تميزت إليف شافاق بشخصيتها المختلفة والمميزة، التي استطاعت أن تجمع ثقافات متنوعة وتعبر عنها بجرأة وحب ونعومة، فهي واحدة من أبناء شهر اكتوبر، فقد ولدت في الـ 25 منه عام 1971، في فرنسا، وتحديدا في مدينة ستراسبورج، لوالدها الفيلسوف
الروائية التركية إليف شافاق |
مؤلفات إليف شافاق
"أنا روائية فضولية" فدائما تحاول إليف شافاق أن تمرر أفكارها المتعلقة بالسياسة وحثوث المهمشين في الكتابات التي تقدمها للقراء، كما سعت دوما أن تكون صوت الآخر، الذي لم يعبر عن وجهة نظره أحد، وظهر ذلك في كثير من أعمالها الروائية كـ "لقيطة إسطنبول" التي تناولت المجزرة التي تعرض لها الأرمن على يد الدولة التركية، وكذلك الأقليات من أصحاب الميول الجنسية المختلفة. تقول إليف شافاق عن منتجها الأدبي إنها تسعى أن تكون معبرة عن من يعيشون على الهامش، وتمنح صوتا للمقموعين "أنا أهتم دوما بمن هم ليسوا في المركز أو نقطة الضوء، ومهتمة بقصة كل من يشعر أنه وحيد"، كما أنها مهتمة بحقوق المرأة وضرورة تحررها، وتؤمن بالمساواة بين الجنسين. أصدرت إليف شافاق 17 عملا، من بينهم 11 رواية، وتعتبر "قواعد العشق الأربعون" الرواية التي اشتهرت بها إليف شافاق في الوطن العربي والعالم، ولكن سبقتها وتلتها كذلك كثير من الأعمال الأدبية،
وتعتبر رواية "الصوفي" الصادرة عام 1997 هي أول عمل أدبي لإليف شافاق، ونالت عنه جائزة أفضل Rumi Prize عام 1998، وتلتها روايتها مدينة المرايا عام 1999، التي تناولت فيها قصص جمعت التصوف اليهودي والإسلامي عن طريق حياة عائلة إسبانية تحولت عن دينها. روايتها الثالثة كانت "النظرة The Gaze"، الذي يتناول قضايا التنمر والخوف من معتقدات الآخرين، وكذلك رغبتنا في الصورة التي نريد لأجسادنا أن تكون عليها، من خلال قصة سيدة تعاني من زيادة الوزن وحبيبها قزم، وترتاب من نظرات الآخرين لهم كل مرة يخرجان فيها معا، وتقرر استبدال الأدوار. توالت بعدها أعمل إليف شافاق الدبية من "قصر القمل" عام 2002، و"القديس" أو المطهر، ثم "مد وجزر"، و"لقيطة إسطنبول" التي واجته بسببها تهما قانونية، وتعرضت لمدة عام للمحاكمة على اعتبار أن روايتها التي تناولت المجزرة والمذابح التي حدث للأرمن، تنتقص من الذات التركية، وخلال عام هو مدة محاكمتها تضاعفت مبيعات الوراية، وكانت ضمن الأكثر مبيعا. وتحدثت إليف عن الأمر معتبرة أن تناولها للأمر جاء لتعبر من خلاله عن الآخر، وليتم التعامل مع الماضي بواقعية، فلا هو صورة جميلة، أو صفحة يجب أن نطويها، بل هو يحمل التاريخ والثقافة، وكما أنه يوصف على أنه أفضل، فهو أيضا مؤلم. واستكمالا لأعمالها الأدبية التي تتناول المحظور وتتطرق إلى الغريب، كسرت إليف شافاق الصورة النمطية و"الرومانسية" للام في كتابها حليب اسود، حين تحدثت عن اكتئاب ما بعد الولادة، وكيف رات أن هذا الاكتئاب، الذي مرت به بشكل شخصي، بعد أن جعلها غير قادرة على الكتابة لمدة 10 أشهر، "الاكتئاب تجربة ملفتة لأنها تعطينا فرصة لإعادة بناء أنفسنا، يعتبر كل اكتئاب فرصة تقدمها لنا الحياة لنتوقف نفكر ونتأمل دواخلنا، وربما نعيد إنشاء أنفسنا بشكل أفضل من السابق".
وكان آخر أعمالها، رواية "البنت التي لا تحب اسمها"، وهي الصادرة في 2019، واهتمت على مدار سنوات الكتابة الماضية أن تتحدث عن التصوف، كونها مهتمة به وبجميع أنواعه وفي مختلف الديانات، وترى المتصوف باحث في رحلة روحانية عن نفسه، ولذلك عبرت عن ذلك في كثير من أعمالها الأدبية. بخلاف كتاباتها الإبداعية، تحمل إليف شافاق رؤي سياسية وأراء تستند إلى علم ودراسة أكاديمية قوية، وتقدمهما في مقالات مختلفة يتم نشرها في كثير من الصحف والمجلات العالمية، منها الفاينانشيال تايمز والجارديان ونيويورك تايمز وول ستريت جورنال. آمنت إليف شافاق منذ كانت في الجامعة بحقوق المرأة وتحررها، فكانت لها ميول يسارية، وتنادي أيضا بحقوق البيئة، وترى أن النساء أخوات وعليهن أن يسندن بعضهن البعض، ولكن يفاجئها أنهن أصبحن أعداء وينكرن الحقوق على بعض، للدرجة التي جعلتهن يؤذين بعضهن، ورغم ذلك ما زالت تؤمن بروح الأخوة والتضامن النسوي. أخذت الروائية التركية لقب والدتها، وعنون به كتبها وأعمالها وكتاباتها بشكل عام، فاصبحت "إليف شافاق"، لديها طفلان من زوجها الصحفي التركي أيوب خان، هما زيلدا والزاهر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق