اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

قصة قصيرة | فداء لم يتم ...* بقلم: علياء يسري

⏪⏬
لا تمت ، ربما الموت نهاية مريحة لك ، ولكنها ستكون قاتلة لي ، يقولون أن راحة المحب من راحة محبوبه ولكن هنا اللعبة تختلف ، لا تمت عزيزي ، حارب لأجلي ، ربما أنا لست الأفضل ، صديقتك مها في العمل اجمل جسما مني، و عيون جارتنا ، تلك التي تحدق
فيك من عيون بابها كلما طرقت بابي ، هي أجمل أيضا ، ربما رائحة جسدي ليست هي الأروع ، اعترف حتى أنني لا أهتم حتى بالعطور ، ولا بمساحيق التجميل ..

ربما لا أجيد أن اكون سيدة بمعايير عصرنا حتى ، لم اكن اهتم إلا أن أحبك ،حتى هذه لم أكن فيها الأفضل ، ولكن ابق معي ، لا لأجلي ، فأنا لا استحق زواجك ، ابق لأجلك ، لاجل استحقاقاتك ، لأجل نورك الذي أنار مدينتي ، تلك التي كانت خربة في غيبتك ، تلك التي كانت بلا روح ، فكانت تجيد الغرق في محيط من يأس الحاجة وفراغ المعاني المهيب بعدميته ، ابق معي ، لا تغادر فعيناك المغلقة الآن هي رمز نهايتي ، رمز لانغلاق كل أبوابي ..

كل رجائي صار مبعثرا في الهواء ، ك دخان أخرجته أنفاس آيسة ، أما يداك الموضوعتان فوق بعضهما على بطنك ، تلك التي في لمستها نجاة من هلاكي المحقق ، يداك يمين الرب التي استعلنت لي عن حبها غير المشروط ، في ذلك العالم الذي تشترط الحياة فيه بالجسد ، احببتني أنت بالروح ، تلك الفنون الذي لا يجيدها إلا كل رباني ، يجيد من العدم الخلق ، ومن انعدام الأمل منفذ نور ، ابق معي ولو ساعة تفتح فيها عيناك على صباح عيد ميلاد زواجنا العشرين ، فلترسل لي حتى بالإشارات ..

نزلت دموعها ، دموع الياسمين في حقل ربيع لم تشرق فيه شمس الدفأ ، فلامست دموعها يديه ، فسارعت تلعق أثر دموعها ، اتعلم اني لا اريد أن أبقى ؟ ، ان اوجد وانت غير موجود ، ثلاث سنوات حبيبي بالضبط وانت في * الكومة " وانت فاقد الوعي إثر حادث سيارتك الأليم ، اتتذكر لقد قلت لك لا تذهب هذا المشوار قلبي مقبوض عليك ، ولكنك اصررت ان تجلب لي الحلوى من أسفل ، فأين حلوتي حبيبي؟

ثلاث سنوات مرت وانا أغرق ، وانا اتنفس سم الغياب ، سم الأحاديث الجانبية ، لا تبقِ معه ، انتِ وفية أكثر من اللازم ، مصاريف تُدفع على الفاضي ، دعيه يموت في صمت و عيشي أنتَِ ، غير بقية الرجال الذين يرون أني بلا رجل ، تخيل يقولون اني بلا رجل وأنت موجود سيدي ، ولكن كل من كان يقول لي هذا كنت اخرسه ، كنت ابتعد عنه فلا يخاطبه لساني مجددا ، ولكن متى تستيقظ فتخرسهم أنت ؟ ، أعلم انك أقوى منهم جميعا ، اتتذكر ايام النادي ، كنت تعشق الملاكمة ، والسباحة ، وكنت تسخر من كسلي لما أنت كسول الآن يا عمري ؟!

ولما أبقى بعدك ، فأنا عاقر كما تعلم ، لم انجب طفلك الذي تمنيت ، وفي الوقت الذي كنت فيه انا لا أطيق معاناة اني لا استطيع ان اكون أما ..كنت انت من تطيق كونك غير أب ،كنت تهون ألمي ، واما الآن فأنا لا أعرف كيف احيا دونك ،صرت اتالم فقط لاني لم أنجب منك طفلك الذي كنت سأراه فيك ، كم انا أنانية في قولي هذا ولكني غير هذا ، أتعلم لقد قررت شيئا منذ شهر، قررت أن أفديك ، كما فدى يسوع البشرية ، وكما فدى كثيرون من يحبونهم ، انت تستحق ان افديك ، تستحق رجولتك أن تعامل بالمثل ، لقد ذهبت إلى راهب هذا الصباح كما طلب مني ، هو من أشار لي بالفكرة و رأيتها جيدة وانك ستقوم بعدي بقليل وربما في اليوم الثالث أيضا ..

لقد قال قال لي سأخبرك بيوم التنفيذ وحين سألته قال لي هذه امور خاصة نعلمها نحن وان للسماء علامات على أهل الأرض ان ينقادوا بها ، وصادف يومه يومنا ، عيد زواجنا ، اليست صدفة رهيبة عزيزي ؟ ، انا ايضا قد انبهرت
سامحني انا لم اعد اتحمل ، اريدك ان تحيا حتى لو على حساب حياتي ، أتعلم ؟ اليوم قرأ علي جسدي صلاة وجعل مني قربانا لك وكتب على ظهري باسمك ، كتب بدمي طبعا ، ذبيحة تشهد لحمها بالغفران ، ودماؤها الصارخة بالتضحية... سأضحي ، وهذا حق لا تفضل ..

لقد كنت لي حاميا ف الحياة ، جدار و حائط صد ضد والدتك حين رفضتني ، والأمومة حين فارقتني ، والكانسر حين أصابني ف أصبته ، كنت معي في كل تنهيدة ، والآن كل تنهيداتي وأنين وجودي يشهد لك ،

احضرت من شنطتها سكينا حاميا و اظهرتها في وجهه كأنها تقول ، ها أنا ماضية في فدائي إليك ، وضعتها ع عنقها وقالت : باسم الرب خالق الفداء و التضحية ، الحب والألم ، واجد المعبودين والعبودية ، والأحرار والحرية ، الصانع السلام في القلوب ، والمحارب متى وجدت المعركة ، باسم الرب الذي وضع في قلبي محبتك ، وأسكن في عروقي خمرك ، و طيبك الذي كسرته المجدلية على قدمك ها أنا الآن أكسره على عنقي كي اجعل مني قربانا تحييه من موته و تميتني في محياه ، وذبحت نفسها ، اطاحت بالسكين على عنقها فسقطت الدماء بغزارة و امتلات نظراتها بالزعر وامتلأ جسدها بالألم ، ألم الفداء .. ألم الحلوى

وفي تلك اللحظة أشرقت عيون محبوبها علي غروبها ، في تلك اللحظة استيقظ وعيه على مشهد الفداء ، على الذبيحة حين تُذبح ، فأصاب الهلع عينيهما ، هي ترى محبوبه الآن مذعورا خائفا ، وهو يرى معشوقته تستغيث بصوت الموتى المبحوح ،
هي الفاعل وهي المفعول ولكن لا رجعة الان ..
سقطت على جسده بكامل جسمها في احتضان إجباري مخيف، وعيناها تباشر عينيه، حضن مودع مجبور على الفراق الأبدي ، واستمرت عينيهما في الاحتضان الخائف للحظات قليلة، كاحتضان طفلين محبين مذعورين من مكان جديد لا يفقهه وجودهما ، حتى وصلا فانطفأ النور .
-
* علياء يسري

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...