اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

تنويعات في قصص “ليلة صيف” للموريتاني محمد إبراهيم ولد محمدنا


*عبدالله المتقي

المقبل على المشهد الأدبي الموريتاني، يقف على أن القصيدة الموزونة والشطرية، هي الأب الروحي، والمعطف الذي خرج منه مليون شاعر، ومع ذلك، لا يخلو هذا المشهد من نتاج قصصي طفا مؤخرا، وفي تصاعد دائم، بفعل عوامل ذاتية داخلية، واخرى
عوامل خارجية بفعل المثاقفة، تساوقا مع ظهور طبقة اجتماعية متوسطة، لها خصوصيتها السياسية والثقافية
ولا تفوتنا هنا الإشارة على سبيل المثال، إلى مجموعة من الورشات القصصية بصيغة المذكر والمؤنث، والتي أنعشت روح الحكي، من قبيل : سعدبوه ولد محمد المصطفى، أم كلثوم منت أحمد، أحمد ولد إسلم، خديجة بنت عبدالحي بنت ميلود، ومحمد إبراهيم ولد محمدنا الحائز على المركز الأول في القصة القصيرة سنة، وفي جبته الكثير من الأعمال، تتراوح بين الشعر والسرد، نشرت في منابر محلية وعربية، ورقية ورقمية، توجها بمجموعة قصصية، عنونها ب ” ليلة صيف 1″، الصادرة ضمن منشورات الأدباء والكتاب الموريتانيين، في 77صفحة من القطع المتوسط، وتزين دفة غلافها الأول لوحة تشكيلية تحيل على الصحراء، وبدون اسم.
فما الذي تقوله هذه الباقة القصصية لمحمد ابراهيم ولد محمدنا ؟ وماذا عن تبنيها الجمالي، وقيمتها الفنية؟
تشتمل المجموعة على القصص التالية : ليلة صيف، المصباح البعيد، قرية الرمال، أسرار في الظلام، العائد، الحاسة السادسة، موعد الفجر، قالت جدتي، تجربة قديمة، لا فتات الشارع الكبير، زيارة قصيرة، الطبيبة الأجنبية، المنجم.
أربعة عشرة مدونة قصصية، بعناوين مفرجة، أو جملة اسمية، وتشي بمجموعة من القضايا الإنسانية والاجتماعية، قضايا تقترب من هموم وقلق الانسان الموريتاني، في علاقته بذاته ومجتمعه، وبالآخر وبالأشياء من حوله، دون التفريط في جمالية الحكي، بما استطاع إليه القاص سبيلا، ومن ثم، ساهم في تحفيز المتلقي واستضافته للدخول إلى هذه العوالم الحكائية والتفاعل معها.
يفتح القاص علبته السردية بقصة وسمها ب” ليلة صيف”، وهو العنوان الرئيسي الذي اختاره لمجموعته القصصية، تتصيدك عين القاص وهي تلتقط الوسط الطبيعي والحميمي للصحراء، وتلك الأجواء الاحتفالية التي لا يعرف مذاقها سوى أهلها:”وانتبهت إلى الفتاة التي كانت تغني، شدتني بوجهها الأبيض المتألق حتى لكأنه من نفس مادة رمال البطحاء المتلألئة ” ص 5، لكن، وفي نفس القصة الآنفة، ينسدل الستار، باكتشاف مستفز حد الوخز:
جاوزتني قليلا، وصاحت بي:
= هيا
وسحقتني المفاجأة، يا للكارثة، معوقة.. نعم ورجلاها متصلبتان تنسحبان خلفها على الأرض، كل هذا الجمال، ومع ذلك مقعدة ص8 ” ,
وعليه، يكون اقاص ولد محمدنا، قد انحاز انسانيا وابداعيا، إلى ذوي الاحتياجات،الذين يعيشون الحياة، بمسامهم وجوارحهم، ولا يرضون سوى بهجات الحياة بخلق التحدي رغم أنف الخلل.
في قصته الثانية، يتخلص من الفضاءات الضيقة، لينطلق نحو الفضاء الشاسع الحر، لأحلامه القصصية،. يكون عزاء ونجاة، فيه تتداعى الأفكار والأحداث بلغة بصرية أخرى، حيث الانفلات من الواقع، وتشييد واقع على أنقاضه، و ” القصة لا تسمى قصة إلا بتوظيفها الحلم والخيال والتحرر من الواقع.1″.
هكذا يخلخل الحالم الكون في القصة :” ماذا حدث ؟
إنها القيامة، لقد اختل نظام الكون، لا شك، توقع انفجار الكرة الأرضية واندثار المجموعة الشمسية وضياع الوجود في العدم ” ص 10، ويطلق عنان لحلمه، وأكثر تحررا من قيود اليقظة :” ولمحت في الازدحام الشديد وجه ميمومنة بنت صديقي احمد سالم التي طالما دغدغت أحلامي، فتسللت إليها بين الحشد حتى غمزتها في ذراعها وانتحيت بها دانبا وكانت تبكي، وقلت لها :
هذه الفرصة المنسبة، لأبوح لك بإعجابي، ولو أنها فرصة مأساوية ” ص12
لعالم الحُلْمِي التخيلي يكاد يصير عالما واقعيا ممكنا، خاصة عندما تشتد الأزمة، ويكبر الأمل في الفرج القريب
فالحلم يشكل أساسا لتجاوز أو خلخلة سؤال الواقعية في الكتابة
في قصة ” قرية الرمال “، تبث الانسان بهوية المكان وجذوره، وهو ما تجسد ” خديجة ” :” زارها رجال القرية وقالوا لها : متى تتركين هذه الدار ؟ لم تعد لك قوة على صراع الرمال كل يوم
الدار ذاهبة لا محالة فتعالي لتسكني معنا
او معي أنا
لكنها رفضت بقوة وشكرتهم “ص15
لأن بيتها ذاكرتها ووجدانها وحياتها وجذورها وبئرها الأولى: ” قالت لنفسها : بريدون مني أن أترك بيتي، المرء بلا بيت كائن ميت “ص15
وجراء رداءة أحوال الطقس في الصحراء، ودخول الناس إلى مخابئه، وبعد أن “توقفت الريخ عند طلوع الفجر فخرج الرجال يتفقدون القرية، كان أول ما خطر ببالهم أن يتفقدوا حال خديجة “،ص16، مشهد درامي، يجسد الأصل والانتماء إلى الأرض والعض عليها بالنواجد.
وللطفولة حضور في قصص محمدنا، كما يتجلى في قصة ” قالت جدتي”، حيث حرص الكاتب على الاقتراب مما يتعرض له الأطفال، من تعنيف رمزي، تشخصه حكايات الجدة المرعبة بفعل العادة والتكرار متى تكفين ياوالدتي عن سرد هذه القصص للأولاد، إنها تخفيفه كثيرا ” ص55، مشهد، من بين المشاهد التي تتكرر في المجتمعات التي تعيش على هامش وسائل الترفيه التي يمكن أن تغني عن حكايات الجدة، وتدل الأب للحد من تعنيفها لمتخيل الأطفال.
وفي قصة “المنجم”، هجاء ساخر من دهاقنة الاستغلال، الذين لا يحلمون سوى بتراكم الثروات، ولو على حساب تدمير ذاكرة المكان :” هناك مشاورات بين والي المدينة والشركة حول الطريقة المثلى للتخلص من الضريح وساكنه حتى يتم استخراج المعدن النفيس “.ص 74
في هذه الأثناء، يتدخل ” سعيد” على الخط، مدعيا أن الولي الصالح جده، ليتم التفاوض مع مدير الشركة، و :” قبل المدير دفع التعويض على مضض وسلم لسعيد شيكا بالمبلغ”. ص 75، وبعدها، تنطلي عليهما الحيلة، وتكون نهايية اللعبة سخرية حادة : “وأخذوا يزيلون التراب بالأيدي حتى لا تتكسر الرفات، لكن حقيقة جديدة بدأت تتكشف وهي أن العظام عظام حصان ولا وجود لرفات بشرية في الضريح>
ولعل أبرز ما يميز نصوص المجموعة، على المستوى الفني، تعدد وسائطها التعبيرية، فاللغة جاءت واضحة تتكئ على الإفصاح والإظهار دوان التواءات ولا منعرجات، إنها انعكاس للخلاء الصحراوي ولفضاء الرمال الممتدة دون عتمات.
أما عن الحوار بين الشخصيات، فقد اعتمده القاص في كثير من القصص، ليشخص من خلاله الإفصاح والبوح عن رغائب الشخصيات ومواقفها، وأحيانا قلقها وانزعاجها :” نظرت فإذا بزوجتي عند الباب وهي تقول :
= قم واترك الكسل، حتى المنبه لم يعد بؤثر فيك ؟
= لقد رأيت كابوسا مزعجا، كم الساعة الأن ؟
= لقد تجاوزت السابعة ” ص 6
وفي الختام، يمكن اعتبار قصص ” ليلة صيف ” للقاص محمد ابراهيم ولد محمدنا، تجربة قصصية متواضعة مسكونة بالحكي، ونقطة انطلاق قصصي، تشتغل وتجارب أخرى، بقضايا وهموم المجتمع، وتشق رحلتها في أراضي القصة القصيرة، للقبض على نص ولا غرو، فالقصة القصيرة هي ذلك الجنس الأدبي العابر لكل الأجناس الإبداعية، يضاف إلى هذا إيقاع عصرنا المتسارع اللاهث المعقد المفتت ” 2
-
*عبدالله المتقي
====
هوامش:
1- “ليلة صيف” محمد ابراهيم ولد محمدنا، منشورات اتحاد الادباء والكتاب الموريتانيين، 2009
2- شهوة القص، أحمد أمنصور، ص88، ط1، دار الحرف المغرب، 2007.
3=” كأن الحياة، قصة قصيرة مقاربات نجيب العوفي، ص 21، ط1،شركة النشر والتوزيع المدارس، 2016

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...