⏪⏬
الحياة قائمة على منظومة من الأفكار منها الموروث أو التي تفرض علينا نتيجة أنظمة الحكم أو نتيجة الثورة الرقمية التي جعلت
العالم بمثابة قرية صغيرة حيث يمكننا أن نتابع معظم ما يجري في العالم ونحن جالسون في بيوتنا أو في أماكن عملنا. وثمة أفكار نتبناها وتغدو مع الأيام من صميم شخصيتنا وهنا تبدأ منظومة الاختلاف مع الآخر وهنا ايضاً يفترض أن يغدو الاختلاف ثراءً فكل فكرة هي رؤى من زاوية مختلفة لفهم الحياة ومن ثم تأسيس الشخصية على ضوء الواقع والعمل المركز للوصول إلى أحلامنا كل منا حسب رغباته والتي تتشكل نتيجة عدة عوامل يأتي في طليعتها ذهنية المجتمع وتربية المنزل وحجم التابوهات في أعماق الذات.
عبر شاشة الأفكار عنوان حداثي فالمتعارف في هذا السياق نقول سندرس تاريخ الأفكار أو سنبحث في المسألة بطريقة فكرية ولكن شاعرتنا الرقيقة أجرت تحديثاً في صيغة العنوان ليناسب العصر من خلال أدخال مصطلح الشاشة والتي ترمز إلى نتاج الحداثة والتي تمنح القارئ مساحات إضافية للتماهي مع الفكرة التي كانت في السابق تتلخص في القراءة والحديث عنها والآن بات بوسعنا مشاهدتها مما يساهم في تطوير آلية الفهم وبسلاسة من خلال الشاشة فإذا أخذنا أمثلة في ذات السياق الدكتور الذي يشرح حالة مرضية معينة تساعده الشاشة في إيصال الفكرة بسهولة لطلابه أو المُدرس الذي يتحدث عن الحرب العالمية الثانية يمكنه أن يستعين بالمشاهد المروعة التي تضع الطالب في جوهر الأحداث بدقة وإنسيابية والامثلة كثيرة في هذا السياق.
وبالعودة إلى عنوان النص للصديقة ميادة أحمد التي أجادت في نسج نول العنوان الذي يُعتبر بمثابة تكثيف مُركز لجوهر النص شريطة ارتقاء الحواس إلى مستوى المسؤولية في الزمن الكتابي.
عبر شاشة الأفكار عنوان حداثي يعكس آلية تفاعل ميادة أحمد مع نتاج الحضارة.
*محمد مجيد حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق