عن قصص بعض الأمثال الشعبية، ويتناول الأغاني المتداولة وأعراس زمان في باقة الغربية وزميلاتها في منطقة الشعراوية، ويتطرق لولائم الزفاف وزواج البدل أو المبادلة، وديوان زمان، وطابون الخبز في حياتنا وذاكرتنا. ويتوقف عند المواسم الفلسطينية التقليدية، وأشهرها موسم النبي روبين والنبي صالح والصحابي الجليل ميسرة، ثم يسرد قصة طريق الملايات في بلده وبير باقة كرمز للبقاء والانتماء، ويعرض لعادات اجتماعية سادت وبادت، كَهِدِم الخال وجلد العريس قبل الدخلة وطبخة الشباب وسواها من عادات لم تعد قائمة في زماننا. وكشاهد على العصر يروي لنا أستاذنا العزيز حسني بيادسة عن تاريخ المدرسة الثانوية في باقة الغربية كواحدة من الثانويات الأوائل في المثلث الصغير، ويقدم صورًا قلمية من ذاكرة معلم شاب مبتدئ، ومن دفتر ذكرياته في مدرسة برطعة الابتدائية، وهي المحطة الأولى في مسيرته التربوية التعليمية، وكذلك من يوميات مربٍ من قرية معاوية ما زالت في الذاكرة بعد أكثر من نصف قرن.
كذلك يحدثنا حسني بيادسة عن تجاربه في مدرسة يمة الثانوية التي عمل مديرًا فيها، وعن تجربته بعد التقاعد، وزيارة طالبة له بعد نصف قرن من مغادرتها المدرسة الأولى التي علم فيها.
وينتقد المؤلف في كتابه بعض الظواهر الاجتماعية السائدة كالاهتمام بالمظاهر الخارجية، ويعتبره قناعًا خادعًا، ويتطرق لمهر العروس وغير ذلك من الموضوعات في الجانب الاجتماعي الإنساني والتعليمي.
" أفكار وخواطر " كتاب ماتع ومشوق وهادف، كتب بأسلوب بسيط وواضح، ولغة سهلة أقرب ما تكون إلى لغة الصحافة، ونشرت الكثير من عناوينه وموضوعاته في مجلة " الإصلاح " الثقافية الفكرية الشهرية، الصادرة عن دار الأماني في عرعرة، التي يشغل فيها الاستاذ حسني بيادسة عضوًا في هيئتها الاستشارية.
إننا نهنئ ونبارك للصديق الأستاذ المربي حسني بيادسة بصدور باكورة أعماله، ونتمنى له العمر المديد، والمزيد من العطاء الإنساني التربوي الهادف الذي يخدم مجتمعنا وشعبنا وقضاياه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق