⏪⏬
عندما كانوا يخرجون من المنازل كانت زوجات ترقين أزواجهنّ من الحسد وتحمد الله كثيرا على نعمة الإلف الودود ...ونسوة
أخريات كنّ يتنفّسن الصعداء ويتمنون لو أنّها الخرجة الأخيرة لازواجهن لشدّة ما يلاقين منهم...ورجال يعودون إلى منازلهم على أمل أن يغادروه من طلعة النّهار..ورجال يعودون إلى منازلهم بشوق الطيور إلى أعشاشها...حكمت الآن الكورونا بملازمة البيوت..وحانت المكاشفة...وطوبى للزوج الصديق من أنس الثواء جانب أليفته..والجحيم للغريبين تحت سقف واحد وفي إقامة جبريّة...كلّ هذا متوقّع ولا جدّة فيه لكن المفاجئ هوّ أن يفتح زمن الكورونا العين الثالثة...أزواج بقاؤهم في المنزل سيجعلهم ينظرون بتمعّن لتعب نسائهن وما يبذلنه من أجل توفير الرّاحة في حين كانوا يعودون من أعمالهم ومن تسلياتهم البريئة او الخبيثة لا تدرك أعينهم المتبرّمة شيئا ولا تدري بشيء..الآن صار لهم متّسع من الوقت ليتامّلوا ويعرفوا كم هم مدانون بالشكر والإمتنان..آخرون كانوا في غاية اللطف بارعين في سياسة المجاملة ليرفرفوا أجنحتهم وهم خارجين من المنزل تاركين على ثغور زوجاتهن ابتسامة رضاء بلهاء..الآن قصّت الأجنحة وسيظل العصفور الغريد في المنزل طوال الوقت وتظهر فصيلته الأصلية كنوع من أنواع الخفافيش التي تلازم ركنا من الغرفة ويغيب بعالم الانترنات وينتظر في عنجهية السيّد المخدوم طعامه وشرابه وقد يتبيّن أنه نوع من الطيور الجوارح التي ينبغي الحذر من هجومها في أيّة لحظة بمفعول الضيق أو ذوبان الخداع عن الطبع الرديء.. وقد يتبيّن أنه نوع من تلك الدببة الغاضبة في صمت كنود كتلك التي نراها في حديقة الحيوانات مستسلمة لسجنها رغما عنها ..والمفاجآت كثيرة..فكم من زوجة ستجد في زمن الخوف سندا عتيدا وقد كانت عيناها المغشيتان بالغضب تراه جدارا متصدّعا..وكم من زوجة كانت تحسب انها أقرب ما تكون من زوجها وجدت أنها واهمة..وأخريات كانت تمدّ بحور بينهن وبين أزواجهن اكتشفن أنها تتبخّر في لحظة حنان ورأفة و هبّة مساعدة ومشاركة...فطوبى للنفوس الطيبة في زمن الكورونا زوجا وزوجة ستينع بينهما الصداقة والمودّة ..سيظهر معدن الرجال ومعدن النساء ..ستجلو الكورونا غبش الرؤية والرؤيا وسيبرز وميض الذهب الأصيل وصديد القصدير..
*وفاء الرعودي
تونس
عندما كانوا يخرجون من المنازل كانت زوجات ترقين أزواجهنّ من الحسد وتحمد الله كثيرا على نعمة الإلف الودود ...ونسوة
أخريات كنّ يتنفّسن الصعداء ويتمنون لو أنّها الخرجة الأخيرة لازواجهن لشدّة ما يلاقين منهم...ورجال يعودون إلى منازلهم على أمل أن يغادروه من طلعة النّهار..ورجال يعودون إلى منازلهم بشوق الطيور إلى أعشاشها...حكمت الآن الكورونا بملازمة البيوت..وحانت المكاشفة...وطوبى للزوج الصديق من أنس الثواء جانب أليفته..والجحيم للغريبين تحت سقف واحد وفي إقامة جبريّة...كلّ هذا متوقّع ولا جدّة فيه لكن المفاجئ هوّ أن يفتح زمن الكورونا العين الثالثة...أزواج بقاؤهم في المنزل سيجعلهم ينظرون بتمعّن لتعب نسائهن وما يبذلنه من أجل توفير الرّاحة في حين كانوا يعودون من أعمالهم ومن تسلياتهم البريئة او الخبيثة لا تدرك أعينهم المتبرّمة شيئا ولا تدري بشيء..الآن صار لهم متّسع من الوقت ليتامّلوا ويعرفوا كم هم مدانون بالشكر والإمتنان..آخرون كانوا في غاية اللطف بارعين في سياسة المجاملة ليرفرفوا أجنحتهم وهم خارجين من المنزل تاركين على ثغور زوجاتهن ابتسامة رضاء بلهاء..الآن قصّت الأجنحة وسيظل العصفور الغريد في المنزل طوال الوقت وتظهر فصيلته الأصلية كنوع من أنواع الخفافيش التي تلازم ركنا من الغرفة ويغيب بعالم الانترنات وينتظر في عنجهية السيّد المخدوم طعامه وشرابه وقد يتبيّن أنه نوع من الطيور الجوارح التي ينبغي الحذر من هجومها في أيّة لحظة بمفعول الضيق أو ذوبان الخداع عن الطبع الرديء.. وقد يتبيّن أنه نوع من تلك الدببة الغاضبة في صمت كنود كتلك التي نراها في حديقة الحيوانات مستسلمة لسجنها رغما عنها ..والمفاجآت كثيرة..فكم من زوجة ستجد في زمن الخوف سندا عتيدا وقد كانت عيناها المغشيتان بالغضب تراه جدارا متصدّعا..وكم من زوجة كانت تحسب انها أقرب ما تكون من زوجها وجدت أنها واهمة..وأخريات كانت تمدّ بحور بينهن وبين أزواجهن اكتشفن أنها تتبخّر في لحظة حنان ورأفة و هبّة مساعدة ومشاركة...فطوبى للنفوس الطيبة في زمن الكورونا زوجا وزوجة ستينع بينهما الصداقة والمودّة ..سيظهر معدن الرجال ومعدن النساء ..ستجلو الكورونا غبش الرؤية والرؤيا وسيبرز وميض الذهب الأصيل وصديد القصدير..
*وفاء الرعودي
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق