اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

تأوهات المُعذبين الثلاث ...*حسن إبراهيم حسن

⏪⏬
قيل قديمًا "من رحم الألم يولد الإبداع" ولكن هذا الإبداع قد لا يكون بالضرورة إبداعًا جماليًا متفائلًا، فقد يكرس لتصوير الألم الذي
يختلج في نفس صاحبه فيتسرب من لسانه شعرًا ونثرًا مزوقًا بكل عبارات السخط وصيحات النقم وتأوهات الألم.

وفي الشعر العربي معذبون ثلاث تلمس في شعرهم نبرةً ساخطة على الوجود، وتلمح في ثنايا قوافيهم نزعةً لرفض كل مخرجات الحياة، حتى تكاد تظن لولا أسبقيتهم الزمنية أنهم يطبقون مقولة مكسيم غوركي "خلقنا لنعترض"، وهؤلاء الثلاث المبتلون المعذبون هم الحطيئة وبشار بن برد وأبو العلاء المعري، حيث ابتلي كل واحد منهم بمصيبة أقضت مضجعه ونغصت عليه عيشه، فحولته لناقم ساخط لا يفتر عن التذمر، فأضحى في نهاية المطاف لكل منهم فلسفة خاصة في التعبير عن الألم!

الحطيئة
أول هؤلاء المعذبين وأسبقهم زمنًا هو الشاعر جرول بن أوس بن مالك الملقب بالحطيئة لقصره وقربه من الأرض، عانى الحطيئة في حياته من ثلاث خصال لازمته حتى الممات وما انفكت عنه، أولها كونه مغموز النسب ولا شك أن هذه الخصلة تحط من مكانة صاحبها خاصة إذا كان في مجتمع قبلي يعير أهمية كبيرة للنسب كالمجتمع العربي الذي عاش فيه الحطيئة، وثانيها دمامة خلقته الأمر الذي جعله مثار سخرية أقرانه في صباه ورسخت لدية شعورًا بالنقص في هذا الجانب، وثالث المنغصات التي أرقت الحطيئة هي فقره المدقع الذي دفعة للتكسب بالهجاء، فراح يسخر سلاطة لسانه في كسب قوت عيشه، وقد وجد الحطيئة في الشعر ضالته، فبث فيه خلجاته الساخطة على الجميع، فكان على استعداد نفسي للانتقاص من أي شخص حتى لو كانت أمه أو زوجته بل حتى نفسه، ومن شعره في هجاء أمه التي حمّلها سبب نسبه المغموز:

ألم أوضح لك البغضاء مني ولكن لا أخالك تعقلينا
حياتك ما علمت حياة سوء وموتـــك يسر الصالحينا
وقال في هجاء زوجته:
أطوف ما أطوف ثم آوي إلى بيت قعيدته لكــاع
والمرأة اللكاع هي المرأة اللئيمة، وقال في هجاء نفسه:
أرى لي وجهًا شوه الله خلقه فقبح من وجه وقبح حامله

ورغم هذه "الكوميديا السوداء" إن صح التعبير في شعر الحطيئة، فقد نال استحسان نقاد الشعر ومتذوقيه قديمًا وحديثًا، فابن سلام الجمحي وضعه في الطبقة الثانية من طبقات الشعراء الجاهليين، أما أبو زيد القرشي صاحب كتاب الجمهرة فقد وضعه ضمن أصحاب المشوبات وهي قصائد اختلط فيها الإسلام بالكفر لأن أصحابها من المخضرمين الذين قل تأثرهم بالمبادئ السامية التي جاء بها الإسلام، وعد ابن رشيق القيرواني شعره شاهدًا على جزالة الشعر العربي وفصاحته وإتقانه.

بشار بن برد
أما ثاني هؤلاء المعذبين فهو الشاعر البصري المولد الفارسي الأصل بشار بن برد بن يرجوخ، الذي كانت له حكاية طويلة مع المأساة والمعاناة التي تركت أثرًا بارزًا في شعره، فقد ولد مملوكًا قبل أن يعتق ومما زاد الطين بلة كونه ضريرًا، فلم ير من الدنيا شيئًا وعاش حياته الطويلة في ظلام دامس!

وكان دميم الخلقة فقد وصف بأنه كان "مجدر الوجه جاحظ العينين قد تغشاهما لحم أحمر"، وربما لهذا السبب لم يفز بوصال النساء مما ترك في نفسه حسرات كثيرة بثها في شعره حين قال:

عندها الصبرعن لقاي وعندي زفراتٍ يأكلن قلب الحديد

بدأ نبوغ بشار الشعري مبكرًا، ووجد كالحطيئة في الهجاء ضالته، فكان يرى في هذا الفن الشعري ملمحًا من ملامح التنفيس عن معاناته النفسية، فراح يهجو من يعترض طريقة ويقسو في الهجاء حتى شكاه الناس إلى أبيه الذي كان يوسعه ضربًا، ولم يفلت بشار الصغير من ضرب أبيه إلا بعد إقناعه بأن يقول لمن يأتيه شاكيًا من لسانه "ليس على الأعمى حرج"، فلما أتوه وقال لهم ذلك عادوا متذمرين وهم يقولون "فقه برد أغيظ لنا من شعر بشار"، ولكن مرارة بشار الحقيقة بدأت تبرز بعد خصومته الشعرية مع الشاعر الماجن حماد عجرد الذي استغل نقطة ضعف بشار فقال فيه:

وأعمى يشبه القرد إذا مــا عمي القـــرد
دنيء لم يرح يومًا إلى مجدٍ ولـــم يغد

فلما سمع بشار هذا الهجاء بكى بكاءً مرًا، ويبدو أنه أثر في نفسه لأنه مس فيه موضع الألم، فرد على حماد ردًا هادئًا مبينًا فيه نظرته في العمى من جانبٍ ديني فقال:

رأيت العمى أجرًا وذخرًا وعصمة وإني إلى تلك الثلاث فقير

ورغم حياة بشار الصاخبة التي ملأها بالنزاعات والخصومات تارةً مع الشعراء الماجنين وتارةً أخرى مع فقهاء المعتزلة كواصل بن عطاء الذي أهدر دمه، بل وصل به الحال لهجاء الخليفة العباسي المهدي، لينتهي به المطاف وقد جلد حتى الموت "حد الزندقة"، ورغم هذه الحياة الصاخبة نرى خصومه الفكريين كالجاحظ المعتزلي يثني على شعره فيقول: "وليس في الأرض مولد يعد شعره في المحدث إلا وبشار أشعر منه" وقال عنه الشاعر مروان بن أبي حفصة حين التقاه "يا أبا معاذ، أنت باز والشعراء غرانيق".

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...