اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

الإيمان والمواجهة في مسلسل “حارس القدس” ...*د. شفيق طه النوباني

⏪⏬
قد يخيل للناظر إلى العمل الدرامي “حارس القدس” أنه عمل يتناول الصراع العربي الصهيوني بصورة مباشرة، ومع أن العمل يتناول هذه المسألة من خلال التركيز على مثال نضالي بارز إلا أنه لا يتوقف عند هذا الحد، بل يربط هذا المثال بقضايا مهمة تتعلق بالضمير الإنساني وفق نظرة لا يعوزها العمق.
تناول “حارس القدس” سيرة المطران هيلاريون كبودجي منذ طفولته التي أمضاها في حلب حتى وفاته عام 2017، حيث اعتمد عرض المسلسل على تقنية الاسترجاع التي عاد من خلالها كبودجي إلى مراحله العمرية في حلب وبيروت ودمشق والقدس أثناء إقامته في الفاتيكان التي نفي إليها بعد محاكمته من الاحتلال في فلسطين. وبحكم استعادة مرحلة التنشئة الرهبانية عند كبوجي انفتح العمل على أسئلة الرهبنة وأثرها في صياغة مفهوم أبوة المجتمع في المسيحية، فالأبوة لا تتحقق إلا بدربة روحية ونفسية تمتد من مراحل الطفولة ليتخذ الأب من خلالها تلك المكانة الاجتماعية التي تؤهله للقيام بدوره في الارتقاء برعاياه من الناحيتين الروحية والاجتماعية.
غير أن “حارس القدس” لا يتوقف عند هذا الحد، فالتربية الروحية يفترض أن تنعكس على القناعات والتوجهات الفكرية على مختلف المستويات. وقد التحم الإيمان الإلهي عند المطران كبودجي بالإيمان بالقضايا الإنسانية، حيث لم يبد الإيمان حالة معلقة في الفراغ لا تنسجم مع قضايا الناس ولا تنعكس على ممارسات المؤمن بصورة تجزئ الحالة الإيمانية وتخرجها من معطى الشمول، ومن هنا برز إيمان المطران كبودجي المختلف الذي انتمى للقضية الإنسانية والإيمانية الأكثر عدالة على مر تاريخ المنطقة والعالم. ومن هنا ذهب كبودجي إلى تفسير غير شائع في الوسط الكنسي لمقولة المسيح عليه السلام: “أحب عدوك” فمحبة العدو لا تعني تجاوز اعتدائه وتجاوز الشرور التي تتأتى منه.
في توجه مختلف عن توجه الكنيسة الشائع اختار كبودجي أن يقف موقفا واضحا من القضية الفلسطينية بينما كان يعمل مطرانا للقدس في سبعينيات القرن الماضي، إذ قام بتهريب السلاح من بيروت للمقاومة الفلسطينية في الداخل، وبعد تنفيذه لعملية التهريب عدة مرات من خلال استغلاله لجوازه الدبلوماسي الذي منحه إمكانية الدخول بسيارته دون تفتيش استطاع الكيان الصهيوني أن يكشف تعاونه مع المقاومة، فحكم عليه بالسجن اثني عشر عاما قضى منها ثلاث سنوات، إذ استطاع من خلال سلطة الفاتيكان أن ينهي سجنه.
لم يتوقف انتماء كبودجي للقضية الفلسطينية عند مرحلة السجن، بل استمر كفاحه كفاح رجل الدين من أجل هذه القضية، فعبر نشاطه باستمرار عن انتمائه لها، وقد اختتم عمله النضالي من خلال مشاركته بسفينة كسر الحصار مرمرة، غير أن “حارس القدس” لم يقتصر في تناوله على سيرة كبودجي الذاتية بصورة مباشرة، بل ربط هذه السيرة بالأحداث التي تجري في سورية، فتابع مريدة كبودجي التي سافرت إلى حلب لتمر بأحداث حاولت عرض إشكالية الأحداث السورية وأثرها على أهالي حلب وسورية بصورة عامة.
بدا “حارس القدس” مفعما بالإشارات الرمزية من بداياته، وقد مثل السكين الذي احتفظ به هيلاريون كبودجي منذ مرحلة انتظامه في مدرسة الرهبنة في القدس واحدا من أكثر الرموز سطوعا في العمل الدرامي. فبينما كان كبودجي يمشي في شوارع القدس لجأ له أحد المناضلين الهاربين من جنود الاحتلال، وأعطاه السكين لتكون أمانة معه إلى أن يخرج من السجن، غير أن المناضل يموت في السجن، لتبقى الأمانة مع كبودجي الذي يحتفظ بها إلى أن يعود إلى القدس مطرانا، وليعطي إشارة إلى الراهبة مريم التي سارت على طريق كبودجي بالاحتفاظ بها أمانة، وحين تسأله قبل موته عنها يشير إلى أن السكين ينبغي أن يبقى في فلسطين.
وإذا كان العمل الدرامي قد رسم شخصية مريم بصورة متقنة استطاع من خلالها أن يدخلها في حبكة العمل دون أن يشعر المشاهد بأي نشوز فإن شخصيات أخرى بدت مضافة إلى العمل غير متسقة معه، فشخصية صباح راعية الغنم بدت عبثية غير واقعية، فعلى الرغم من الاحتلال في فلسطين بقيت التركيبة الاجتماعية فيها تحافظ على قدر من التماسك بحيث لم يكن من السهولة أن تجد فتاة شابة بكامل قواها العقلية لا يوجد لها أي ارتباط أسري دون وجود أقرباء يأوونها. ولعل كاتب السيناريو أراد أن يصل من خلال هذه الشخصية إلى بعد رمزي، فالمحتلون سرقوا أغنام الراعية لتبقى بلا عمل أو رزق، في إشارة إلى الشعب الفلسطيني الذي مثل لجوؤه وتمزق لحمته قضية إنسانية، غير أن هذا البعد الرمزي يفترض أن يلتئم مع حبكة العمل وتشكيله الكلي، فقد بدت رمزية السكين مثلا رمزية مقنعة، أما رمزية شخصية صباح فبدت غير ملتئمة مع بقية العمل.
كان من الطبيعي أن تبدو الخطابات مكونا أساسيا من العمل، فشخصية كبودجي شخصية دينية كثيرا ما تلقي الخطابات في المحافل المتنوعة، غير أن هذه الخطابات لم تمنع من إبراز حوار متقن في الأغلب، كحوارات كبودجي مع أساتذته الرهبان في مرحلة التعليم، وحواراته مع مريديه التي حاول من خلالها أن يبين موقفه من التوجه الكنسي العام الذي يفيد بعدم التدخل في السياسة. وعلى الرغم من أن العمل لم يقم على إنتاج ضخم يبدو من الواضح أن كاميرا المخرج استغلت المشاهد الطبيعية في التصوير، فبدا ريف دمشق بكل ما فيه من بهاء، وظهرت شوارع القدس بصورة أقرب إلى حقيقتها، كما بدت الكنائس بهيبتها وبهائها، وعلى الرغم من أن العمل بدا حاملا للفكرة بوضوح إلا أنه لم يفتقد إلى التشويق وإثارة مشاعر الإعجاب بالمطران الذي مثل صورة الأب بكل ما في الكلمة من معنى.
-
*د. شفيق طه النوباني

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...