يحلمون كباقي أطفال العالم...بحياة كريمة نظيفة بريئة...
يبرمون كل يوم صفقات من الأمل مع عالم تغيّب بمحض إرادته عن مشهد طفل يغفو على صدر أم اختطفها الموت دون أن يترك بديلا لثديها المشرع في العراء...
يتطهرون بماء البحر... يلثمون ملوحته...يطبّبون جراحهم... ينثرون الحب على شواطئه...
لا يكترثون بقلبه المرتبك بين مد وجز...
يلقون السلام ويرحلون...
يقطعون عهوداً للأرض التي تحمل أقدامهم نحو الحرية...بأنهم لن يخونوا العهد يوماً...
لن تنال منهم قذائف الحرب الـ شوهت وجه المدينة وسرقت عذريتها...
يكتبون تفاصيل حياتهم من ندى الورد المتشبث بالذاكرة...
يقبلون أمهاتهم...يرتادون مدارسهم...يحفظون دروسهم...يدونون تاريخهم من مداد قلوبهم... ويسجلون:
أرضي، علمي، وطني، دمعة أمي، وجه أبي، قناص مغتصبي، غدر عربي، شهقة ثكلى...
ولا تنسى إطار الكاوتشوك؛ لعبتي في السلم والحرب، صورتي أنا الطفل الذي اتخذ من اطار الكاوتشوك عجلة للعب والمرح...
كيف إذا حاصره صهيونٌ غادر وجرعه الضيق والحرمان، يحرقه معتذراً من البحر والشجر والشمس والقمر والطبيعة وسني عمره التائهة بين حصارٍ وموتٍ ودمار ووردةٍ في قلب كتاب...
كيف يحكم قبضته على عنق الخوف وسط دخان الكاوتشوك؛ لتحجب كف القدر الرؤية عن عيون القناصين...
كيف يبتكر من كسر المرايا خدعا في الحرب؛ تشوش رؤيا القناصين المتربصين خلف السياج وخلف سواتر الحقد اللعين...
كيف يهزم غاز المسيل للدموع برائحة البصل المرتوي من دماء شهدائنا الغافين في حضن الأرض ملتحفين بأبجديات الخلود...
المجد لنا نحن الفقراء إلى الحياة...المتشبثون بالأرض والوطن والكرامة...المبتكرون من مخلفات الوجود سلاحا للنضال...الضاربون بعمق التاريخ رواسي للخلود...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق