اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

«أدرينالين» على خشبة الحمراء في دمشق: هل يمكن للعنف أن يكون هادفا ؟

أدرينالين» على خشبة الحمراء في دمشق: هل يمكن للعنف أن يكون هادفا
⏪⏬
«هل العنف على المسرح، وفي الفن بشكل عام مقبول؟». «هل يتوجب على الفن أن يعكس الواقع المتردي أو أن يجمّله؟». «أيمكننا مواجهة العنف بالعنف؟». «هل حقا جميعنا جاهزون كي نكون قتلة وقت اللزوم؟».
أسئلة كثيرة خرج بها رواد مسرح الحمراء في العاصمة السورية دمشق، خلال الأسبوعين الفائتين بعد حضور عرض «أدرينالين» وبقيت عالقة في أذهانهم، بدون أن يتمكنوا بالضرورة من الحصول على إجابات شافية لها. العرض الذي يمتد على مدار ساعة من الزمن، مع ستة ممثلين وسابعة تظهر فقط على شاشة جانبية، وبديكور صاخب يغلب عليه اللونان الأسود والأحمر، ويعتبر إلى حد كبير خارجا عن مألوف المسارح السورية، ونتاجات المسرح القومي، أراد فريق «أدرينالين» من خلاله أن يتحدث عن عوالم من العنف، قد تكون خفية بشكل ظاهري، لكنها تغري كثيرين بخوضها والغرق فيها، وزيادة جرعتها كل مرة، حتى إن كان على حساب سلامة وحياة أشخاص آخرين.

لعبة افتراضية

انطلقت فكرة العرض من رغبة مخرجه ومؤلفه زهير قنوع بالحديث عما يراه حالة تشكل خطرا متزايدا على المجتمع، خاصة فئة الشباب، وتتمثل في تلقف المحتوى العنيف الذي تقدمه مواقع الإنترنت المظلم Dark Web، الذي يرفع نسبة الأدرينالين لدى متابعيه بشكل كبير، ويتحول شيئا فشيئا إلى محتوى «اعتيادي» ومشوق ومحفز للمتابعة. «فعليا هي ظاهرة بتنا نراها في كل مكان حولنا، وشعرت بخطرها حقا بعد حادثة انتحار أحد الأطفال في دمشق، منذ حوالي عامين بسبب لعبة الحوت الأزرق، وهو يمكن أن يكون ابني أو ابن أي شخص منا» يقول قنوع أثناء لقاء مع «القدس العربي» في كواليس المسرح. بذلك بدأت مرحلة التأليف بالتعاون مع الكاتبة والدراماتورج يارا جروج، ووضع محاور قصة مفترضة لكنها ممكنة الحدوث في أي زمان ومكان، وخطوط شخصيات قد تكون موجودة حولنا، أو قد نجد أنفسنا مكانها في يوم من الأيام.

«أدرينالين» على خشبة الحمراء في دمشق: هل يمكن للعنف أن يكون هادفا؟في المشهد الافتتاحي نرى نوح (سليمان رزق) وليديا (سيرينا محمد) وهما شابان لا يعرفان بعضهما، لكنهما وجدا نفسيهما فجأة مكبلين بقيود حديدية، ومعصوبي العيون ضمن بهو معمل مهجور، وعلما بأنهما مخطوفان. لا يطول الوقت حتى نعرف سبب ذلك، فهما سيكونان جزءا من لعبة تبث بشكل مباشر على أحد مواقع «الدارك ويب» وتهدف لتحقيق ربح مادي للقائمين عليها، عن طريق إدخال الشابين في منافسة لحصد أكبر عدد من الإعجاب، من متابعي اللعبة الذين يدفعون النقود مقابل ذلك، ليكون جزاء الخاسر أن يُقتل على يد الرابح في بث مباشر وبواسطة مسدس حقيقي.
نتعرف بعد ذلك على أفراد العصابة المختطِفة، فنرى الممثل إسماعيل ديركي بلباس أسود وأحمر، وهو يقدم اللعبة للمتابعين الافتراضيين بحركات استعراضية لافتة، والممثلين سامر سفاف وأوس وفائي المسؤولين عن تحريك المختطفين وإجبارهما على أفعال معينة، والممثل سمير الشماط وهو عامل النظافة الذي يتجول في المكان، والممثلة ديمة قندلفت التي نراها فقط من خلال شاشة على يمين المسرح، وهي تصدر الأوامر وتحرك خيوط اللعبة من مكان وجودها في بلد آخر، وهي المسؤولة عن اختيار الضحايا باختراق حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ومعرفة خصوصياتهم التي ستستخدم ضدهم لزيادة الإثارة.

سرعان ما يدخل ليديا ونوح في أجواء اللعبة، التي تتطلب من كل منهما أن يدلي بأكبر عدد ممكن من الاعترافات الشخصية، كي يحصلا على تعاطف الجمهور وبالتالي المزيد من «اللايكات» الأمر الذي نراه على شاشة صغيرة تظهر عدّادين يتحركان مع كل اعتراف جديد.
يتسابق الشابان للبوح بحكايات يعتبرانها مُخجلة، فنوح الذي يعمل ميكانيكيا قتل جدته ليسرقها، وليديا وهي ممثلة أجهضت ثلاث مرات وأقامت علاقات غير شرعية بهدف الحصول على أدوار جديدة. عند كل اعتراف، يلتفت الشابان نحو الشاشة الصغيرة ليعرفا إن ازداد عدد الإعجاب، وبالتالي ارتفعت فرصة الربح التي تعني النجاة وموت الآخر، وفي نهاية المطاف، وبعد سلسلة من الأحداث تخسر ليديا ويُجبر نوح على قتلها، ونراه في مشهد جديد وقد أصبح من أفراد العصابة، ومتحمسا للعمل معها، ونكتشف في ختام العرض أن عامل النظافة هو الرأس المدبر لكل العملية.
«جميعنا جاهزون لنقــــتل عند اللـــزوم» هي العبارة التي يقولها مقدم اللعبة في بثها المباشر، وتختصر الحكاية كلها.

توظيف العناصر الفنية لخدمة العرض

«كتبنا النص ليكون فيلما سينمائيا، لكن الجهات الرقابية رفضته ثلاث مرات متتالية، بحجة احتوائه على محتوى عنيف، فحولناه إلى عرض مسرحي، لم يلقَ أي اعتراض من رقابة المسرح» يقول زهير قنوع ويارا جروج أثناء اللقاء معهما. بذلك، وظّف المؤلفان مجموعة من العناصر، التي خدمت فكرة العرض بشكل كبير، فاستخدما فكرة المسرح العاري، بدون كواليس ليبدو المكان فعلا وكأنه صالة معمل مهجور، واكتفيا بديكور بسيط تمثل في كرسيين للمخطوفين، وكرسي وطاولة لمقدّم البرنامج، وكرسيين في غرفة العصابة، ما سمح بالتركيز على القصة والمحتوى والممثلين.
إضافة لذلك، اختيرت ألوان الأسود والأبيض والرمادي والأحمر، وهي قريبة من روح العرض، ووضعت في عمق المسرح رسومات حائطية كبيرة، تبين وجوها مرعوبة يعلوها الخوف، وقد كُممت أفواهها أو غُطيت أعينها، وتعبّر وفق قنوع عن «حجم التشوه الذي وصلنا إليه، ومدى تحكم فضاءات الذكاء الاصطناعي بحياتنا».
أما موسيقى العرض فكانت مباشرة وغير مسجلة، حيث جلس عازف الإيقاع سيمون مريش في الطابق الثاني من المسرح، مع مجموعة من الأدوات الموسيقية، ورافق الممثلين بإيقاعات وأصوات مختلفة تماشت مع روح كل مشهد وكمية الأدرينالين أو الإثارة الموجودة فيه.
وقد اختار قنوع هذه الطريقة لتنفيذ الموسيقى لأنها «نابعة من فكرة العرض الذي يتحدث عن عصابة تبث برنامجها على الهواء مباشرة، على شكل مشاهد بينها فواصل، تسمح لها بتغيير عنوان دخولها لشبكة الإنترنت، كي تتجنب ملاحقتها. بذلك أعطت الموسيقى الحية جرعة مختلفة للممثلين، وأخرجتنا من المألوف في استخدام موسيقى مسجلة، وأشعرت المتابعين بنوع جديد من التفاعل وبأن إيقاع المسرحية منضبط تماما».

عرضنا يحاكي الواقع بدون مواربة

اختار زهير قنوع ويارا جروج «الصدمة» كطريقة لإيصال فكرتهما، كما يشرحان لـ«القدس العربي» «فنحن عندما قررنا الحديث عن الجرائم الإلكترونية، وعما يحدث من عنف على شبكة الإنترنــــت، رأيـــنا أن مقاربة الأمر بطريقة واقعية ومباشـــرة هي الأنسب». تتضمن هذه الطريقة عرض العنف كما هوب دون تجميل، واستخدام عبارات وألفاظ غير مألوفة في المسرح السوري، «لكنها نابعة من الواقع» وفق رأيهما.
«لم يعد مـــن المجدي اليــــوم أن ننتـــج عروضا مسرحية وسينمائية تجمّل الواقــــع وتظهـــر بأننا في أحسن حال. نحن اليوم في الحضيـــض ومن واجبنا كفنانين أن نتحدث بشكل مباشر عن الأمر، لا أن نختبئ وراء إصبعنا».
وأشار المتحدثان إلى ردود أفعال مختلفة ومتنوعة من الجمهور، الذي ملأ صالة المسرح طيلة أيام العرض، «فالبعض استنكر تقديم العنف بهيئة فنية، فهو معتاد على رؤيته فقط في نشرات الأخبار، وآخرون قالوا بأن العرض غير عنيف على الإطلاق، مقارنة بما عاشه السوريون في السنوات الأخيرة». وتابعا بأن معظم الحضور كانوا من فئة الشباب المتعطشة لتقديم محتوى يلامس واقعها.
«العنف عبر الإنترنت، سواء مواقع التواصل الاجتماعي أو الدارك ويب، هو أمر منتشر في مجتمعنا على نطاق واسع، ويجذب المزيد من المتابعين يوما بعد آخر» يقول قنوع وجروج مضيفين، أن المسرح بالتأكيد لن يقدم حلا سحريا لهذه المشكلة وغيرها، لكن لا بد له من أن يؤثر إيجابيا وبشكل تراكمي. «هو أثر الفراشة، والرسالة التي لا نملك سوى تقديمها للجمهور».
-
زينة شهلا
٭ كاتبة سورية
 القدس العربي  

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...