اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

العصابة ...*فادي زهران

⏪⏬
لن أتركك حيّاً .. هذا ما سمعه فراس قبل أن يشعر بدمائه تسيل و ينتفض من شدة الرعب ...
كان هناك شاب يدعى فراس .. يعيش مع والديه .. في بيت بسيط .. فراس في المرحلة الجامعية .. ليس لديه أصدقاء .. لطالما شعر
بالوحدة .. و من يعرفهم هم مجرد زملاء لا أكثر .. ربما لأنه زادت قلة الوفاء و انتشر النفاق و المجاملات الوهمية مع كل أسف .. نادراً ما يجد المرء شخصاً مخلصاً يستحق لقب الصّديق مع عدم التعميم ..

فراس يحب السينما و صناعة الأفلام كثيراً .. يعتبرها الروح و الحياة .. يجد فيها ضالته .. و يراها عصا سحرية يمكن أن يحقّق بها أحلامه بمختلف ألوانها و أشكالها .. دائماً تجده أمه شارد الذّهن مرات مع نفسه و مرات كثيرة أثناء مشاهدته للتلفاز .. حتى أن والده كان دائماً يجده نائماً أمام التلفاز في الليل و يقوم ب إيقاظه .. كان يقضي معظم أوقات فراغه في مشاهدة الأفلام .. و كان يتخيّل نفسه في كل مرة أحد أبطال كل فيلم يراه .. حتى باتت حالته غريبة جداً لدرجة أنه يتقن تقمّص الشخصيات بشكل عجيب .. دائماً يقول أنه يتمنى أن يكون أحد نجوم السينما اللامعين ..

في إحدى المرات عاد فراس من الجامعة و كان متعباً قليلاً من كثرة المحاضرات في ذلك اليوم .. كما أنه كان قد استيقظ باكراً جداً لكي يتمكن من حضور محاضرة الساعة الثامنة .. أراد فراس في نفس اليوم أن يذهب إلى أحد دور عرض السينما لمشاهدة فيلم يحتوي على الكثير من مشاهد الحركة و المطاردات .. فكّر في تأجيل المشوار لكنّه تذكّر أنه مضطر للتفرّغ للدّراسة فالامتحانات ستبدأ بعد ثلاثة أيام .. وصل فراس إلى دار السينما .. دفع ثمن التذكرة .. وجد مقعداً قريباً .. كان معه عبوة العصير الزجاجية و البوشار .. كان متحمساً جداً مع بعض النعاس .. تم تشغيل شاشة العرض .. كانت مدة الفيلم ساعتين كاملتين .. كان الظلام مسيطراً .. الحضور أعدادهم قليلة .. حاول أن يكون مندمجاً منسجماً مع الفيلم ..

بدأ الفيلم .. كانت مشاهد سريعة و خاطفة .. مجموعة من الأشخاص .. قاموا بالسّطو على أحد المحلات و قتلوا الصائغ و مساعده و سرقوا كثيراً من المجوهرات .. أحدهم رأى الحادثة بالصّدفة .. أبْلغَ عن السارقين الذين قَتلوا .. عندها أخبرهم أحد أفراد اعصابة بقدوم الشرطة .. جاءت الشرطة و هدّدتهم ب إطلاق الغاز المسيل إذا لم يسلّموا أنفسهم .. أطلقت العصابة قنبلة للتشتيت جعلت المكان كلّه دخان كثيف .. و قامت الشرطة ب إطلاق الغاز .. و هربوا بسرعة دون تفكير و فور وصولهم إلى السيارات خافوا أن يكون الغاز قد استقر داخل الأقنعة ف بدّلوها بسرعة .. كان نفس الشخص مختبئاً و تمكن من رؤية وجوههم عند ركوبهم للسيارات قبل ارتداء أقنعة أخرى .. تمكّن أحد أفراد العصابة من رؤية ذلك الشخص .. سيارات الشرطة تلاحقهم .. كانوا مسرعين جداً .. بات مشهداً رائعاً لمطاردة السيارات .. العصابة مسرعة تكاد تسبق ضوء الشمس في انتشاره .. سيارتان يخرج من إطاراتهما الشّرار .. المشهد مثير جداً .. كأنّه سباق حقيقي .. كانت العصابة تحاول الهروب من السيارات التي تلاحقها .. يتابع فراس المشاهدة بسعادة عارمة و تركيز شديد .. يتناول قليلاً من البوشار .. يشرب بعض العصير .. كانت العصابة تملك كثيراً من المتفجرات .. رموها إلى الطريق .. شكّلت جداراً نارياً ضخماً حالَ بينهم و بين سيارات الشرطة .. ازدحام السيارات جعل الشرطة تضطرّ للتوقف حرصاً على سلامة الناس خشية حدوث عدّة حوادث جرّاء الدخان الكثيف من جدار الحريق في منتصف الطريق .. تابع السّارقون طريقهم .. و لاذوا بالفرار .. دخلوا إلى منطقة ريفية .. وصلوا إلى أحد البيوت المنعزلة عن الناس .. قام أحدهم ب إخراج المجوهرات .. فرحوا بالقنص الثمين .. كانوا خمسة أشخاص .. تقاسموا المجوهرات .. أخذ اثنان منهم أكثر من البقيّة .. اعترض الآخرون .. برّر أحدهم أنه هو من دلّهم على المحل و كان الشّرار يخرج من عيونه .. و قال الآخر : أنا العقل المدبر و لولاي لبقيتم ك الأطفال دون تخطيط .. رد الثالث : لكن لولا وجودي لما تمكنتم من الخروج سالمين من المحل .. فأنا من نبّهكم لقدوم الشرطة .. لم يهتم السابقون لكلام ثالثهم .. اضطرّ للسكوت بعدها .. لم يقتنع البقيّة بالقسمة .. كان الغضب و الاستياء يخرج من عيونهم .. و كأن كلّ واحد منهم يتوعّد الآخر .. تم فضّ الاجتماع .. ذهب كل منهم في منطقة .. شعر كلّ واحد بطمع الآخر و جشعه .. كان كلّ واحد منهم يفكّر في الانتقام .. فالمسروقات ثمينة جداً .. كانوا ك مجموعة ضباع ينتظر كل واحد أن ينقضّ على الآخر .. تم الاتفاق على موعد آخر لعملية جديدة .. كان الحقد يسيطر على قلب كل منهم .. حرص كل شخص أن يحضر سلاحه معه .. اجتمعوا في نفس البيت الريفي .. قرّروا البدء في تفاصيل العملية التالية .. أراد الثالث أن يشتّتهم و يعكّر مزاجهم و يخيفهم .. مهلاً يا أصدقائي .. ألا تظنّون أنكم قد نسيتم شيئاً ؟! هكذا قال .. ردّ أحدهم : ماذا نسينا أيها المتحذلق ؟! .. قال البقيّة : أخبرنا يا فيلسوف زمانك ! عندها ردّ عليهم : ألا تعرفون أن أحدهم شاهد عملية قتل الصائغ و مساعده و سرقة المحل ؟! و رأى وجوهكم قبل تبديل الأقنعة خشية الاختناق من الغاز الذي أطلقته الشرطة .. أنا وحدي كنت مختبئاً و قد تمكّنت من رؤيته .. عندها طال الصمت و الدهشة .. بعدها ردّ العقل المدبر : أنت تكذب لم يكن هناك أحد .. و إن كنت صادقاً أخبِرنا من هو ذلك الشخص برأيك ؟! ردّ عليه : لن أجيب قبل أن تعيدوا قسمة المجوهرات الظالمة .. عاد الصمت المطبق .. رد الذي دلّهم على المحل : و لكننا شرحنا لك سبب تقسيم المجوهرات بتلك القسمة .. قال نفس الشخص (المتحذلق) : لا يا صديقي .. أريد النصف .. استهجن الجميع .. سخطوا و غضبوا .. ذكّرهم أنه هناك سجن و ربما إعدام إن لم يطاوعوه .. قال العقل المدبر : و أنت ستسجن معنا و ربما ستعدم .. ليرد : لا يهم . ف إمّا العدل في القسمة و إما الموت بالعدل ! تشاوروا طويلاً .. كان الصراخ و العصبية سيديّ الموقف .. حتى اضطروا للموافقة .. فالحياة جميلة و زادت جمالاً في عيونهم .. قالوا ب إجماع : حسناً سنعطيك النصف .. قل لنا من هو الشخص الذي شاهدنا بعد قتلنا للصائغ و مساعده بدم بارد و سرقة مجوهراته ؟ .. قال المتحذلق : النصف .. النصف أولاً يا أصدقائي ! عادوا إلى نفس البيت الريفي مركز اجتماعاتهم .. قاموا بتجميع المجوهرت من بعضهم .. أخذ المتحذلق النصف .. أخبرهم أنّ الشخص الذي رآهم بعد مراقبته مراراً و تكراراً يحب الأفلام كثيراً .. و سيجدونه الآن في إحدى دور العرض .. وضعوا الخطة .. أرادوا أن يكونوا متعاونين أكثر من أي وقت مضى .. تمكّنوا من إخلاء دار العرض من الموجودين فيها .. لم يتبق أحد سوى ذلك الشخص .. تمكّنوا من إيجاده .....في نفس الوقت كان فراس جالساً على مقعده .. بعدها سمع صوت أقدام تسير بحذر و هدوء .. التفت خلفه ليجد خمسة أشخاص ملثمين .. قال أحدهم : أنت .. هيا قف و ارفع يديك .. عندها شعر فراس بالخوف الشديد .. و قال : من أنتم ؟ .. أجابه أحدهم : أصبحت الآن لا تعرفنا !! لا تكذب .. أنت من أبلغ الشرطة عنّا بعدما رأيتنا نسرق الصائغ و نقتله مع مساعده .. عندها صُعِق فراس و قال : أنا ؟! لم أفعل شيئاً .. متى حدث ذلك ؟! عندها ردّ المتحذلق : لا تصدقوه إنه يكذب .. ظلّ فراس يُقسم و يتوسّل إليهم لكن دون فائدة .. قال العقل المدبر : هيا استعد لموتك !! ف لن أتركك حياً .. عندها قام ب إطلاق الرصاص على صدر فراس لتسيل الدماء منه و تملأ صدره و ينتفض بشدّة و يشعر برصاصة كبيرة الحجم قد اصطدمت بصدره .. و عيونه قد أغلقت للأبد .. ظنّ فراس نفسه ميتاً ليشعر بأحدهم يضربه على كتفه و يقول له : أنت .. هيّا رد . أنت .. عندها فتح عينيه .. وجد نفسه ممدداً على المقعد و عبوة العصير قد انسكبت على صدره مع شعور بالألم من أثر الزجاجة التي سقطت من يده على صدره أثناء نومه .. ليجد الحارس يقول له : لقد أخبرني الجالسون أنك نائم منذ الساعة الأولى من بداية الفيلم لكنّني رأيت أن أوقظك عندما ينتهي الفيلم حتى لا أزعجهم !!

⁦✍️⁩ فادي زهران

حسين خلف موسى
أعجبني

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...