اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

قصة | النهر الأسود - 1 ...*محمود مسعود

⏪⏬
➤النهر الأسود
. الفصل الأول
أحمد عز الدين باحث بقسم الوراثة الخاص بالحيوان بكلية العلوم جامعة القاهرة ، كان شغفه الدائم هو معرفة أصل الحيوان
والطفرات الجينية التي أدت إلي ظهوره بالصورة التي نراه عليها الآن ، كان دائم البحث والانطلاق إلي الغابات الإفريقية لمراقبة الحيوانات بالعموم ولكن شغفه انصب علي أنواع معينة من القرود لما لها من تشابه قريب جدا بالإنسان ، كان يريد بالعلم دحض نظرية داروين المعروفة بالنشوء والارتقاء والتي يبرهن فيها الأخير علي أن الإنسان أصله قرد ، وكان أحمد متشبثا برأيه أن نظرية دارون هذه أكبر مغالطة علمية في التاريخ الإنساني علي جميع المستويات الدينية والعلمية والتي لا يقبل العقل بها مطلقا ، وكان السؤال الذي يريد الإجابة علية علميا هو كيف يكون الإنسان أصله قرد كما جاءت بها النظرية الداروينية مع أن هذه النظرية تعارض التأكيد السماوي في كافة الأديان التي هبطت منها أن الإنسان أصله إنسان ولا شيء آخر غير ذلك ، وانساق الكثيرين من العلماء والباحثين آنذاك خلف هذه النظرية التي روج لها في الكثير من الصحف والمجلات والتي لاقت صدي واسعا بين مؤيد ومعارض ، وهذا ما جعل أحمد يصب كل اهتماماته البحثية كما قلت لدحض هذه النظرية والتي يراها خاطئة بالكلية ، اليوم كان أحمد يرتب أدواته وحقائبة للاستعداد للسفر الروتيني لغابات السودان الجنوبية والتي يتواجد فيها النوع الذي ينصب بحثه عليه من القرود ، في تمام الساعة السابعة صباحا استقل سيارته الفولكس فاجن البيتلز البيضاء إلي حيث مطار القاهرة الدولي ليصل في تمام الساعة الثامنة والنصف ليستقل الطائرة المتجهة إلي جوبا احدي مدن جنوب السودان والتي منها ينطلق إلي غاباتها الفسيحة حيث موطن هذه القرود والتي يطلقون عليها إنسان الغاب أو أورنج تان ثلاث ساعات مضت وهو جالس بجوار محرك الطائرة المزعج نتيجة صوته الهادر والذي لم يستطع معه من النوم أو الشعور بالراحة ولم تجدي نفعا معه سدادات الأذن التي استلمها من المضيفة الأنيقة التي كانت تخدم المسافرين علي متن هذه الطائرة العتيقة التي انتهي زمنها منذ وقت طويل ! هبطت الطائرة بسلام في مطار جوبا الدولي كان في استقباله عثمان السوداني وهذا اسمه الذي يعاونه في المختبر الذي أنشأه في إحدى قري مدينة جوبا في قلب الغابة ، استقلا السيارة اللاند روفر والتي أخذت تنهب الطريق الرملي الموصل للقرية وبعد فترة وصلا إلي المعمل ، كان أحمد في غاية الإرهاق لمشقة الرحلة التي استغرقت الثلاث ساعات وأكثر ، اغتسل أحمد تم طلب من مساعده عثمان أن يأتيه بعد ساعة أو اثنتين يكون قد استراح من الرحلة ليباشرا عمليهما ، انصاع عثمان لطلب أحمد وانصرف واستسلم الأخير لنوم عميق كانت الساعة المعلقة علي أحد جدران المعمل تشير عقاربها إلي الثالثة والنصف عصرا حينما تنامي إلي مسامع أحمد طرق رقيق علي الباب ، كان الصوت كأنه قادم من زمن بعيد ويبدو كأن أحمد يحلم ، هب من رقاده وهو يترنح ثم انتبه أكثر وقال بصوت خفيض : ادخل يا عثمان ، فتح عثمان باب المعمل وولج إلي الداخل وهو يرحب بالأستاذ أحمد كما تعود أن يناديه ، ابتسم أحمد وهو يرد التحية لعثمان ، بادره عثمان بالسؤال إن كان قد تناول أي طعام ؟؟فأجاب أحمد بالنفي فقال عثمان وهو مبتسم : لا تقلق ، دقائق وسيكون أشهي طعام بين يديك سأطهو لك فورا وجبة خفيفة ، ثم توجه إلي المطبخ الصغير الملحق بالمعمل وشرع في إعداد الوجبة ، وأثناء ذلك كان أحمد يتبادل أطراف الحديث مع عثمان عن العمل والحياة الشخصية وأحوال الغابة والحيوانات وهكذا إلي أن أعلن عثمان انتهاؤه من إعداد الطعام ، تناول كل من أحمد وعثمان الوجبة المكونة من لحم التونة الخفيف مع المعكرونة البيضاء وأثناء ذلك رن هاتف التليفون توجه عثمان للرد عليه كان المتحدث مهران مدير المعمل والمتابع الأول لأبحاث الحيوان في السودان يستفسر عن وصول أحمد فأخبره عثمان بأنه وصل بالسلامة منذ ساعات قليلة وأنه يتناول الطعام فطلب مكالمته فناول عثمان سماعة التليفون لأحمد وشرع الأخير في تنظيف مكان تناول الطعام ، كان الحديث بين أحمد ومهران ودي وفي غاية الحميمية ، وبعد أن اطمئن مهران علي أحمد طلب منه الإتيان مسرعا إلي موقع مراقبة الحيوانات ، كانت لهجة مهران تنم عن شيء ما وهذا ما جعل أحمد يرتدي ملابسه في عجالة بعد أن طلب من عثمان تجهيز السيارة ، دقائق مرت وكان أحمد وعثمان يجلسون في اللاند روفر فطلب أحمد من إدريس السائق التوجه إلي النقطة ( س ) وهي النقطة المتقدمة داخل الغابة والمجهزة لمرور السيارة لمسافة طويلة داخل أدغال الغابة المتشابكة ، كانت النقطة عبارة عن حصن من جذوع الأشجار المتينة والطويلة التي تحول دون ولوج أي من الحيوانات المفترسة داخلها وكانت عبارة عن ثكنة علمية إن جاز التعبير ،يعمل بها الكثير من الناس موزعين حسب متطلبات العمل فمنهم من ينتمي لفريق البحث ومنهم العمال العاديين الذين يقومون علي خدمة النقطة كالحراسة وجلب الحيوانات في حالة الضرورة ومتطلبات العمل ، الطريق ترابي وطويل نسبيا وسط أشجار كثيفة يتخللها ضوء الشمس طوال العام في مشهد بديع يبعث علي البهجة وأصوات الطيور المنبعثة في كافة الأرجاء أضفي علي الجو نوع من السحر ،كانت السيارة تنهب الطريق مخلفة غبارا كثيفا من التراب يعوق الرؤية من خلفها وكأنها نفاثة تبعث بدخانها خلف الجميع !وبعد مضي وقت ليس بالقليل سمع صوت انفجار ترنحت السيارة علي أثره وأخذت في الانعطاف يمينا ويسارا كأنها تعاني من السكر البين ، أخذ الجميع يصرخون ويتشبثون في مقابض الأبواب والمقاعد وبدا أن السيارة ستنقلب لا محالة ، استطاع إدريس من السيطرة علي السيارة وبدا رويدا رويدا في التقليل من سرعتها حتي توقفت تماما وساعتها فقط تنفس الجميع الصعداء وهبطوا منها لمعرفة ما حل بها فجأة !! اكتشف الجميع أن الإطار الأيمن الأمامي هو الذي انفجر نتيجة مروق أحد الفروع الجافة داخله فحمدوا الله علي سلامتهم ولكنهم أصبحوا في ورطة وأخذوا يبحثون عن حل لها ،ليس في السيارة إطار احتياطي ( استبن ) و المكان بعيد جدا عن أي عمران وداخل الغابة الكثيفة بأميال كثيرة ، وللأسف لا يوجد هنا أي أمان علي الإطلاق فهم معرضون في أي لحظة للهجوم من قبل الحيوانات المفترسة التي تجوب أنحاء الغابة علي مدار اليوم ، سأل أحمد عثمان وموجها حديثة لإدريس ما العمل الآن كيف سنتصرف ؟ أخذ عثمان يجول ببصره يمينا ويسارا وهو يقول : الحل الذي أستطيعه هو أن أعود مترجلا إلي أقرب قرية وأطلب المساعدة ، قاطعه أحمد قائلا : أقرب قرية..!! كيف ؟؟