⏪⏬
كان حلم مؤسس مسرح الضوء أكبر من الواقع الذي بدأ معه رسم طريق مشواره الفني رغم رفض أسرته المتابعة في هذا المجال ، وتصميمهم على متابعة دراسته الجامعية والتخرج بتفوق ، غير أن مشاركاته المسرحية العديدة والهامة في الجامعية ، ثم في التلفزيون ثبتت أقدامه مما دفع بأسرته وخاصة والده الذي كان رافضاً بقسوة طريق الفن لتشجيعه والوقوف إلى جانبه ناصحاً وداعماً لثبات خطواته ..ولأنه لم يكن ممثلاً حيادياً ينتظر المخرج ليوجهه فقد شغل اهتمام الجميع لأرائه وثقافته وبحثه الدائم للتعرف على أساليب ومدارس جديدة في المسرح ، ومن أشهر الأعمال المسرحية التي تعتبر انطلاقة لعدد من نجوم اليوم يمكن أن نشير إلى مسرحية ( رسول من قرية تميرة ) للكاتب المصري الراحل محمود دياب ، ومن إخراج المبدع الراحل الدكتور فواز الساجر، والتي تحكي في مضامينها بحث هام حول قضية الحرب والسلم ..
تجربة المسرح الجامعي كانت المرحلة التأسيسية الثانية لنجومية ممثل جذب إليه الجمهور والنقاد ، وخاصة مخرجي التلفزيون ، وأيضاً لشركائه في مسرح الجامعة أمثال: رشيد عساف ، سلوم حداد ، بسام كوسا ، حسان يونس ، صبحي سليمان ، لؤي عياده ، والرحل نذير سرحان .. وغيرهم .. ومن مسرح الجامعة كانت النقلة النوعية للعمل التلفزيوني في منتصف سبعينيات القرن الفائت ، من خلال دعوة الفنان المخرج سليم صبري له للمشاركة أول مرة في الدراما التلفزيونية .
في مرحلة التلفزيون بين نهايات أعمال الأبيض والأسود وبدايات أعمال الملون عاصر النجم عباس النوري جيل الرواد والمؤسسين من مخرجين وكتاب وفنانين كبار ، فكان الأنموذج في تعامله وسلوكياته الأخلاقية والفنية المبدعه مما شجع الجميع للترحاب بموهبته ، بل ودعم مسيرته التي حقق من خلالها أعمالاً كثيرة بين الإجتماعي والكوميدي والبيئي والتاريحي والتي يصعب حصرها .. نذكر منها : اﻷميمي ، تعب المشوار ، طالع الفضة ، العشق الحرام ، أهل الراية، الخبز الحرام، سقوط الخلافة ، قلبي معكم ، حقيقة الأوهام، شتاء ساخن ، الحصرم الشامي ، أولاد القيمرية ، على حافة الهاوية ، باب الحارة، ممرات ضيقة ، أشياء تشبه الحب ، الطريق الوعر ، رجاها ، أبو زيد الهلالي، ليالي الصالحيه، قتل الربيع ، حروف يكتبها المطر ، زمان الصمت ، أزواج ، بقعة ضوء، الشتات، بيت العز، ردم الأساطير ، قطار المسافات القصيرة ، حنين ، الأرواح المهاجرة ، مغامرات صيفية ، الدرب الطويل ، ليل المسافرين ، فرصة العمر ، رقصة الحبارى ، أهل و حبايب ، الخيزران ، أنشودة الأمل ، حمام القيشاني ، النصية ، دوائر الضياع ، ابناء و امهات، أبو كامل ، شركاء بالإكراه ، أيام شامية ، بنت الضرة ، عودك رنان ، القصاص، نهارات الدفلي، طقوس الحب والكراهية، الصوت والصدى ، مختصر مفيد، الدغري، الخشخاش، هجرة القلوب الى القلوب، لك يا شام ، يوميات ضاحكة ، الطبيبة ، الاجنحة ، طائر الأيام العجيبة ، أحلام منتصف الليل ، البيادر .. وغيرها
مشاركاته في السينما كانت مع بدايات أعمال المؤسسة العامة للسينما في فلمين روائئين طويلين الأول حب للحياة ، والثاني عن طريق التسلسل ، وفيلم آخر بعنوان عشاق ، وأيضاً فيلم التقرير من إخراج وبطولة الفنان دريد لحام .. وأفلام تلفزيونية عديدة منها ( سهى، العنوان القديم ، القلب ، صورة ، دموع مرام ، منافسة شريفة ، تراب الزريعة ) كما شارك في الكثير من الأعمال الدرامية الإذاعية وكتب بعضها مثل ( شاميات ) ، وأيضاً عمل من خلال حضوره المميز وثقافته الواسعة على تقديم بعض البرامج التلفزيونية النوعية الناجحة ..
تلك التجارب بين المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون شجعت الفنان النجم عباس النوري للعودة إلى مواهبه الأولى والتي بدأها إضافة للتمثيل في مجال التأليف والإخراج فكتب وأخرج عدة أعمال درامية للتلفزيون ومنها أعمال ذات طابع وطني ، منها (مشروع أم ، ذاكرة صعبة ، تحليل خاطىء ، حياتنا على طريقة الكمبيوتر ) .. كما شارك الكاتبه المبدعة عنود الخالد في تأليف المسلسل المثير للجدل وبأهمية طالع الفضه وأيضاً المسلسل التأريخي التوثيقي برؤى درامية واقعية معاصرة ( أولاد القيمرية ).
حظي على الكثير من الاهتمام الجماهيري الشعبي لتنوع تجاربه الدرامية ، وكان الأبرز في تجسيده العديد من شخصيات البيئة الشامية ، كما حظي على إعجاب منقطع النظير في تجسيده الشخصيات الإنسانية والرومانسية ، أضافة إلى تجسيده العديد من الكركترات الكوميدية الظريفة ، وحتى التاريخية .. ذلك التنوع جذب اليه النقاد والمراقبين ولجان التحكيم وإدارات المهرجانات الفنية ، فاستحق العديد من الجوائز الذهبية والكثير من التكريمات وشهادات التقدير في العديد من المحافل المحلية والعربية والدولية .
الكبير الحبيب عباس النوري ( مسرح الضوء ) تحية وفاء
إلى أبن القيمرية المتفاني في حب العطاء بلا حدود المتأصل بعشقه الدمشقي الخلاق ، فخر أهله وزوجته الكاتبة المبدعه عنودالخالد وأولاده ( رنيم - ميّـار - ريبال ) وكل أهل دمشق القديمة والحديثة .. وكل كل سوري وعربي شريف ..
إلى من حقق لنفسه صولة وجولة في عالم الإبداع الدرامي محافظاً على أن يكون أنوذجاً لأرث الأصالة في التواضع والانتماء السوري الوطني والعروبي بشموخ الواثق..
إلى الإنسان والفنان صاحب العلامات الفارقة والمميزة في المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون .
إلى الحبيب الفنان الممثل والكاتب والمخرج الكبير عباس النوري .. تحية وفاء لمسيرة عطائك الإنساني والفني الأخلاقي بامتياز .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق