⏪⏬
يقبض على النقود بيده البيضاء مثل أحلامه ...يمسك مقود دراجته جيدا يعاند الريح يشق طريقه عنوة يصل لشباك التذاكر يعطي البائع العجوز الذي يجلس خلف النافذة منذ أن كان شابا نقوده ...يعطيه تذكرة دخوله العالم الوحيد الذي يحب !!!
يدفع مالا أكثر ليجلس في الكراسي الأولى ...يبتسم لها ووجهها يضيء شاشة العرض ...يحلق بعيدا بعيدا يتخطى كل الحواجز تخطفه الأضواء يصارعها ...يدخل عالمها يراها حقيقة أمام عينيه ...يحتضنها بقوة ويغيب معها في دنياه ....
شاب طيب ...كفه المشققة تحكي قصة معاناته وفقره ...يعمل طوال الأسبوع لساعات طويلة يجلس أمام الفرن وصورتها لاتفارقه ...في نهاية الأسبوع يأخذ أجره ...مال قليل لا يكاد يسد احتياجاته ...لايهم بالنسبة له أن يبقى ليومين بلا طعام ...المهم أن يقتطع من النقود مايكفي لشراء تذكرة الأحلام ...
مرت سنون طويلة والحال لا يتغير ...يده البيضاء مازالت ترمي لقاطع التذاكر ثمن التذكرة ..يضحك في وجهه ذاك العجوز قاطع التذاكر ...ينتبه ذات مرة أنه تقدم في السن كثيرا ولكنه مازال يبيع له الأحلام كل أسبوع ...والتغير الثاني الذي طرأ بعد سنوات طويلة هو غلاء تذكرة الدخول لعالم الأمنيات ...التذكرة ارتفع ثمنها ومرتبه مازال على حاله لا يتغير ..ومحبوبته الممثلة الشابة فتاة أحلامه تصر على مشاكسته كل مرة يدخل بها عالم الأحلام ...يتخيل نفسه وقد أمسك بذراعيها ...يحتضنها بقوة ...يفرح لفرحها وتغالبه الدموع لحزنها ...كبرت محبوبته لكنها مافقدت يوما بريقها في عينيه !!!
سنوات تمر تتغير كل الأشياء من حوله ...يتبدل العالم سريعا ولا يتغير الحلم ...ازداد وجهه احمرارا من نيران فرن لا ترحم ...كفه باتت هزيلة وعروقه واضحة كثيرا وإصراره على شراء تذكرة الأحلام لم ينقطع ...ينتظر نهاية الأسبوع ...يدفع بالنقود للبائع العجوز ...ينال منه ابتسامة ود ...يمضي للكراسي الأولى ...كل الحكايات متشابهة ...يرى نفسه دائما بطل قصصها ...يفرح بلحظات يصبح فيها غنيا ...يطلب يدها ...يتزوجها ...يفرح لمرحها الطفولي ..ينسى حرارة الفرن تغلبها حرارة قلبه الذي ماتوقف يوما عن أحلامه ....
ذات مساء دفع بالمال لقاطع التذاكر ...لفت انتباهه يد شابة قوية تمد إليه بالتذكرة دون الابتسامة المعهودة التي تعود أن يلقاها من العجوز ...تتحجر عيونه وهو ينظر للشاب الجالس وراء الشباك يبيع الأحلام دون ابتسامة للراغبين في الهروب من حرارة دنياهم ...يقف متسمرا ثم يتلعثم هو يسأل الشاب عن الرجل العجوز ...يخبره والدموع تملأ مقلتيه بأنه مات منذ أربعة أيام وأورثه مكانه وراء الشباك ليبيع التذاكر ...يبتسم للشاب ..يغالب دموعه ...يأخذ التذكرة ...يتوجه لصالة العرض ...يبدأ الفيلم ...تقترب محبوبته بوجهها منه يرى خصلات شعرها وقد كساها الشيب لكنها مازالت جميلة ...في آخر الليل يجلس على الرصيف ...يرسم وجهها ووجه قاطع التذاكر العجوز ...يكتشف أنه ظل يحلم بها طوال خمسين عاما وأنها لم تعد طفلة تهدهد أحلامه وأنه لم يعد شابا ...يجر قدميه بصعوبة ...في اليوم التالي يسلم نفسه لنيران الفرن ...ترتسم صورتها وصورة البائع العجوز فوق رغيف الخبز ...يلقي به داخل غرفة النيران وقلبه يحترق ... يمضي الأسبوع ...يبتاع تذكرته الجديدة من الشاب الذي أتقن جيدا أن عليه أن يبتسم في وجه زبائنه وهو يبيعهم تذاكر الأحلام ....
* غدير محمد وليد عبارة
يقبض على النقود بيده البيضاء مثل أحلامه ...يمسك مقود دراجته جيدا يعاند الريح يشق طريقه عنوة يصل لشباك التذاكر يعطي البائع العجوز الذي يجلس خلف النافذة منذ أن كان شابا نقوده ...يعطيه تذكرة دخوله العالم الوحيد الذي يحب !!!
يدفع مالا أكثر ليجلس في الكراسي الأولى ...يبتسم لها ووجهها يضيء شاشة العرض ...يحلق بعيدا بعيدا يتخطى كل الحواجز تخطفه الأضواء يصارعها ...يدخل عالمها يراها حقيقة أمام عينيه ...يحتضنها بقوة ويغيب معها في دنياه ....
شاب طيب ...كفه المشققة تحكي قصة معاناته وفقره ...يعمل طوال الأسبوع لساعات طويلة يجلس أمام الفرن وصورتها لاتفارقه ...في نهاية الأسبوع يأخذ أجره ...مال قليل لا يكاد يسد احتياجاته ...لايهم بالنسبة له أن يبقى ليومين بلا طعام ...المهم أن يقتطع من النقود مايكفي لشراء تذكرة الأحلام ...
مرت سنون طويلة والحال لا يتغير ...يده البيضاء مازالت ترمي لقاطع التذاكر ثمن التذكرة ..يضحك في وجهه ذاك العجوز قاطع التذاكر ...ينتبه ذات مرة أنه تقدم في السن كثيرا ولكنه مازال يبيع له الأحلام كل أسبوع ...والتغير الثاني الذي طرأ بعد سنوات طويلة هو غلاء تذكرة الدخول لعالم الأمنيات ...التذكرة ارتفع ثمنها ومرتبه مازال على حاله لا يتغير ..ومحبوبته الممثلة الشابة فتاة أحلامه تصر على مشاكسته كل مرة يدخل بها عالم الأحلام ...يتخيل نفسه وقد أمسك بذراعيها ...يحتضنها بقوة ...يفرح لفرحها وتغالبه الدموع لحزنها ...كبرت محبوبته لكنها مافقدت يوما بريقها في عينيه !!!
سنوات تمر تتغير كل الأشياء من حوله ...يتبدل العالم سريعا ولا يتغير الحلم ...ازداد وجهه احمرارا من نيران فرن لا ترحم ...كفه باتت هزيلة وعروقه واضحة كثيرا وإصراره على شراء تذكرة الأحلام لم ينقطع ...ينتظر نهاية الأسبوع ...يدفع بالنقود للبائع العجوز ...ينال منه ابتسامة ود ...يمضي للكراسي الأولى ...كل الحكايات متشابهة ...يرى نفسه دائما بطل قصصها ...يفرح بلحظات يصبح فيها غنيا ...يطلب يدها ...يتزوجها ...يفرح لمرحها الطفولي ..ينسى حرارة الفرن تغلبها حرارة قلبه الذي ماتوقف يوما عن أحلامه ....
ذات مساء دفع بالمال لقاطع التذاكر ...لفت انتباهه يد شابة قوية تمد إليه بالتذكرة دون الابتسامة المعهودة التي تعود أن يلقاها من العجوز ...تتحجر عيونه وهو ينظر للشاب الجالس وراء الشباك يبيع الأحلام دون ابتسامة للراغبين في الهروب من حرارة دنياهم ...يقف متسمرا ثم يتلعثم هو يسأل الشاب عن الرجل العجوز ...يخبره والدموع تملأ مقلتيه بأنه مات منذ أربعة أيام وأورثه مكانه وراء الشباك ليبيع التذاكر ...يبتسم للشاب ..يغالب دموعه ...يأخذ التذكرة ...يتوجه لصالة العرض ...يبدأ الفيلم ...تقترب محبوبته بوجهها منه يرى خصلات شعرها وقد كساها الشيب لكنها مازالت جميلة ...في آخر الليل يجلس على الرصيف ...يرسم وجهها ووجه قاطع التذاكر العجوز ...يكتشف أنه ظل يحلم بها طوال خمسين عاما وأنها لم تعد طفلة تهدهد أحلامه وأنه لم يعد شابا ...يجر قدميه بصعوبة ...في اليوم التالي يسلم نفسه لنيران الفرن ...ترتسم صورتها وصورة البائع العجوز فوق رغيف الخبز ...يلقي به داخل غرفة النيران وقلبه يحترق ... يمضي الأسبوع ...يبتاع تذكرته الجديدة من الشاب الذي أتقن جيدا أن عليه أن يبتسم في وجه زبائنه وهو يبيعهم تذاكر الأحلام ....
* غدير محمد وليد عبارة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق