لنا أفُقٌ من الكلماتِ عنوانُ
وبينَ الأحرُفِ الثكلى شُعاعُ الشّمسِ خَجلانُيحاوِلُ أن يُطِلَّ على مداخِلِ صمتِنا الهَشَّة
ويكسِرَ ظِلَّ سُنبُلَةٍ، وغُصنٍ لا يَكادُ يُرى، وريشَةِ طائِرٍ هاجَر..
ولمعَةِ عينِ عاشِقَةٍ.. تُنادينا..
فأقبِلُ مثلَ أمنيَةٍ بلا لُغَةٍ،
وثَوبُ براءَتي الفضفاضْ،
يُجَلِّلُ بَهجَتي خَوفا...
فبينَ العينِ والعينِ..
تَدَلَّت وَمضَةٌ خجلى،
ولونُ سحابَةٍ تَرثي تَشَتُّتَها،
واغنِيَةٌ بنا خَلَعَت مَزاياها،
تَسَربَلَ لحنُها غَضَبًا بلا شَهقَةْ؛
فَغَنّاها تَرَدُّدَنا على هامِ الرّصيفِ تَلَوُّعًا...
وبدونِ اوتارِ...
فأصبَحنا كَبُرعُمِ تينَةٍ نَخِرَةْ ؛
نُسايِرُ مَوتَنا الهادِئ،
وتنعانا نَوافِذُنا،
مَواسِمُ حُبِّنا التائِه،
أغانينا،
وليلُ جنونِنا الضَّجِرُ،
وصَيفٌ رُبَّما يأتي ليُنضِجَنا؛
لنَكسِرَ كلَّ قوقَعَةٍ لأسرارِ السُّدى فينا،
ونَهجُرَ مُرَّ عادَتِنا..
فلا ألقاكِ بعدَ اليومِ يا مَحبوبَتي وَجِلا...
يُصارِعُني حَنينٌ خِلتُهُ أجلا..
وكلُّ جمال هذا الكونِ دونَ لقائنا جَفَّ...
فلا غُصنٌ، ولا عُشٌّ،
وحتى النّورُ-نورُ الشّمسِ- عَن إحساسِنا يَخفى!
ويكفي أنني لمّا أراكِ تُصيبُني رَجفَة..
وأسألُ: مَن يُزَوِّدُني بأسلِحَةِ الوصولِ اليكِ؛
رَغمَ تَعَملُقِ المنفى!
وأذكُرُ أنَّ أشواقي هي الأخرى غَدَت حَيرى؛
فلا تَشتَدُّ كي أشقى...
ولا تَنسَلُّ كَي أُشفى...
فلا أدري...
أأدعوكِ؟
ليولَدَ بيننا صوتٌ يتَرجِمُنا؛
بشائِرُ تنتَشي مِنّا،
شعاعٌ قَرَّ في وجداننا يَذكو؛ فيُشعِلَنا،
وغصنٌ شَقَّ صمتَ الفَجرِ وثّابًا كَلَهفَتِنا،
وعشٌّ ضَمَّ دِفءَ الوَعدِ؛
لونُ ربيعِ عَودَتِنا...
وأنتِ يلوحُ وجهُكِ لي كأغنِيَةٍ...
لكم آمَنتُ أنّا الصّوتَ والوَتَرا...
وأنّ عناصِرَ الأزمانِ والأبعادِ والأسبابِ... يا قُدسي..
بلا مَعنى!
إذا ما النبضُ –ذاتُ النّبضِ- جَمّعَنا...
-
*صالح أحمد (كناعنه)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق