اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

خارج اللعبة | قصة قصيرة ...* متولي محمد متولي

⏪⏬
أن يمتلك سيارة ، ظل ّهذا حلمه الكبير الذي يراوده ، وحاول أن يحققه حتى قبل التفكير في الزواج أو الشقة أو أي شيء آخر !

و ها هو اليوم قد حقق أكثر مما كان يتمنى ، أصبح محاسبا في بنك مشهور ، وظيفة مرموقة ، توفر دخلا كبيرا ، جعله قادرا على شراء شقة كبيرة في أعلى برج في المدينة وتزوج من فتاة رائعة خلْقا و خلُقا ، أنجبت له بنتا وولدا هما بالنسبة له الشمس والقمر، كما أن رصيده في البنك لا بأس به !

أصبح محط الأنظار ، يرى نظرات الإعجاب والانبهار في عيون من حوله ، كما يرى نظرات الحسد في عيون من يحترقون بنار الحقد على كل صاحب إنجاز!

كل ذلك كان كفيلا بأن يمنحه السعادة والهناء ، وراحة البال ، وهو ما يحاول أن يُظهره للناس باستمرار ! دائما يرسم على وجهه نفس الابتسامة الكرتونية وكأنه يقف أمام الكاميرات ، ولا يسمح لذرة حزن أو ألم بالظهور ، كما حدث له في ذلك اليوم !

إنه لا يعرف بالضبط ما هو كنه هذا الشعور الذي يعصف به منذ رأى اسم زميله القديم " رفعت " في كشوف عُملاء البنك ، ربما هو غيرة أو حسد ، وربما حيرة ! فزميله هذا مجرد مدرس بسيط من أسرة فقيرة ، و مع ذلك فرصيده في البنك كسر حاجز المليون !!

أنهى عمله وذهب إلى كازينو البحر ، إنه الأشهر ، فلا يجلس فيه سوى النخبة وأعيان البلد .

وهو يركن سيارته لمحه يمر من أمامه مثل الشبح ، وكأنه يتوارى منه ! فقد كان يرتدي ثيابا قديمة باهتة الألوان ، ويبدو عليه التعب والإرهاق ، ناداه ، وصافحه بحرارة ، ثم دعاه إلى فنجان من القهوة ، وأصر ّعليه أن يقبل الدعوة .

داخل الكازينو لم يستطع أن يملك زمام لسانه ، فما يبدو له من هيئة زميله يناقض تماما ما تقوله كشوفات وبيانات العملاء ! ولولا أنه يعرفه حق المعرفة لظن أنه مجرد متسوّل !

سأله :

- هل أنت مريض يا "رفعت "

- لا .. لا ، أنا بخير ، الحمد لله

- فقدت أكثر من نصف وزنك ! .. .. في ابتدائي وإعدادي كنت بدينا ، وكان لك كرش !

- هاها .. ما زلت تذكر شكلي يا " أشرف" ، الدنيا تغيرت ، والحمد لله على كل حال .

- الحمد لله في كل وقت ، لكن ماذا أصابك ؟ ! وجهك شاحب ، أصبحت جلد على عظم ! لا تؤاخذني يا أخي فصداقتنا القديمة تحتم علي أن أطمئن عليك وعلى أحوالك .. هل أنت مصاب بشيء ؟!

- الحقيقة .. أنا مصاب بالفقر ، المرتب لا يكفي مصاريف البيت والأولاد !

- مرتب ؟! أنت مدرس ، وأكيد تعطي دروسا خصوصية ، وإلا .. ..

- أنا صحيح مدرس .. لكن تربية فنية ، والتلاميذ لا يأخذون دروسا خصوصية في التربية الفنية .. .. لكن ، أشعر أنك كنت تريد أن تقول شيئا آخر ، على لسانك كلام تريد أن تقوله !

- الحقيقة .. أنا مندهش من حالك

- حالي !! ماذا تقصد ؟

- أقصد أن شخصا مثلك لديه رصيد في البنك يتجاوز المليون ، ويكون هذا حاله !

- مليون !! في البنك ؟!!!

- أليس اسمك " رفعت سليم عبد الغني " ؟

- صحيح ، أنت تعرف اسمي منذ كنا في ابتدائي وإعدادي ، كنا زملاء مقعد واحد !

- لا يا " رفعت " .. ليس هذا ما قصدته فأنا أعرف اسمك جيدا ، أنا أقصد أن هذا الاسم لديه رصيد أكثر من مليون من الجنيهات في البنك الذي أعمل فيه !

- هاها .. الله يسعدك .. مليون !! أنا راضي بألف أو ألفين منهم ، وحلال عليك الباقي !

- يا أخي أنا لا أمزح !

- ربما تشابه أسماء .. .. يا حبيبي أنا أعمل في مصنع حلويات على بعد شارعين من هذا المكان .. .. هل تعرف ما طبيعة عملي ؟ أغسل الصواني و السرافيس ، وأمسح البلاط كل ذلك من أجل خمسين جنيها يوميا ، فمرتبي كمدرس لا يكفي لكي أعيش أنا و أسرتي حياة آدمية ! لو كنت أملك مليونا من الجنيهات كما تقول لاشتريت مصنع الحلويات ، وكسرت أنف صاحبه الظالم المتغطرس .

بُهت " أشرف " وبدا على وجهه التأثر الشديد ، وتفاقمت حيرته ، ولم يفق من هذه الحيرة إلا على صوت " رفعت " وهو يقول له :

- لم أتعامل مع البنوك إلا مرة واحدة في حياتي ، وكان ذلك منذ عشرين سنة ، وقتها فتحت دفتر توفير ، ووضعت فيه مبلغا من المال ، وبعد فترة سحبت المبلغ ، وتركت في الدفتر عشرة جنيهات فقط .

- وأين هذا الدفتر ؟!

- منذ حوالي عامين ، ذهبت إلى البنك أستعلم ، وكنت أطمع أن يعطوني العشرة جنيهات ، الحقيقة كنت في أمس ِّالحاجة إليها ، ولكن مسئول الاستعلامات خطف الدفتر من يدي بطريقة غريبة ، وقال لي ان فترة صلاحيته انتهت !

هز " أشرف " رأسه ، وقال لزميله :

- واضح جدا أن دفترك لم تنته صلاحيته ! بل إن هناك من يستخدم حسابك لمصلحته ! الأمر ليس تشابه أسماء !

- وماذا علي ّ أن أفعل ؟!

- لديك فرصة لم تكن تحلم بها ، ستحل لك كل مشاكلك ، والفرص لا تأتي إلا مرة واحدة

- لكن .. هذا المال ليس مالي !

- لكنه في حسابك !

- ربما يكون مالا حراما ! مال مخدرات أو سلاح أو آثار ..

- لكنه في حسابك ! خذ وقتك في التفكير ، وعندما تنوي ستجدني إلى جانبك ، لكن لن نصرفه من هذا الفرع ، سنصرفه من أي فرع آخر في محافظة أخرى .

- وأصحاب هذا المال .. أليس له أصحاب ؟!

- مؤكد ، لكنه ليس شخصا واحدا ، إنهم مجموعة أشخاص يديرون هذا الحساب ، فلو كان شخصا واحدا لانكشف الأمر منذ زمن .

- إذا سحبنا المبلغ سينتقمون منا !

- سأجعل الأمر يبدو وكأن واحدا منهم نصب على الآخرين ، أنت وأنا خارج اللعبة .

- أنت تريد مني أن أذهب وأصرف المال ، فكيف أكون خارج اللعبة ؟!

- هذا شغلي أنا ، أنسيت أنني محاسب في هذا البنك ؟!

* متولي محمد متولي

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...