⏪⏬
- لطالما كنت أفتخر برزانة عقلي والتركيز في الأمور الصغيرة من حياتي والاهتمام بتفاصيل لم يدركها أحد
الغرور والكبرياء سيطرا على نواحي شخصيتي ولكني فجعت مؤخرا " بالحب "
كيف لهذا الكيان الرائع أن يخدعه العشق ان يجعله يسري في الشرايين التي أغلقت منذ زمن ؟ كيف لهذا الحب أن يؤثر على خلايا جسدي ولون بشرتي ،
الحب يا صديقي أكبر خدعة والعشق ملعون ... أتحدث مع نفسي دوما دون أن أدعك تنتبه أو تسمع ما يجول بخاطري ، المتاهة التي أوقعتني بها عيناك لم تكن بالحسبان
كم نحن أقوياء سألتك ذات جلسة ولكنك لم تجبني كعادتك مجرد صمت منك وتنهيدة كانتا كفيلتين بالإجابة .
نحن ضعفاء يا صديقي جبناء وضعفاء أمام هذا الوحش الذي يلتهم عروقنا وأحاسيسنا ببطء يكشف عن أنيابة الجميلة ابتسامة رائعة تخفي آلآما لا نقتنع بامكانية حدوثها مستقبلاً .. ننتهي ونحن نبدأ دون الشعور بدواخلنا المنصهرة اشتياقا ولوعة واندفاعاً للعواطف التي تكتسح سماء ساحة هذه الحرب .
كنت أعد الثواني والدقائق حتى ينجلي الليل وينبلج الفجر المتسارع حتى يشرق وجهي من جديد فرحاً علني التقيك اليوم في موعد انتقيه أنا بلا تأخير
وكم كان تأخيرك قاتلي . ياااه للعشق يا صديقي مقتولون نحن لا محاله .
عندما وقعت في الحب أول مرة كنت في الخامسة عشر حينما لفت انتباهي ابن جيراننا الذي يكبرني ب 6 أعوام لم أكن أعرف شيئاً سوى أني أحبه ولم يكن حينها أجهزة هاتف كانت الاتصالات والأخبار تصل بطرق كثيرة مثل أن يكتب لي موعد اللقاء على ورقه ويربطها في حصى ويليقيها بمكان أمام البيت كنا قد اتفقنا عليه مسبقا وعادة يكون اللقاء في حديقة عامة من يسبق ينتظر الآخر لحظات ، وفي أحدى المرات كتبت له موعد اللقاء ووضعت الورقة في منتصف كتاب أعطيت الكتاب لوالدته الأربعينية وقلت لها هذا الكتاب لولدك قد طلبه ليقرأه ولكنها سرعان ما فتحت الكتاب واستلت الورقة ونظرت لي باشمئزاز هي تعلم أن ابنها لا يقرأ ابدا ترك المدرسة منذ كان عشرة أعوام لا أدري
أنا لم أفكر بهكذا أمر وقتها فقط أحببته لأن عيناه خضرواتان جميلتان ولهفتي للقائه كانت أشبه بالتهام حبة ايس كريم في الحر وكنا نتحدث عن الرياضة أكثر من الحب ،
انتظاري لك حبيبي ولهفتي للقائك كانت أعنف من الحب نفسه ، فترة غيابك وقعت فريسة الاكتئاب الحاد كرهت فيها كل شيء كل الناس كل الأماكن ، الأكل الدراسة الكلام ، فقط كنت استمع للمعزوفات الحزينة التي سمعناها سويا مع دموعنا الحارقة ،
أي كائن أنت ؟
أي رجل هز كياني وبعثر الثوابت الراسخة في عقلي؟
أن لا جدوى من الحب والارتباط واقتناء رجل بحوزتي أنت لست من البشر بل ملاك على هيئة انسان .
انتظرت الصباح لم أغفو لحظة ليلتها عندما أخبرتني انك قادم في الغد شعرت ان الكون بحجمه بره وبحره لا يتسع للفرح في أوصالي ، ارتديت أجمل ثيابي وذهبت الى الجامعة مبكرا على غير عادتي لم أدخل قاعة المحاضرات بل مكثت في الخارج أتجول بين الساحات و الكافتيريا لم أتحدث مع أحد ولم ألتفت بل لم أرى احد مطلقاً وكأن هذا الصرح خالٍ إلا مني ..
أنتظرتك لتحضر لأراك قادماً من بعيد أسرعت باتجاهك ولكن خطواتي تباطأت من اللوعة و لهيب الاشتياق
ياااه يا حبيبي كم اشتقت اليك دعني اقبلك ،احضنك أمامهم انا الآن حرة حرة .
*مريم حوامدة
مقطع من روايتي " دروب تشرين"
- لطالما كنت أفتخر برزانة عقلي والتركيز في الأمور الصغيرة من حياتي والاهتمام بتفاصيل لم يدركها أحد
الغرور والكبرياء سيطرا على نواحي شخصيتي ولكني فجعت مؤخرا " بالحب "
كيف لهذا الكيان الرائع أن يخدعه العشق ان يجعله يسري في الشرايين التي أغلقت منذ زمن ؟ كيف لهذا الحب أن يؤثر على خلايا جسدي ولون بشرتي ،
الحب يا صديقي أكبر خدعة والعشق ملعون ... أتحدث مع نفسي دوما دون أن أدعك تنتبه أو تسمع ما يجول بخاطري ، المتاهة التي أوقعتني بها عيناك لم تكن بالحسبان
كم نحن أقوياء سألتك ذات جلسة ولكنك لم تجبني كعادتك مجرد صمت منك وتنهيدة كانتا كفيلتين بالإجابة .
نحن ضعفاء يا صديقي جبناء وضعفاء أمام هذا الوحش الذي يلتهم عروقنا وأحاسيسنا ببطء يكشف عن أنيابة الجميلة ابتسامة رائعة تخفي آلآما لا نقتنع بامكانية حدوثها مستقبلاً .. ننتهي ونحن نبدأ دون الشعور بدواخلنا المنصهرة اشتياقا ولوعة واندفاعاً للعواطف التي تكتسح سماء ساحة هذه الحرب .
كنت أعد الثواني والدقائق حتى ينجلي الليل وينبلج الفجر المتسارع حتى يشرق وجهي من جديد فرحاً علني التقيك اليوم في موعد انتقيه أنا بلا تأخير
وكم كان تأخيرك قاتلي . ياااه للعشق يا صديقي مقتولون نحن لا محاله .
عندما وقعت في الحب أول مرة كنت في الخامسة عشر حينما لفت انتباهي ابن جيراننا الذي يكبرني ب 6 أعوام لم أكن أعرف شيئاً سوى أني أحبه ولم يكن حينها أجهزة هاتف كانت الاتصالات والأخبار تصل بطرق كثيرة مثل أن يكتب لي موعد اللقاء على ورقه ويربطها في حصى ويليقيها بمكان أمام البيت كنا قد اتفقنا عليه مسبقا وعادة يكون اللقاء في حديقة عامة من يسبق ينتظر الآخر لحظات ، وفي أحدى المرات كتبت له موعد اللقاء ووضعت الورقة في منتصف كتاب أعطيت الكتاب لوالدته الأربعينية وقلت لها هذا الكتاب لولدك قد طلبه ليقرأه ولكنها سرعان ما فتحت الكتاب واستلت الورقة ونظرت لي باشمئزاز هي تعلم أن ابنها لا يقرأ ابدا ترك المدرسة منذ كان عشرة أعوام لا أدري
أنا لم أفكر بهكذا أمر وقتها فقط أحببته لأن عيناه خضرواتان جميلتان ولهفتي للقائه كانت أشبه بالتهام حبة ايس كريم في الحر وكنا نتحدث عن الرياضة أكثر من الحب ،
انتظاري لك حبيبي ولهفتي للقائك كانت أعنف من الحب نفسه ، فترة غيابك وقعت فريسة الاكتئاب الحاد كرهت فيها كل شيء كل الناس كل الأماكن ، الأكل الدراسة الكلام ، فقط كنت استمع للمعزوفات الحزينة التي سمعناها سويا مع دموعنا الحارقة ،
أي كائن أنت ؟
أي رجل هز كياني وبعثر الثوابت الراسخة في عقلي؟
أن لا جدوى من الحب والارتباط واقتناء رجل بحوزتي أنت لست من البشر بل ملاك على هيئة انسان .
انتظرت الصباح لم أغفو لحظة ليلتها عندما أخبرتني انك قادم في الغد شعرت ان الكون بحجمه بره وبحره لا يتسع للفرح في أوصالي ، ارتديت أجمل ثيابي وذهبت الى الجامعة مبكرا على غير عادتي لم أدخل قاعة المحاضرات بل مكثت في الخارج أتجول بين الساحات و الكافتيريا لم أتحدث مع أحد ولم ألتفت بل لم أرى احد مطلقاً وكأن هذا الصرح خالٍ إلا مني ..
أنتظرتك لتحضر لأراك قادماً من بعيد أسرعت باتجاهك ولكن خطواتي تباطأت من اللوعة و لهيب الاشتياق
ياااه يا حبيبي كم اشتقت اليك دعني اقبلك ،احضنك أمامهم انا الآن حرة حرة .
*مريم حوامدة
مقطع من روايتي " دروب تشرين"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق