اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

عين ثالثة على الحب في نص سقط الماء... عموديا للشاعر حسام نوري السراي



⏪- نص الشاعر حسام نوري السرّاي - العراق
⤆ سقط الماء .... عموديا.
رنين حار..
هندسة الخرير تُشبه...عناقا دافئا.

من نقطة السقوط ..
حتى...نقطة الدفق ..عزف مستقيم.

أنصاف دوائر ..
منحنيات ..
كلها آراء مختلفة .

أسفل الماء .. شغف الأرض
فوق الماء .. ذراعان

منتصف الماء .. سرة الوتر العاشر
أحشر كفي بين زواياه .. يجرحني بسبابته السابعه.

الساعة الثالثة..ضميرا مستترا تقديره ماتبقى من الوقت.

كل النساء ..زوايا حادة
إلا التي تشبه الجرة.. فهي تعرف ثمن الماء.

جميع الماء ....ذكورا
إلا هذا الذي سقط أسفل ذقني..أنثى.
⏬⏬

⤆ القراءة الانطباعية بقلم: أحمد اسماعيل - سورية

الحب هو اللغة السامية التي تكسر كل القواعد و التقاليد و الشرائع
لأن مجرد التعرض له يجعلك تتعرى من ذاتك لتكون مع من تحب في بوتقة واحدة تعيش و تتنفس من خلالها
لكن الحب ليس أمرا سهلا يمكن أن تطبق عليه قواعد هندسية و رياضية
بل يمكن أن نقول هو حالة فيزيائية بحتة
وهنا نرى أننا مع الحب نخضع لقوانين في الجاذبية
وشاعرنا المبدع وضعها لنا في العتبة العنوانية
بقوله
سقط الماء.... عموديا
هنا نلاحظ قطفة الإبداع في رسم آلية حدوث الحب
لو بدأنا بتحليل العنوان نكتشف مايلي
اولا فعل السقوط و هو في الزمن الماضي
و الماء هو الإنسان
ثم نقاط متتالية تترك لنا فسحة من التأمل و التنفس العميق
ثم كلمة عموديا
هنا مسرح كامل في العتبة العنوانية
فالشاعر يشير إلى من وقع في الحب منغمسا من رأسه حتى أخمص قدمه
وبما الموقف في العتبة العنوانية مثير
جعل الشاعر الدخول إلى النص من خلال صفات الماء الجاري
لاحظوا المدخل وشغف الانزياحات التي رسمها ليرسم لغة الحب
رنين حار
هندسة الخرير تشبه.... عناقا دافئا
من نقطة السقوط
حتى نقطة الدفق

فلصوت الماء رنين حار و ساخن
لكن متى؟
حتما مع الحب
الجريان + التدفق= حب+ دفء
و مع انتظام علاقة الحب تتعانق الارواح في الحل و الترحال
لتشكل لحنا و عزفا يمشي في خطى ثابتة رسمها شاعرنا بقوله عزف مستقيم
فالتقدم في الحب لا يمكن أن يكون إلا في خط مستقيم
لذلك كان الانتقال إلى المقطع الثاني ليوضح معنى الحب الحقيقي
انصاف دوائر
منحنيات
كلها آراء مختلفة
لاحظوا هنا اراد شاعرنا أن يسترسل في وصف الحب
فبعد أن وصفه بأنه عزف مستقيم
أراد أن يشير ان الحب لا يقبل الانحناءات و التعرجات و أنصاف الحلول
فالآراء المختلفة و المخالفة للعزف المستقيم تخدمها المصالح لهذا لا تستمر و يبحثون دائما لها عن فتوى

الشيء المميز في النص هو المجاز الفاخر و الملكة التي يمتلكها الشاعر في تكثيف المشهد
لاحظوا القدرة البنائية للمشهد دون إرباك لإيقاع النص
فهو يشير لمعاني الحب كعلاقات فيزيائية
مثلا
أسفل الماء... شغف الارض
هذه اللقطة المحلقة بمجازها مأخوذة من فتنة الطبيعة
فتحت الماء الجاري سطح الأرض الذي يحتضنه في مجراه بكل شغفه
وهنا يتركنا مع بساط أخضر مفتوح الدلالات
فأسفل الإنسان قدمه... و القدم عنوان للثبات و الأرض هو الدرب الذي يسلكه بخطى ثابتة
و حين ننظر إليه من بوابة الحب
نرى بأن الشاعر يبعث رسالة لكل محب
إن كان مؤمنا بحبه فعليه أن يمضي إلى شغف دروب الحب بخطى ثابتة لا تراجع فيها

فبعد الثبات في الحب تأتي مرحلة التحليق به
لاحظوا الرمزية و الجمال في بساطة التعبير
فوق الماء.... ذراعان
فالذراعان هما الجناحان اللذان من خلالهما تزرع وتحصد نتاج حبك
وهما الجناحان اللذان تدافع بهما عن حبك

وبعد الانتهاء من رسم مقومات الحب و عوامل نجاحه
ينتقل الشاعر إلى المنغصات التي يمكن أن تجرح و تقتل الحب
لاحظوا الحنكة في تركيب المشهد
منتصف الماء.... سرة الوتر العاشر
كلمة المنتصف تدلنا على مكان وقوف المحب و هو الوسط لا يحب التقدم و لا التراجع
وهذا يأخذنا إلى أنه غارق في الحيرة و الشك
و الحيرة و الشك تخلقان إيقاعا نشازا في الحب
وقد استقطب لإيضاح ذلك فكرة
سرة الوتر العاشر
طبعا الوتر العاشر هو في آلة القانون الموسيقية و الوتر العاشر فيها يعطي إيقاعا مؤلما

وحتى يسترسل في الإيضاح
يقول
أحشر كفي بين زواياه.... يجرحني بسبابته السابعة
هنا نلاحظ التخبط في مشاعر المحب
فحالة الشك تجعله كثير السؤال قليل الثقة يتدخل في كل صغيرة و كبيرة و هذا ما يخلق توترا كبيرا في علاقة الحب
وهنا كان المجاز عاليا في إظهار الألم
فهذا التدخل الخشن يجعل إيقاع لحن الحب مجروح الأوتار و كأن اللحن يريد ان يدفن نفسه

المقطع الأخير كان فيه نقلة نوعية
أراد من خلالها الشاعر أن يصف كيف تكون نهايات الحب
كيف يكون للأنثى القدرة المفصلية لاستيعاب الإرهاصات أو تضخيمها كحمم بركانية
بالإضافة إلى الرجل و ماهي معاني الرجولة الحقيقية
لاحظوا المقطع الأخير دخل عليه الشاعر من بوابة الوقت
بقوله الساعة الثالثة
وهنا ترك لنا باب الفضول لنتساءل لم اختار هذا الوقت بالذات
لم لم يختر الساعة الأولى أو الثانية؟
الساعة الأولى هي لحظة الولادة
ولادة الحب وهنا اعتبرها الشاعر في الزمن الماضي
الساعة الثانية هي الحاضر الذي يعيشه الحب و كيف يعيشه
الساعة الثالثة هي المستقبل
و الشاعر اختار هذا الوقت ليبعث رسالة لكل عاشق
لم أحببت.؟ وماذا ستصنع بحبك؟
وبما أن المستقبل أمر غيبي عبر عنه بقاعدة نحوية و هو الضمير المستتر تقديره ما تبقى من الوقت
لاحظوا الرسالة الفنية المليئة بفلسفة الحكمة
ماذا ستصنع بما تبقى من الوقت لحب؟
إنه شيء عظيم تسعى له
ماذا يمكنك أن تقدم له من تضحيات في هذا الوقت القليل تثبت به صدق نواياك
و بما أن الحب علاقة قائمة بين اثنين ذكر و أنثى
أراد أن يبحر شاعرنا في خصائص كل جنس
أولا الأنثى
كل النساء..... زوايا حادة
هنا نتمعن في معنى التركيب زوايا حادة
الزوايا الحادة هي الزواية الضيقة بأفقها وهذا مأخوذ من تناص لحديث الرسول الاعظم
فالمرأة بشكل عام تحكمها العاطفة
وهنا يستثني شاعرنا من النساء
التي تشبه شكل الجرة
و الجرة هي تستوعب الماء وهذه رسالة واضحة لكل أنثى لتحكم عقلها في وزن الأحداث حتى تمضي بقارب الحب إلى ضفة النضوج
بعد ذلك ينتقل شاعرنا وصف مزايا الرجل
بقوله
كل الماء... ذكور
فهذا التناص المبهر يأخذنا لقصة الخلق سيدنا أدم و كيف كان بدء الخلق ذكرا
لكن الشاعر أراد بعد إيصال فكرة الخلق أن يستخلص معنى الرجولة الحقيقية
ففي القفلة يستثني الشاعر
إلا هذا الذي سقط أسفل ذقني.... أنثى
هذه الصورة العميقة و الخلاقة تترك الدهشةفي ذات المتلقي
فمن يسقط من الذقن هو من يسقط من العين و لا يتشبث بحبه
هو من لا يقدر معنى الأنثى في حياته
فالرجل الحقيقي هو من يجعل من الانثى وطنا يسكن فيه و يلجأ إليه حين ضعفه و يقوى بعزيمتها و ثقتها به
هنا الشاعر يرسم لنا كيف نسمو بالحب ذكرا و أنثى
بعيدا عن إرهاصات الواقع
كالفرات و دجلة يسمو حبهما بشط العرب
نخلق الحياة في نبض من نحب من خلال التكامل
و الابتعاد عن العقلية الشرقية القبلية التي تدفن أنوثة من يشاركنا الحب

نثرية نابضة بمعاني سامية استطاع من خلالها شاعرنا يبعث رسائل مهمة من خلال استشفافه لواقع الحب في حاضرنا
ورسم بوصلة الحب الحقيقة

ترفع القبعة لكل هذا الجمال شاعرنا حسام نوري السراي
-
*أحمد اسماعيل
سورية

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...