ثم استطرد قائلا : إن أقرب قرية تبعد عنا أكثر من عشرين كيلو ، فقال إدريس :سأذهب و أحضر بعض الأشخاص يحملون الحقائب ونتوجه جميعنا معهم إلي قريتهم وهناك أكيد سنجد حلولا وليس حلا واحدا المهم أن نخرج من هنا في أسرع وقت ، فقال أحمد وهو ينظر إلي عثمان : أتعني أن تتركنا هنا وتذهب وحدك في هذا الدغل المخيف وقد أوشك الليل علي الهبوط !! ، لا.. استحالة ، فقال عثمان : دعني أذهب معه وحضرتك تمكث في السيارة وتغلق جميع النوافذ والأبواب جيدا وتنتظرنا حتي نعود فقاطعه أحمد قائلا : لا .. ليس ممكنا أبدا أن تتركوني وحيدا في هذا الوضع فسأله عثمان : إذن ما الحل الذي تراه صائبا أستاذنا ؟؟ آتنا به وسنعمل عليه حالا ، فقال أحمد : الحل هو أن نمكث جميعنا في السيارة حتي الصباح أو ننتظر مرور أي أحد ونطلب عونه وأكيد لن يتأخر أو هناك حل ثالث ، قال إدريس وتبعه عثمان في نفس واحد : ما هو ؟؟ قال أحمد أن نسير بالسيارة كما هي علي وضعها حتي نقترب من أي مكان به بشر ، نظر عثمان بامتعاض وهو يهرش في خده قائلا : هذا الحل جيد ولكن نتائجه علي السيارة ليس بجيد فسأله أحمد : كيف ؟ فقال إدريس : الإطار الفارغ سيجعل السيارة ثقيلة وبطيئة في حركتها وربما يؤدي ذلك إلي تلف الإطار تماما وسيتبعه ضرر الجنط فرد عليه أحمد المهم هو أن نصل لمكان آمن بأي وسيلة حتي وإن تلف الإطار بالجنط هذا في مقدورنا إصلاحه المهم سلامتنا كلنا ، يبدو أن الجميع اقتنع برأي أحمد فركبوا السيارة وظلت تسير ببطء شديد في جو ملبد بالخوف والرهبة خصوصا وقد اعترض طريقهم أكثر من مرة الكثير من الضواري كالسباع والفهود وأيضا النمور والضباع وكانت أبواب السيارة والأضواء بها ما يجعل هذه الضواري تبتعد مسرعة أمامهم إلي أن بدت أنوار القرية من بعيد من خلال المشاعل التي يوقدونها ولم ينتبهوا إلي الوقت الذي تجاوز العاشرة مساءا كما تقول عقارب الساعة التي يرتديها أحمد في معصمه ، القرية التي وصلوها كما القرى المعتادة في أدغال إفريقيا عموما حيث بيوتها مصممة من أغصان الأشجار مستديرة ومسقوفة بجريد النخيل خصوصا جوز الهند ومحاطة بالخيزران المفتول كجدران لها وهذه القرية بسيطة جدا مكونة من عدة بيوت متشابهة وملتصقة بجوار بعضها البعض ، هبط عثمان من السيارة ثم تبعه إدريس وتوجها إلي أول بيت وأخذا يطرقان الباب ، سمعا صوت من خلفه يستفسر : من الطارق..؟ ، فقال عثمان نحن فريق نقطة الأدغال وقد تعطلت سيارتنا ونريد المكوث حتي الصباح فهل هذا ممكن ؟؟ فتح الباب وخرج منه رجل مسن ولكنه شديد البنية لا يرتدي ملابس ولكن يستر جسده رداء من أوراق الشجر التي تخفي عورته ، كان سماره قاتم جدا ولا يبدو منه غير أسنانه البيضاء بشكل واضح ، استقبلهم بترحاب وقد رسم علي محياه ابتسامة بشوشة وطلب منهم الدخول ، ولج الثلاثة داخل البيت حيث حجرة مخصصة للضيوف أو الغرباء وكان مضاء بمشعل بدائي وجلسوا علي حصير مصنوع من سيقان السمر استأذن الرجل للقيام بواجب الضيافة ،دقائق وعاد الرجل معه مجموعة من الشباب الفتي يحملون أوان ضخمة عليها ما لذ وطاب من أصناف الطعام والفاكهة وكذلك المشروبات وضعها الشباب ثم أخذوا يتعرفون علي الضيوف وكانت هيئتهم كهيئة العجوز الذي اتضح فيما بعد أنه أبيهم وهو نفسه زعيم القبيلة التي تنتمي إليها القرية ، بعد أن أكل الجميع وشربوا المشروبات التي قدمت مع الطعام قاد الشباب الرجال الثلاث إلي حجرة أخري مفروشة بأسرة مصنوعة من جريد النخل ومفروشة بجلود الحيوانات وطلبوا منهم أن يأخذ كل واحد منهم سريرا ثم استأذنوا ...................

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...